فكرة المصنف سهلة فهو يرى أن العلم الأعجمي له دلالة معجمية في لغته زائدة على تعيين العلم .. وهذا معروف في كل اللغات ففي العربية مثلا "محمد"له دلالتان:دلالة تعيينية وهو اسم علم ودلالة معجمية وهي معنى" كثير الحمد" ... وكذلك "حمزة" فهو اسم رجل تعيينا،و"أسد" معجما ...
والاسم الأعجمي عندما يرد في القرآن فالمقصود منه الدلالة التعيينية، ولكن لو تأملنا السياق الذي ورد فيه لوجدنا فيه على سبيل الإشارة المقابل العربي للدلالة المعجمية لذلك العلم ..
وأنا ذاكر لك هنا من الكتاب بعض الأسماء تاركا التفصيل إلى موضوع آخر قد أتناول فيه عرض الكتاب إن شاء الله.
-فرعون يدل معجميا في المصرية القديمة على معنى "البيت الكبير" أو"البيت العظيم" على اعتبار الكلمة من المركب المزجي ... ويوازيها بالضبط كلمة"صرح"العربية ... وهو ما تقوله الآية على سبيل الإشارة:
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {11}
فكلمة "بيتا" أشارت إلى المعنى المعجمي لفرعون.
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ {38}
فكلمة "صرحا"دلت مرتين:
دلت أولا على البرج الذي طلب فرعون من وزيره أن يشيده له وهذه هي الدلالة الأصلية.
ودلت بالإشارة على معنى فرعون في اللغة المصرية القديمة.
-زكريا هو أبو يحيى عليهما السلام ويجيء في العبرية من جزأين (زخر+يا) زخر هو المكافيء لمادة "ذكر"في العربية و"يا"اختزال لاسم الله" يهوا" في العبرانية .. ومن حصيلة الشقين يستفاد معنى "ذكر الله" على الفاعلية أو المفعولية أو المصدرية ..
كهيعص {1} ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {2}
فاسم زكريا جاء بعد الإشارة إلى معنى الاسم في العبرية ضمن قوله "ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ".
-اسحاق .. في اللسان العبري تعني" يضحك"- وتنطق يتصحق-
وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ {71} ..
"فضحكت "هو فعل لسارة وفي الوقت ذاته إشارة إلى مشتق علم إسحاق.
وفي الآية أيضا دلالة اسم يعقوب فهو في العبرية فعل مضارع "يعقب" بالمعنى نفسه في العربية وظرف "من وراء"دل بالإشارة على هذا المعنى.
-إسماعيل تعريب ل"يشمع إل" العبرية وتعني "يسمع الله "أو "سميع هو الله" وقد اشارت الآية إلى هذا المعنى:
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء {39}
-نوح تعريب لكلمة" نوواح" وهي في العبرية من الفعل العبري ناح/ينوح .. ومن معاني هذا الفعل في العبرية البقيا والتلبث والكف والتوقف ...
ويمضي الكاتب في تصحيح الاشتقاق الحقيقي فيرى أن ناح العبرية يوافقها ناخ وأناخ من الإناخة وليس ناح ينوح من النواح ... والإناخة هي التلبث ولزوم الأرض كما في قولنا أناخ الجمل ..
ومعنى الإقامة والمكث هو ما تدل عليه الآيات:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ {14}
فلبث دلت على المعنى المراد.
وكذلك في آية يونس:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ ...
المقام دلت على المعنى المراد ..
وكذلك في آية الصافات:
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ {75} وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {76} وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ {77}
"الباقي"ن أكد معنى المكث والمقام مرة أخرى.
الأمثلة كثيرة جدا تطلب من الكتاب.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 09 - 07, 10:00 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على موضوعك القيم
"وعندما يتعلق الأمر بإنهاء الخلق تجد القرآن يفضل الصيغ التي لا تظهر الفاعل لأن المقام يتحدد بما يلي:
¥