ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 08:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ومما يؤيد ما ذكرتَه الحديث القدسي المشهور ((قال الله: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي))، ومع ذلك تجد أهل العلم أحيانا يقولون: الرحمن مشتق من الرحمة!
قال الزمخشري: ((معنى الاشتقاق أن ينتظم الصيغتين فصاعدا معنى واحد)).
وبهذا الجمع ينحل لك كثير من الإشكالات التي تجدها في كلام أهل العلم بأن كذا مشتق من كذا، فلا يلزم من ذلك أنهم يعنون أسبقية أحد اللفظين على الآخر، بل المراد أنه ينتظمهما معنى واحد كما أشار الزمخشري.
ولذلك تجد أهل العلم أحيانا يشيرون إلى أن اللفظ المحسوس مشتق من المعنى العقلي، وأحيانا يشيرون إلى أن المعنى العقلي مشتق من اللفظ المحسوس، ويشعر القارئ بدأة ذي بديء أن هذا من التناقض والتعارض.
= كما ذكروا مثلا أن اشتقاق آدم من أديم الأرض، مع أنهم ذكروا أن النار مشتقة من نار ينور إذا تحرك واضطرب.
= وذكروا أن المراء مشتق من مري الناقة، مع أنهم ذكروا أن المشاجرة مشتقة من الشجرة لاشتجار أغصانها.
= وذكروا أن البعوض مشتق من البَعْض وهو القطع، مع أنهم قالوا: قردوس (قبيلة) مشتق من القردسة وهي الصلابة!
فهذه الأقوال ظاهرها التعارض، ولكن يجمع بينها ما سبق ذكره، وهو أن المراد بالاشتقاق أن كلا اللفظين يرجعان إلى أصل ومعنى ينتظمهما معا فيندرجان في سلك واحد.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 11:36 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا مالك
أفدنا عن أقسام الاشتقاق كما يظهر من كلام ابن القيم السابق ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 10 - 06, 02:26 م]ـ
أحسن الله إليك أخي أبا إبراهيم الحائلي
إن شاء الله تعالى ترى ما يسرك، ولا تبخل علينا بفوائدك.
قال الألوسي في تفسيره:
(( ... واعتبارُ الاشتقاقِ تارةً وعدمُ اعتبارِه أخرى خارجٌ عن حيز الاعتبار فليُفْهَم))
يشير - والله أعلم - إلى أن الاستدلال بالاشتقاق على مسألة في أحد المواضع، وعدم طَرْد ذلك في باقي المواضع فيه تناقض يدل على بطلان هذا القول.
ـ[رجب هارون مسامبا]ــــــــ[02 - 10 - 06, 12:31 م]ـ
الأستاذ أبا مالك العوضي, السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيراً على هذا الكلام الطيب و على ما دبجه يراعك الكريم
سيدي الكريم , أريد أن أسأل عن مسائل في الصرف و الاشتقاق لعلي أجد عندك الجواب الشافي:
1 - ما الفرق بين الصرف و التصريف إن كان هناك فرق
2 - قال العلماء إن موضوع الصرف الأسماء المعربة و الأفعال المتصرفة , فلم نجد عندهم تصغير الذي و التي , و النسبة إلى المبني , و الإسناد إلى عسى و ليس و كل هذه مباحث صرفية
3 - أرجو أن تفيض أكثر في موضوع الاشتقاق و تذكر لي أهم كتب الاشتقاق الحديثة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 03:24 م]ـ
الجواب الشافي تجده عند أهل العلم يا أخي الكريم
أما المبتدئون من أمثالي فقصارى ما يمكنك - أن تجد شيئا من الجواب تتبلغ به حتى تقابل العالم.
1 = أما الفرق بين الصرف والتصريف، فالصرف هو التنوين، والتصريف هو العلم المعروف، والمتقدمون كانوا يطلقون اسم التصريف عليه أكثر من الصرف، ولكن المتأخرون تساهلوا في عدم التفريق بينهما، ومن ذلك (نزهة الطرف في علم الصرف)، و (شذى العرف في فن الصرف)، ونحو ذلك، والأمر يسير ولا يعدو أن يكون اصطلاحا لا مشاحة فيه.
2 = وأما ما سألت عنه من المباحث الصرفية، فالتداخل بين علم النحو والصرف لا ينكر، فكثير من المسائل تجدها هنا وهناك، ولذلك يطلقون أحيانا النحو عليهما جميعا.
3 = إن شاء الله ترى ما يسرك، ولكن الوقت في رمضان ضيق!
ولا تحرمنا من فوائدك ومشاركاتك
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه!
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[04 - 10 - 06, 09:53 ص]ـ
شكر الله لشيخنا أبي مالك هذا الطرح المشوق الجميل ..
والله يعلم أننا استفدنا منك فلا حرمك الله الأجر الجزيل في هذا الشهر الفضيل ..
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[07 - 10 - 06, 07:48 م]ـ
هل لقب " جبريل " مشتق؟
ذكر صاحب المراقي في باب الاشتقاق:
والأعجمي فيه الاشتقاق ... كجبرائيل قاله الحذاق.
قال شارحه – محمد الأمين بن أحمدزيدان الجكي -: " والأعجمي يدخل فيه الاشتقاق كجبرئيل " فإنه لما سأله عليه السلام " لم سمي به؟ قال لأنه آت بالجبروت وميكائيل سمي به لأنه يكيل الأرزاق، وإسرافيل سمي به لعظم خلقه " " قاله الحذاق."
قال محققه – محمد المختار الشنقيطي -: لم أجد فيما عثرت عليه من كتب الحديث والمعاجم هذا الحديث كما أني لم أجده في كتب الأصول غير ما وجدته في الآيات البينات فإنه ذكر الحديث ونسبه إلى الأصفهاني في شرح المحصول ولفظه في الآيات البينات: " ثم قال أعني الأصبهاني فإن قيل: لا نسلم وجود حد الاشتقاق في تلك الألفاظ قلنا: الدليل عليه ما روى:" أنه ... " الحديث أنظرمراقي السعود إلى مراقي السعود ص:121 - 122
وقال الطاهر ابن عاشور في تفسيره الماتع بعد أن ذكر اللغات الواردة فيه " وهو اسم مركب من كلمتين كلمة " جبر "، وكلمة " إيل ". فأما كلمة جبر فمعناها عند الجمهور نقلا عن العبرانية أنها بمعنى " عبد " والتحقيق أنها في العبرانية بمعنى " القوة ". وأما كلمة " إيل " فهي عند الجمهور اسم من أسماء الله تعالى.
وذهب أبو علي الفارسي إلى عكس قول الجمهور فزعم أن جبر اسم الله تعالى وإيل العبد وهو مخالف لما في اللغة العبرانية عند العارفين بها. وقد قفا أبو العلاء المعري رأي أبي علي الفارسي في صدر رسالته التي خاطب بها علي بن منصور الحلبي المعروف بابن القارح وهي المعروفة برسالة الغفران فقال قد علم الجبر الذي نسب إليه جبريل وهو في كل الخيرات سبيل ... الخ ". أي قد علم الله الذي نسب جبريل إلى اسمه أي اسمه جبر يريد بذلك القسم وهذا إغراب منه وتنبيه على تباصره باللغة. " التحريروالتنوير (2/ 357)
¥