"والتعرض إلى ضمير الربوبية مع الإضافة إلى ضميرهم لتشريفهم، وللإيذان بأن ضرب المثل تربية لهم وإرشاد إلى ما يوصلهم إلى كمالهم اللائق بهم .. " (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftn7) . ولو أدرنا كلام العرب على إبدال هذه الكلمة بغيرها لما وجدنا ما يؤدي الغرض، أو يتوصل به إلى المعنى الدقيق الذي حملته هذه الكلمة. وفي قول الله سبحانه: ”وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ“ (البقرة: 76 (، يلحظ أبو السعود التعبير بـ"الفتح"، فيقول: "والتعبير عنه بالفتح للإيذان بأنه سر مكنون، وباب مغلق لا يطلع عليه أحد" (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftn8) . وهذا المعنى الذي أوحت به الكلمة إشارة لطيفة إلى ما عليه اليهود من تشدد في كتم ما أنزله الله عليهم، وكلفهم بتبيينه للناس.
ولعل من المواضع الجميلة التي علق عليها أبو السعود، ما قاله في التعليق على سر التعبير بالصبغة في قول الله تعالى: ”صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ“ (البقرة: 138 (، حيث قال: "الصبغة .. هي الحالة التي يقع عليها الصبغ، عبر بها عن الإيمان .. لكونه تطهيرا للمؤمنين من أوضار الكفر، وحلية تزينهم بآثاره الجميلة، ومتداخلا في قلوبهم كما أن شأن الصبغ بالنسبة إلى الثوب كذلك .. " (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftn9)3).
(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref1) تفسير أبي السعود 1/ 47.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref2)2) تفسير أبي السعود 1/ 47.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref3)1) المرجع السابق 1/ 57.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref4)2) فاضل السامرائي، معاني النحو،1/ 7.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref5)3) تفسير أبي السعود 1/ 48.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref6) تفسير أبي السعود 1/ 74.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref7) تفسير أبي السعود 1/ 100.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref8)2) المرجع السابق ا/152.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674057#_ftnref9)3) تفسير أبي السعود ا/207.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[20 - 09 - 07, 08:33 م]ـ
المبحث السادس: سر التعبير بالجملة الاسمية أو الفعلية
لكل من الجملتين الاسمية والفعلية أغراضها البيانية ومميزاتها البلاغية، وليس المقام مقام استطراد في هذا إلا أن المصادر التي تعنى بهذا الموضوع كثيرة، وقد بينت أن الجملة الاسمية تفيد نوع ثبوت واستقرار، أما الجملة الفعلية فتفيد الحدوث والتجدد، وعلى كل فإن أبا السعود قد عرض لتوظيف هذه المعاني في تفسيره لكتاب الله عز وجل، فكثيرا ما كان يشير إلى إيثار الجملة الاسمية على الفعلية أو الفعلية على الاسمية، ويأتي لذلك بأجمل اللطائف والإشارات. ومثاله، في قول الله سبحانه: ”وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ“ (البقرة: 8 (، حيث يبين سر التعبير بالجملة الاسمية (وما هم بمؤمنين) مع أن المتبادر أن يقال: "ولم يؤمنوا" حتى يوافق ذلك قولهم:"آمنا". فيقول: "وإيثار الجملة الاسمية على الفعلية الموافقة لدعواهم المردودة للمبالغة في الرد بإفادة انتفاء الإيمان عنهم في جميع الأزمنة لا في الماضي فقط كما تفيده الفعلية" (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=674058#_ftn1).
¥