ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 05:18 م]ـ
وفيك بارك الله يا أستاذنا الفاضل، ومنك نتعلم، فلا تحرمنا من فوائدك!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 09 - 06, 02:11 ص]ـ
هذا مثال يدخل في علم الاشتقاق استللته من كتاب (الكفاية في علم الرواية) للخطيب البغدادي لأحث إخواننا من أهل الحديث على المشاركة.
قال الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي رحمه الله:
((حدثني محمد بن عبيد الله المالكي أنه قرأ على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب: قال لا خلاف بين أهل اللغة في أن القول (صحابي) مشتق من الصحبة وأنه ليس بمشتق من قدر منها مخصوص بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا كان أو كثيرا كما أن القول (مكلم) و (مخاطب) و (ضارب) مشتق من (المكالمة) و (المخاطبة) و (الضرب) وجارٍ على كل من وقع منه ذلك قليلا كان أو كثيرا، وكذلك جميع الأسماء المشتقة من الأفعال، وكذلك يقال: صحبت فلانا حولا ودهرا وسنة وشهرا ويوما وساعة فيوقع اسم (المصاحبة) بقليل ما يقع منها وكثيره وذلك يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار، هذا هو الأصل في اشتقاق الاسم)).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 09 - 06, 05:08 ص]ـ
وهذا كلام نفيس للإمام الجليل (الخليل بن أحمد) عن علل النحو، ولكنه ينطبق أيضا على علم الاشتقاق؛ ذكره أبو القاسم الزجاجي في (إيضاح علل النحو) قال:
(( ... وذكر بعض شيوخنا أن الخليل بن أحمد رحمه الله سئل عن العلل التي يعتل بها في النحو، فقيل له: عن العرب أخذتَها أم اخترعتها من نفسك؟ فقال:
إنَّ العربَ نطقت على سجيتها وطباعها، وعرَفتْ مواقعَ كلامها، وقام في عقولِها عِلَلُه، وإن لم ينقل ذلك عنها، واعتللتُ أنا بما عندي أنَّهُ عِلةٌ لما عللته منه، فإن أكن أصبتُ العلةَ فهو الذي التمستُ، وإن تكن هناك علةٌ غيرُ ما ذكرتُ فالذي ذكرتُه محتمل أن يكون علة، ومَثَلِي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارًا محكمةَ البناءِ عجيبةَ النظمِ والأقسام، وقد صحت عنده حكمةُ بانيها بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج اللائحة، فكلما وقفَ هذا الرجل في الدار على شيء منها قال: إنما فعل هذا هكذا لعلةِ كذا وكذا، ولسبب كذا وكذا، لِعِلَّةٍ سنحت له وخطرت بباله محتملة أن تكون علة لتلك، فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار فعل ذلك للعلة التي ذكرها هذا الذي دخل الدار، وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة، إلا أن ما ذكره هذا الرجل محتمل أن يكون علة لذلك، فإن سنحَتْ لغيري علةٌ لما علَّلْتُه من النحو هي أليقُ مما ذكرتُه بالمعلول فليأتِ بها)).
قال الزجاجي معلقا:
((وهذا كلام مستقيم وإنصاف من الخليل رحمة الله عليه)).
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[22 - 09 - 06, 03:10 م]ـ
اكمل يا شيخ ابا مالك ابعدك الله عن المهالك
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[22 - 09 - 06, 04:06 م]ـ
أخي الكريم أبا مالك:
قد يعينك كتاب الاشتقاق لعبد الله أمين، وهو كتاب عال في هذا العلم، نشرته الخانجي.
وكذا كتاب العَلم الخفّاق من علم الاشتقاق، لصديق حسن خان، منشور عن دار البصائر. والمؤلفات في هذا العلم أفاض فيها الأستاذ عبد السلام هارون في مقدمة اشتقاق ابن دريد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 09 - 06, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي (مصطفى سعد)
أستاذي الكريم (خالد الشبل)
إن خيرَ من يعينني أنتم بارك الله فيكم، فلا تبخلوا علينا بالفوائد والدرر، فأنتم أحق بها وأهلها إن شاء الله.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[23 - 09 - 06, 03:11 م]ـ
ونرجومن الاستاذ ابومالك ذكر الكتب التى تكلمت عن الاشتقاق لان اخوكم يدخر لشراء كتب ادبية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 04:58 م]ـ
يكفيك - إن شاء الله تعالى - في ذلك كتاب (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) للسيوطي، وهو يتضمن الاشتقاق وغيره.
وإذا أضفت إلى ذلك (مقاييس اللغة) لابن فارس فهو طلبة الطلبة.
وليست هذه الكتب مصنفة ضمن (الكتب الأدبية) إلا إن كنت تقصد المعنى المعروف عند المتقدمين.
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[26 - 09 - 06, 05:29 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وأما بعد:
جزاك الله خيرا أبا مالك العوضي على هذا الاهتمام بعلوم اللغة العربية كنت أتصفح كتاب " بدائع الفوائد " للإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية فوقع نظري على هذه الفائدة
قال رحمه الله: " فائدة: اسم الله والإشتقاق
زعم أبو القاسم السهيلي وشيخه ابن العربي أن اسم الله غير مشتق لأن الإشتقاق يستلزم مادة يشتق منها واسمه تعالى قديم والقديم لا مادة له فيستحيل الاشتقاق ولا ريب أنه إن أريد بالاشتقاق هذا المعنى وأنه مستمد من أصل آخر فهو باطل، ولكن الذين قالوا بالاشتقاق لم يريدوا هذاالمعنى ولا ألم بقلوبهم وإنما أرادواأنه دال على صفة له تعالى وهي الإلهية كسائرأسمائه الحسنى كالعليم والقدير والغفور والرحيم والسميع والبصير فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب وهي قديمة والقديم لا مادة له فما كان جوابكم عن هذه الأسماء فهو جواب القائلين باشتقاق اسم الله ثم الجواب عن الجميع أننا لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى لا أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله، وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه أصلا وفرعا ليس معناه أن أحدهما تولد من الآخر وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة وقول سيبويه إن الفعل أمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء هو بهذا الإعتبار لا أن العرب تكلموا بالأسماء أولا ثم اشتقوا منها الأفعال فإن التخاطب بالأفعال ضروري كالتخاطب بالأسماء لا فرق بينهما
فالاشتقاق هنا ليس هو اشتقاق مادي وإنما هو اشتقاق تلازم سمي المتضمن بالكسر مشتقا والمتضمن بالفتح مشتقا منه ولا محذور في اشتقاق أسماء الله تعالى بهذا المعنى
بدائع الفوائد (1/ 20 - 27)
¥