تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ضعفى، فأما هو فثقة» ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn5)).

وهذا يفيد أن الأئمة سبروا حديث سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي، فوجدوا أن ما يرويه عن شيوخه الضعفاء مناكير؛ كُلُّها أو جُلُّها، وروايته في هذا الحديث من هذا القبيل؛ لأن شيخه فيها ضعيف -كما سبق-.

ولذا فقد عدَّ ابن عدي هذا الحديث منكرًا، وأخرجه في ترجمة خالد بن يزيد، وهو المعروف بأنه يخرج في ترجمة الراوي ما يستحق به الإدخال في كتاب الضعفاء مما أخطأ فيه ورواه من مناكير وبواطيل.

فالحديث من هذا الوجه منكر؛ لضعف خالد بن يزيد، ولانفراده عن أبيه -وانفراده عنه مظنَّة النكارة-، ولكونه مما رواه سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي عن شيخٍ له ضعيف.

وبهذا يظهر ما في قول الحاكم عقب هذا الإسناد: «هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد» = من نظرٍ شديد.

# خلاصة الكلام على حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-:

تبيَّن مما سبق أن الحديث جاء عن عطاء من وجهين:

- رواية أبي فروة الرهاوي، عن أبي المبارك -على الخلاف في إثباته وإسقاطه-، عن عطاء،

- ورواية خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء.

وتبين في الرواية الأولى سقوطها ووهاؤها، وفي الثانية كونها منكرة.

وإذا كان عطاء بن أبي رباح إمامًا عَلَمًا مشهورًا، والرواة عنه والمختصُّون به جملة من الثقات الحفاظ الأثبات؛ فلا يمكن بحالٍ أن يصح عنه الحديث ولم يجئ إلا من هذين الطريقين الغريبين الواهيين، وهذا مفاد حكم الأئمة على الحديث بالغرابة -كما سبق-.

فالحديث عن عطاء منكرٌ غير صحيح.

ثم إن عطاءً لم يسمع من أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال ابن المديني: «رأى أبا سعيد الخدري؛ رآه يطوف بالبيت، ولم يسمع منه» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn6))، وهذه العلة تزيد الحديث من هذه الطريق وهاءً، بل هي مزيدُ بيانٍ لنكارة كلا الطريقين عن عطاء؛ لأنه قد جاء في كليهما تصريح عطاء بالسماع من أبي سعيد.

3 - حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-:

# التخريج:

أخرجه الطبراني في الدعاء (1427)، والكبير -ومن طريقه فيه الضياء في المختارة (8/ 270، 271) -؛ من طريق عبدالوهاب بن نجدة، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 194) من طريق محمد بن مصفى؛ كلاهما (عبدالوهاب، وابن مصفى) عن بقية بن الوليد، والبيهقي في الكبرى (7/ 12) من طريق موسى بن محمد -مولى عثمان بن عفان-؛ كلاهما (بقية، وموسى) عن هقل بن زياد، حدثنا عبيد بن زياد الأوزاعي، حدثنا جنادة بن أبي أمية، حدثنا عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم أحيِني مسكينًا، وتوفَّني مسكينًا، واحشُرني في زُمرة المساكين»، لفظ الطبراني، ومثله للبيهقي وابن عساكر.

إلا أن موسى بن محمد قال عن هقل: أبنا عبيدالله ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn7)) بن زياد، ثنا جنادة.

# دراسة الأسانيد:

مدار هذا الحديث على الهقل بن زياد، عن عبيد بن زياد، عن جنادة، عن عبادة، ولم أجد لطبقات الإسناد هذه أي متابعة.

وعبيد بن زياد سماه كذلك بقية بن الوليد، وسماه موسى بن محمد: عبيدالله بن زياد، ولم أعرف موسى هذا، وتسميةُ بقيةَ هي ما اعتمده ابن عساكر في ترجمة الرجل.

وقد ترجم ابن عساكر لعبيدٍ هذا؛ قال: «روى عن سالم بن عبدالله بن عمر، وجنادة بن أبي أمية، روى عنه الهقل بن زياد، وإسرائيل بن يونس ... »، ثم أسند هذا الحديث من طريق بقية، عن عبيد، ثم أسند حديثًا آخر من طريق إسرائيل، عن الأوزاعي -كذا-، عن سالم، ثم أسند عن الحافظ أبي سعد علي بن موسى السكري ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn8)) قوله: «الأوزاعي هذا اسمه (عبيد بن يحيى)؛ شاميٌّ عزيز الحديث، وقيل: إنه ثقة، وسالم هو ابن عبدالله بن عمر ... » ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn9)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير