تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإجازة العامة أو الإجازة لغير معين بوصف العموم كأجزت المسلمين أو كل أحد أو أهل زماني، وهي أحد أنواع الإجازات والتي لا يشترط على طالبها أي شرط للحصول عليها؛ لأن المقصود بها وصل الإسناد وتعميم الرواية.

ومن شأن هذه الإجازة أنها لا تعطي لطالبها أي اعتبار أو إذن في الرواية أو تعاطي التدريس أو الوظائف العامة مثل الفتيا والقضاء كما هو الشأن في الإجازات العلمية، وقد جوّز هذا النوع جماعة من أهل العلم كأبي الفضل البغدادي وابن رشد المالكي وأبي طاهر السلفي وغيره ورجح الجواز ابن الحاجب وصححه النووي وخلق كثير.انظر تدريب الراوي للسيوطي (2/ 32 - 33)، وإجازات القراء ص44 - 45 - 46

ومن أمثلة هذا النوع من الإجازات ما ذكره ابن الجزري – رحمه الله- في خاتمه منظومته " طيبة النشر:

وقد أجزتها لكل مقري ................ كذا أجزت كل من في عصري

قال الدكتور /محمد سالم محيسن في " الهادي " على شرح الطيبة:

" أخبر الناظم- رحمه الله- بأنه أجاز لجميع المقرئين في جميع الأمصار، والأعصار ان يروي عنه هذه الأرجوزة ويقرأ بها، ويقرئ بها غيره على رأي من أجاز ذلك، أي من أجاز الرواية بالإجازة العامة " أهـ الهادي (3/ 377).

وهذا النوع كثير جدا منه عند الحديث، قليل جدا في القرآن، لأن أغلبية مشايخ القرآن يشترطون عرض القرآن كله ثم يأخذ الطالب الإجازة، بعكس علماء الحديث يعطي الإجازة ولو لم تقرأ عليه شيئا، بل بعضهم يجيز بالتليفون دون أن يقرأ الطالب شيئا من باب الإجازة العامة، وعلى ذلك فلو ذهب طالب وأتى بالإجازة العامة في القرآن وقال أنا معي إجازة دون أن يعرض القرآن على شيخ لم يُعمل بهذه الإجازة لأنها لم تتصل بالقراءة، وبعضهم قال: تقوى هذه الإجازة العامة إذا كان القارئ معه إجازات أخرى متصلة بالإقراء معها، أما إن كانت وحدها فهي من باب الاستئناس والبركة.

***************************

س14: بين التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية.

ظهر في هذه الآونة الأخيرة إقبال كبير على حفظ القرآن من طلبة العلم، وأصبح الكثير يقبلون على الإجازة بالقراءة على المشايخ لمعرفة أهميتها، فكثر الإقبال على المقرئين، وبعد أن كان الشيخ عنده اثنان أو ثلاثة يقرئون، أصبح العدد يصل إلى خمسة عشر شخصا، أكثر أو أقل، وهذا الأمر طيب جدا، إلا أن هناك إفراطا وتفريطا، وهو التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية.

فأصبح الكثير يتساهلون في الإقراء، فترى الطالب يقع في أخطاء كثيرة دقيقة وغير دقيقة، ومع ذلك الشيخ يسمع ولا يرد، وبعضهم يرد في أشياء ويترك أشياء أخرى، ثم ينتهي الطالب المبتدأ من هذه الختمة ويقول أنا معي إجازة من فضيلة الشيخ فلان، وهو عنده أخطاء كثيرة، وانا لا أبالغ في ذلك وهذا معلوم لدى القاصي والداني.

قال الدكتور / محمد الفوزان:

" لا يخفى على ذي لب أن هناك تسامحا واضحا في دفع الإجازة القرآنية من بعض مقرئي هذا العصر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهذا التسامح أو التفريط في مثل هذا الأمر، أدى ولا بد إلى دفعها لأشخاص لا يعرفون الأحكام التجويدية المبدئية فضلا عن غيرها، ولربما كان صاحبها من أهل اللحن الجلي، والواقع يصدق ذلك أو يكذبه، وهذا هو التسامح المقصود أو المعني به، وألوان التسامح متعددة، فمن ذلك مثلا: قراءة رواية أو أكثر في مدة يسيرة كليلة أو ثلاث ليال أو نحو من ذلك، مما يدل على تسامح وتساهل في الإقراء.

قال الإمام الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود، المعروف بابن صاحب الصلاة، المتوفى سنة خمس وعشرين وستمائة، قال ابن الأبَّار: " لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع، سامح الله له ".

قال الذهبي قلت:

" وأنا رأيت له ما يدل على تسمحه بخطه أن بعض القراء قرأ عليه في ليلة واحدة ختمة كاملة بقراءة نافع " أهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير