قلت: و أما مخالفة حفص بن غياث، فقد أخرجها يحيى بن آدم في "الخراج" (347) بلفظ: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآهم يؤبرون النخل، فقال: «ما هذا؟ لو تركوه». فتركوه، ولم تحمل النخل، فقالوا له، فقال: «عليكم بما كنتم تصنعون - أو قال: - بما ينفعكم».
2 - حديث أنس بن مالك:
بالاضافة لما سبق فقد أخرجه أيضا: أحمد في مسنده (12566)، و البزار في مسنده (6992) كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، مثل حديث عائشة رضي الله عنها.
قال البزار: لم يرويه إلاَّ حماد.
قلت: برغم تفرد حماد بن سلمة بهذا عن ثابت البناني الا أنه أثبت الناس عنه، فتفرده لا يضر.
فرواية حماد بن سلمة عن ثابت البناني من أصح الأسانيد وأقواها عن ثابت بإجماع أهل العلم.
قلت: فهذا الاسناد صحيح لا غبار عليه.
3 - حديث طلحة بن عبيد الله:
أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (345)، و الطيالسي في مسنده (230 - رواية يونس بن حبيب عنه)، و أحمد في مسنده (1395) و (1399)، و مسلم في صحيحه (2361)، و ابن ماجه في سننه (2470)، و عبد بن حميد في المنتخب (102)،و ابن أبي عاصم في الآحاد و المثاني (207)، و البزار في مسنده (937) و (938)، و أبو يعلى الموصلي في مسنده (639)، و ابن خزيمة في التوكل كما في إتحاف المهرة (1/ 485) لابن حجر، و الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1720) و (1721)، و في شرح معاني الآثار (4098) و (4099) و (4100) و (6324)، و الشاشي في مسنده (7) و (8) و (9)، و أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ و التنبيه (151) و (238)، و أبو نعيم في الحلية (4/ 372 - 373)، و الحازمي في الاعتبار (1/ 167).
كلهم من طريق سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قَالَ: " مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالُوا يُلَقِّحُونَهُ، يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى، فَيَلْقَحُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا، قَالَ: فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ، فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ، فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ شَيْئًا، فَخُذُوا بِهِ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ ". هذا لفظ مسلم.
قال البزار: وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سِمَاكٍ إِسْرَائِيلُ، وَأَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، وَلاَ نَعْلَمُ يُرْوَى عَنْ طَلْحَةَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَرَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَنَسٌ، وَعَائِشَةُ، وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَيَسِيرُ بْنُ عَمْرٍو.
قال الحازمي: وَهَذَا حَدِيثٌ مَدَنِيُّ الْمَخْرَجِ، وَقَدْ تَدَاوَلَهُ الْكُوفِيُّونَ، وَلَهُ طُرُقٌ عِنْدَهُمْ، وَيُرْوَى أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْمَدَنِيِّينَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.
قلت: و سماك بن حرب ثقة الا أن في روايته عن عكرمة ضعف و لين، و هذا ليس منها، فالاسناد صحيح، و لله الحمد و المنة.
4 - حديث جابر بن عبد الله:
أخرجه البزار في "مسنده" كما في كشف الأستار (202) قال: حَدَّثَنا محمد بن المثنى حَدَّثَنا عياش بن أبان، حَدَّثَنا محمد بن فُضَيل، عَن مجالد عن الشعبي عن جابر أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بقوم يلقحون النخل، فَقال ما أرى هذا يغني شيئا فتركوها ذلك العام فشيصت فأخبر النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقال: أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم.
¥