قال محدث اليمن، العلامة مقبل بن هادي الوادعي: " كتاب الكشاف للزمخشري ختم كل سورة بحديث ضعيف"! وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - عند ذكره للأحاديث الموضوعة في التفاسير -: " وفي التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة مثل الحديث الذي يرويه الثعلبي والواحدي والزمخشري في فضائل سور القرآن سورة سورة فإنه موضوع باتفاق أهل العلم".
وقد اعتنى أهل العلم بتخريج أحاديث هذا الكتاب لأهميّة هذا الأمر، ومنهم:
1. الحافظ جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي الحنفي في (تخريج أحاديث تفسير الكشاف).
2. أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني في (الكافِ الشافِ في تخريج أحاديث الكشاف) وهو عبارة عن تلخيص لكتاب الزيلعي، واستدراكات عليه. "طبع في ذيل الكشّاف"
وبالجملة فإنّ تفسير الكشاف من أهم كتب التراث الإسلامي، على الرغم من هذه الملاحظات، وأدلّل على أهمّيته بفتويين للشيخ محمد بن صالح العثيمين:
1. السؤال: ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها وخصوصاً لطلبة العلم مأجورين؟
الجواب: كتب التفسير الحقيقة تختلف مشاربها فتفسير ابن كثير من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلك وتفسير ابن جرير وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول وفي الآثار الواردة فيه ما هو غثٍ وسمين فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كتفسير الزمخشري فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ويكون قد استسلم لها فيضل ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ تفسير ابن كثير ما دام في أول الطلب أو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أو تفسير أبي بكر الجزائري وهذا ما اطلعت عليه وقد يكون في تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها لكن هذا ما اطعلت عليه ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب فليراجع كل ما تيسر من التفاسير.
2. السؤال: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ بماذا توجهون المستمعين من كتب التفسير في قراءتها يا شيخ؟
الجواب: كتب التفسير في الواقع كثيرة ومتشعبة والعلماء رحمهم الله كل يأخذ بجهة من جهات القرآن الكريم فمنهم من يغلب عليه تفسير المعاني بقطع النظر عن الأعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ومنهم من يغلب عليه مسائل الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ومنهم من يغلب عليه استنباطات من الآيات العلمية والعملية فهم يختلفون لكن من خير ما يكون من التفاسير فيما أعلم تفسير ابن كثير رحمه الله فإنه تفسير جيد سلفي لكن يؤخذ عليه أنه يسوق بعض الإسرائيليات في بعض الأحيان ولا يتعقبها وهذا قليل عنده ومن التفاسير الجياد تفسير الشيخ عبد الرحمن بن الناصر بن سعدي رحمه الله فإنه تفسير سلفي سهل المأخذ ينتفع به حتى العامي ومن التفاسير الجياد تفسير القرطبي رحمه الله ومنها تفسير محمد الأمين الشنقيطي الجكني لا سيما في آخر القرآن الذي أدركه ومن التفاسير الجياد في البلاغة والعربية تفسير الزمخشري لكن أحذره في العقيدة فإنه ليس بشيء ومن التفاسير الجياد تفسير ابن جرير الطبري لكنه لا ينتفع به إلا الراقي في العلم هناك تفاسير أخري لا نعرفها إلا بالنقل عنها لكن الإنسان يجب عليه أنه إذا لم يفهم الآية من التفاسير أن يسأل عنها أهل العلم حتى لا يفسر القرآن بغير مراد الله تعالى به. انتهى
فالظاهر من كلام الشيخ النقد والتحذير، ولكن السائلين سألا عن التفاسير التي ينصح بها، فذكر الكشاف، وإن كان أشار إلى ما فيه من مخالفات، بل امتدحه بقوله: "فهو جيد من حيث البلاغة واللغة" وقوله: "ومن التفاسير الجياد في البلاغة والعربية تفسير الزمخشري".
ولو أن الكشاف غير مهمّ، وسدّ غيره من التفاسير المكان الذي سدّه لم يكتف الشيخ بالإشارة إلى انحرافة، بل لحذّر من قراءته بالكليّة، ولم ينصح به، وهو المعروف رحمه الله بالتشدّد مع أهل الأهواء، وقمعه للبدع.
ومع هذا فلابدّ من التبّه إلى مؤاخذات العلماء عليه - لا سيّما في العقيدة - وأخذها بعين الاعتبار، ولا ينبغي لغير طلبة العلم، المستوعبين لأصول مذهب أهل السنة ولجماعة، الواقفين على المذاهب المنحرفة قراءته، فإنّ العامّي الذي لا يفرّق بين الحقّ والباطل، قد يأخذ كلام المفسّر من قبيل المسلّمات، فيقع في انحرافات عقدية، وفي بقيّة التفاسير غنىً عنه بالنسبة للعامّة.
والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[13 - 07 - 07, 06:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذا
النقل المبارك ...
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[13 - 07 - 07, 06:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
¥