[قصهالصحابي مرثد مع عناق بمكه]
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[04 - 11 - 10, 01:00 ص]ـ
قال ابن حجر في الاصابة:
كان يحمل الأساري من مكة إلى المدينة، لشدته وقوته. وكان بمكة بغي يقال لها عناق، وكانت صديقة له في الجاهلية، وكان قد وعد رجلاً أن يحمله من أهل مكة، قال: فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة في ليلة قمراء، قال: فجاءت عناق فأبصرت سوادي، فلما رأتني عرفتني، فقالت: مرثد ? قلت: مرثد. قالت: مرحباً وأهلاً، تعال فبت عندنا الليلة. قال: فقلت: يا عناق، إن الله حرم الزنا! قالت: يا أهل مكة، إن هذا يحمل الأسرى من مكة! قال: فتبعني ثمانية رجال، وسلكت الخندمة، فانتهيت إلى كهف فدخلته، وجاءوا حتى قاموا على رأسي، وعماهم الله عني، ثم رجعوا، ورجعت إلى صاحبي فحملته، وكان رجلاً ثقيلاً حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عليه كبله، ثم قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أنكح عناق ? فأمسك رسول الله حتى نزلت هذه الآية: {الزَّانِي لاَ يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} ( http://**********:openquran(23,3,3)) . . . النور الآية
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 05:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
روى هذا الحديث الترمذي في السنن (3177) و الحاكم في المستدرك (2701) و البيهقي في السنن الكبرى (153/ 7) و غيرهم من طريق عبيد الله بن الأخنس قال: أخبرني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: ((كان رجل يقال له: مرثد بن أبي مرثد، وكان رجلا يحمل الأسرى من مكة حتى يأتي بهم المدينة، قال: وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها: عناق وكانت صديقة له، وإنه كان وعد رجلا من أسارى مكة يحمله، قال: فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة، قال: فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط فلما انتهت إلي عرفت، فقالت: مرثد؟ فقلت: مرثد. فقالت: مرحبا وأهلا هلم فبت عندنا الليلة. قال: قلت: يا عناق حرم الله الزنا، قالت: يا أهل الخيام، هذا الرجل يحمل أسراءكم، قال: فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى كهف أو غار فدخلت، فجاءوا حتى قاموا على رأسي فبالوا فظل بولهم على رأسي وعماهم الله عني، قال: ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه أ كبله فجعلت أحمله ويعييني حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أنكح عناقا؟ فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد علي شيئا حتى نزلت الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك، فلا تنكحها)) رواه بعضهم مختصرا وهو عند البيهقي أيضا و غيره مطولا , قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه)) , قلت: رواه عن عبيد الله بن الاخنس جماعة من الحفاظ كيحيى بن سعيد و روح بن عبادة و غيرهما , و ابن الاخنس [ثقة صدوق] قال الامام أحمد بن حنبل و يحيى بن معين، و أبو داود، و النسائي -رحمهم الله-: ((ثقة)) وفي رواية ابن الجنيد عن ابن معين -رحمه الله-: ((ليس به بأس)) , وقال ابن حبان في ثقاته: ((يخطىء كثيرا)) و قول احمد و يحيى ومن وافقهما أولى من هذا! , وسلسلة عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده لا بأس بها
فالحديث: [حسن] بإذن الله تعالى.
وقد رُوي خلاف هذه القصة , فقد روى الحاكم في المستدرك (2785) و البيهقي في السنن الكبرى (13637) و غيرهما من طريق المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن الحضرمي عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ((أن امرأة كانت يقال لها أم مهزول وكانت تكون بأجياد وكانت مسافحة كان يتزوجها الرجل وتشترط له ان تكفيه النفقة فسأل رجل عنها النبي صلى الله عليه و سلم أيتزوجها فقرأ نبي الله صلى الله عليه و سلم -أو أنزلت عليه- الآية: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة الآية}))
قلت: مدار هذه الرواية على الحضرمي وقد اختُلِف فيه فقال أبو حاتم الرازي: ((الحضرمي اليمامي، و الحضرمي بن لاحق هو عندي واحد)) , لكن عامة الائمة على خلاف هذا قال الامام علي بن المديني -رضي الله عنه-: ((حضرمي شيخ بالبصرة، روى عنه التيمي، مجهول، و كان قاصا، و ليس هو بالحضرمي بن لاحق)) وقال عبد الله بن الامام احمد: سألت يحيى بن معين عن الحضرمي الذى روى عنه سليمان التيمي فقال: ((ليس به بأس، و ليس هو بالحضرمي بن لاحق)) وقد فرق بينهما كذلك ابن حبان وقال: ((لا أدرى من هو، و لا ابن من هو)) , و الرواية الاولى أصح كما تقدم.
و الله أعلم.