ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 09 - 07, 11:56 ص]ـ
عفوا أخي الكريم ..
العلامة الشنقيطي قال: أن السور التي افتتحت بالحروف المقطعة يذكر فيها دائما عقب الحروف المقطعة الانتصار للقرآن وبيان إعجازه، وأنه الحق الذي لا شك فيه."
وملاحظتي تتعلق بقوله" دائما عقب الحروف"ولا شأن لها باطراد أو عدم اطراد القاعدة لكي يتناقض كلامي ... فلو قال "غالبا"لقبلنا القاعدة أيضا ..
وما أوردته-حفظك الله-عن نبوءة غلب الروم ونبوءة تمحيص المؤمنين ففيه خلط بين "الإعجاز" و"الكلام على الإعجاز ... "
فمرادنا الثاني لا الأول إذ لو كان المقصود الأول لكانت القاعدة على رأي الشنقيطي ومن سبقه بدون معنى لأن القرآن العظيم كله معجز ..
باختصار لكي تطرد القاعدة ينبغي أن يأتي بعد الحروف المقطعة "كلام عن القرآن" أي كلام القرآن عن نفسه وليس مجرد قرآن وهو تحصيل حاصل ... -والكلام عن القرآن قد جاء فعلا في كل السور ذات الحروف المقطعة عقب القسم بالحروف باستثناء العنكبوت والروم ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 09 - 07, 06:48 م]ـ
2 -
من المطردات التعبير بصيغة ما لم يسم فاعله ونظائرها من صيغ المطاوعة عن أهوال الساعة وتجلياتها خاصة عند تسوير العبارة ب"إذا"الظرفية.
من أمثلة ذلك-بدون ترتيب-:
-إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا.
-إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)
-إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)
-إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13
-كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21)
-فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)
-إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5)
صيغة ما لم يسم فاعله يراد بها التنصيص على الحدث وحده عندما لا تتعلق كبير فائدة بذكر الفاعل إما لمعرفته أو لعدم جدوى معرفته ..
وهنا نلحظ تصريف الأساليب في القرآن واعتبار اختلاف المقامات على نحو معجز:
فعندما يتعلق الأمر بالمحاججة وإثبات الربوبية وبدء الخلق تجد الاعتناء بالفاعل وربط الحدث به .. وعندما يتعلق الأمر بإنهاء الخلق تجد القرآن يفضل الصيغ التي لا تظهر الفاعل لأن المقام يتحدد بما يلي:
-عند بداية قيام الساعة لا تكون هناك حاجة لإثبات الخالق فباب التوبة أغلق والصحف قد طويت.
-بدل المحاججة العقلية التي لا جدوى منها يفتح القرآن مجال التهويل ولا يناسبه إلا الصيغ المذكورة .. لأن مشهد الأشياء التي تتحرك من تلقاء ذاتها أدعى للرعب واضطراب القلوب ... ولك ان تقارن مثلا بين طفل يكسر كوبا وكوب ينكسر فجأة بدون أن يلمسه أحد ... لاشك ان الاستغراب والاندهاش يكون في الحالة الثانية أشد وأقوى ..
وقد بلغني عن بعض الفتية المشاكسين أنهم كانوا ينصبون شمعة مضيئة على ظهر سلحفاة لونوا قوقعتها بالسواد ويتركونها تسير في الظلام!! ولا تسل عن الرعب الذي كان يأخذ الناس وهم يشاهدون شمعة تتحرك في الدرب المظلم من تلقاء نفسها!! .. بينما لو كانت في يد إنسان لما كان في المشهد ما يخيف.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 09 - 07, 09:13 م]ـ
3 -
من المطردات ما لفت نظر الأستاذ عباس العقاد، وحث تلميذه سيد قطب على جمع المتفرق منها، وصاغها على النحو التالي:"إذا اشتركت الجوامد في تصوير الهول خلعت عليها الحياة أو أشرك معها الأحياء"
ومثل لذلك بقوله تعالى:
{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً.السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً} المزمل18
وبقوله عز من قائل:
¥