تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمراد يعد التسبيح بأصابع اليد اليمين أو بأناملها، فقد ورد في بعض ألفاظ هذا الحديث عند عبد الرزاق: " يعد هكذا وعد بأصابعه ".

وجاء في حديث يسيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهن أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات مستنطقات رواه أبو داود وغيره. وفيه هانئ بن عثمان الجهني وحميضة بنت ياسر، قال الحافظ في التقريب: إنهما مقبولان، وبقية رجاله ثقات.

ولا يرد على رواية عقد التسبيح باليمين كون الأعمش - وهو مدلس - تفرد بروايتها لأمور:

الأول: - أن الأعمش ثقة حافظ إمام، وقد قال الحافظ في طبقات المدلسين: " إنه ممن احتمل الأئمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى ".

الثاني: - أن الأعمش قد عاصر عطاء بن السائب في بلد واحد

فالعصر واحد والبلد واحد، وهو الكوفة، توفي عطاء سنة (136هـ)، وتوفي الأعمش سنة (148هـ)، وهذا يدل على صحة سماع الأعمش من عطاء.

الثالث: - أن الأعمش لم ينفرد برواية هذا الحديث عن عطاء حتى يتطرق إليه احتمال التدليس فيه، بل قد رواه عن عطاء الجم الغفير من الحفاظ الثقات من أئمة المسلمين، أمثال شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن علية وغيرهم، كلهم روى هذا الحديث عن عطاء، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " يعقد التسبيح بيده ". فعقد التسبيح باليد ثابت قطعا، ورواية الأعمش هذه بينت المراد باليد، وهي اليمين.

الرابع: - أن التسبيح معناه: تنزيه الله عن النقص والعيب، ولا يليق بالمسلم أن يعقد ما ينزه الله به باليد الشمال التي تزال بها الأقذار كالمخاط والاستنجاء ونحو ذلك.

الخامس: - أن جعل اليد اليمين للأشياء الطيبة مطلوب شرعا، فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله».

السادس: - أن الحافظ ابن حجر قال في هذا الحديث: رجاله كلهم ثقات إلا عطاء بن السائب اختلط، ورواية الأعمش عنه قديمة، فإنه من أقرانه، نقله الألباني عن الحافظ في تعليقه على الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية ص (69) أي أن رواية الأعمش هذه عن عطاء صحيحة لقدمها قبل الاختلاط وبعدها عن التدليس.

إذا تقرر هذا فإن السنة أن يعد المسبح التسبيح بأصابع يده اليمنى كما تقدم في رواية عبد الرزاق: " يعد هكذا وعد بأصابعه "، وفي سنن أبي داود من حديث حميضة بنت ياسر: " واعقدن بالأنامل " وتقدم.

وأما عده بالحصى والنوى وغير ذلك فجائز، لفعل بعض السلف – رضي

الله عنهم -، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى لابن القاسم (22\ 506): وعد التسبيح بالأصابع سنة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء: «سبحن واعقدن بالأصابع، فإنهن مسئولات مستنطقات»، وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة - رضي الله عنه - من يفعل ذلك. وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين تسبح بالحصى، وأقرها على ذلك، وروي أن أبا هريرة كان يسبح به.

وأما التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه، فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه، وإذا حسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه.

ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 09:21 ص]ـ

بارك الله فيكم جميعاً.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير