تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تحسين حديث: (دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم ... ).

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - 10 - 10, 02:23 ص]ـ

قال أبو يعلى في " مسنده " [رقم/669]: (حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو عامر العقدي عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد أن مولى لآل الزبير حدثه: عن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء وهي الحالقة لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام).


669 - [حسن لغيره] أخرجه الترمذي [رقم/2510]، وأحمد [167/ 1]، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» [1/ رقم 465]، والطيالسي [رقم/193]، ومن طريقه البيهقي في الآداب [رقم/ 116/طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، وفي «الشعب» [11/رقم/8373 /طبعة الرشد]، وابن وضاح في «البدع» [ص/85/ 86/طبعة مكتبة الصفا]، ومن طريقه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» [2/ 293 - 294/طبعة مؤسسة الريان]، وفي «التمهيد» [6/ 121/الطبعة المغربية]، وابن شاهين في «فضائل الأعمال» [رقم/485]، وابن قانع في معجم الصحابة [1/ 223 - 224/طبعة مكتبة الغرباء الأثرية]، وابن بطة في «الإبانة» [2/ 664/طبعة دار الراية]، وغيرهم من طريق حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن مولى لآل الزبير- أو مولى للزبير- عن الزبير به نحوه ...
قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ قَدْ اخْتَلَفُوا فِي رِوَايَتِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. فَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوَلِيدِ، عَنْ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنِ الزُّبَيْر».
قلتُ: قد سقط: «الزبير» من سند الطيالسي في «مسنده»! وقع ذلك في «طبعة المعرفة» وفي «طبعة دار هجر» [1/رقم/190/التركي]! على السواء!
وبرهان هذا السقط: أن البيهقي قد رواه من طريقه في «الآداب» و «الشعب» فقال: «أخبرنا أبو بكر بن فورك، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير أن يعيش بن الوليد، حدثه أن مولى للزبير حدثه، أن الزبير بن العوام، حدثه ... » وذكره.
وكذا أخرجه ابن شاهين عنه في «فضائل الأعمال» فقال: «حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا عمر بن شبة، ثنا أبو داود، ثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، أن مولى الزبير بن العوام، حدثه أن الزبير بن العوام حدثه ... » وذكره.
قلتُ: وكذا سقط: «الزبير» من إسناد ابن عبد البر في «التمهيد/الطبعة المغربية»! وكذا هو ساقط في " التمهيد/موسوعة شروح الموطأ " [22/ 101/طبعة هجر]! أيضًا! وليس بيدي طبعة " دار الفاروق " ريثما أنظر فيها؟ وأغلب الظن أنها كأُخْتَيْها!
وعلى كل حال: فسند الحديث هنا ضعيف معلول!!
1 - أما ضعفه: فلجهالة مولى الزبير! فهو شيخ لم يُسَم؟ نعم: نقل الحافظ في " تقريب التهذيب" عن الطبراني أنه سماه: " خبَّابًا " وما خباب؟ ومن يكون خبابًا؟
وبه: أعله المناوي في " فيض القدير" [3/ 516] فقال: (ومولى الزبير مجهول)، وقال الإمام الألباني في " الإرواء" [3/ 238]: (ورجاله ثقات غير مولى الزبير فلم أعرفه؟ وأشار ابن أبي حاتم إلى إعلاله به؟ نقلا عن أبي زرعة فراجع كتاب " علل الحديث " له (4/ 327) .... )!
قلت: قد رجعنا إلى " علل الحديث/لابن أبي حاتم " فلم نجد هناك تلك الإشارة! ولا ما يقرب نحوها من أي عبارة؟ وسنسوق كلام ابن أبي حاتم قريبًا إن شاء الله.
وعلى كل حال: فضَعْفُ الإسناد هنا محتمل غير شديد، وجهالة هذا الضرب من التابعين ليست بالذي يسقط معها الإسناد إلى غير نهوض! وقد قال العماد ابن كثير في مبحث: " الجهالة" من " الباعث الحثيث ": (فأما المبهم الذي لم يُسم، أو من سُمي ولا تعرف عينه؟ فهذا ممن لا يقبل روايته أحد علمناه، ولكنه إذا كان في عصر التابعين والقرون المشهود لهم بالخير، فإنه يُسْتأنس بروايته، ويُسْتضاء بها في مواطن).
ولا تنس قول ابن الذهبي في آخر "ديوان الضعفاء": (وأما المجهولون من الرواة: فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم، احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ ... ).
وقد شطَّ شُطُوطًا من المتأخرين: مَنْ أطلق القول بكون جهالة العين من الضعف الشديد الذي لا ينجبر! بل في ذلك تفصيل وضبْطٌ، فليست جهالة من تفرد عنه أحد مشاهير الثقات ولم يكن حديثه منكرًا = كجهالة من انفرد عنه بعض الأغمار أو الضعفاء والهلكى مع ما يكون في حديثه من الضوضاء واللغَط! فانتبه يا رعاك الله.

تابع البقية: ....
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير