ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 09:21 ص]ـ
= [ COLOR="blue"] الاشتقاق الأكبر:
وهو الاشتقاق في المواد المتقاربة الحروف، وهو المثال الذي ذكره الرافعي، وهذا يقل ذكره عند أهل العلم، وممن أسرف فيه وأكثرَ: العلامةُ (أنستاس الكرملي) في كتابه (نشوء اللغة العربية ونموها وارتقاؤها).
...
:
ولو استقريت الألفاظ وجدت كل ما فاؤه نون وعينه فاء دالا على معنى الذهاب والخروج.
وهذا التركيب وما يشاركه في الفاء والعين نحو: فلق وفلذ وفلى، يدل على الشق والفتح. وللزمخشري عناية بذلك في مواضع من تفسيره أيضا.
ومن هذه الأمثلة أن تراكيب الهمزة مع الباء تدل على النفور والبعد والانفصال، كأبّ: للسير، وأبَتَ اليوم: اشتد حره فقطع الناس وفصلهم عن أعمالهم، وأبد الوحش نفر، وأبر النخل قطع شيئا منه، وأبز الظبي: وثب وانطلق، وأبق العبد: فر، وأبل: توحش وانفصل عن الناس، وأبه عن الشيء: بعد عنه وتنزه، وأبى الضيم: نفر منه وهكذا.
انتهى النقل عن الرافعي.
ثم ذكر أمثلة من تركيب الألف مع الزاي، والباء مع الدال، والباء مع الذال، والباء مع الراء، والباء مع الزاي.
نريد أمثلة لهذه رعاك الله:
= [ COLOR="blue"] الاشتقاق الأصغر:
وهو الاشتقاق في المادة الواحدة، وهو المشهور عند الإطلاق، وفيه صنفت الكتب المصنفة؛ كالاشتقاق لابن دريد، ومقاييس اللغة لابن فارس وغيرها.
= الاشتقاق الكبير:
وهو الاشتقاق في المادة وتقليباتها، كما صنع ابن جني في مقدمة الخصائص إذ أرجع معاني (ق و ل) وجميع تقليباتها الستة إلى معنى واحد!
= الاشتقاق الكُبَّار:
وهذا من زيادات المعاصرين، ويطلقونه على نحت كلمة من كلمتين أو أكثر، والقدماء يجعلون النحت نوعا على حياله، كما في المزهر للسيوطي وغيره.
...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 03:33 م]ـ
بارك الله فيكم
تتبعت كل ما فاؤه نون وعينه فاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس فاتفق كلامه إلا موضعاً لم يظهر لي معنى الذهاب والخروج إلا بنوع تكلف، فهل من كريم يخبرني عن وجهها.
قال رحمه الله تعالى:
" (نفه) النون والفاء والهاء أصلٌ واحد يدلُّ على إعياءٍ وضعف. منه نَفِهت النَّفسُ: أعْيَتْ وكَلَّت. وهو نافِهٌ ونُفَّهٌ. قال:
* بنا حَرَاجِيجُ المَهَارِي النُّفَّهِ ([4]) *
وهو مُنَفَّهٌ ومَنْفُوهٌ: ضعيفٌ جَبان."
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل، وليتكم تثرون الموضوع
هل تقصد بقولك (بنوع تكلف) أن نقول مثلا: (نفهت النفس أعيت وكلت - أي خرجت من حالة الصحة إلى حالة الإعياء)؟
فإن كنت تقصد ذلك، فليس هو بأكثر تكلفا من تفسير (نفقت الدابة ماتت).
ـ[همام بن همام]ــــــــ[11 - 11 - 06, 07:12 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل، وليتكم تثرون الموضوعأعلم أن شيخنا أبا مالك حفظه الله في وصفه لي بالشيخ هو من باب التودد والاحترام في مخاطبة إخوانه ولا يقصد معناها الحقيقي، فإني دونها بمراحل كثيرة، أحببت التنبيه لكي لا يظن ظان، بل هو أحق بهذه الكلمة وأهل لها.
هل تقصد بقولك (بنوع تكلف) أن نقول مثلا: (نفهت النفس أعيت وكلت - أي خرجت من حالة الصحة إلى حالة الإعياء)؟ نعم هذا ما قصدته يا شيخنا.
فإن كنت تقصد ذلك، فليس هو بأكثر تكلفا من تفسير (نفقت الدابة ماتت).
بارك الله فيكم إلا أن أصل هذه المادة فيها معنى الذهاب.
قال ابن فارس رحمه الله:
" (نفق) النون والفاء والقاف أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على انقطاعِ شيءٍ وذَهابه، والآخر على إخفاءِ شيءٍ وإغماضِه. ومَتَى حُصِّل الكلامُ فيهما تقارَبا.
فالأوَّل: نَفَقَت الدّابةُ نُفوقاً: ماتت، ونَفَق السِّعر نَفَاقاً، وذلك أنَّه يمضي فلا يَكْسُد ولا يَقِف. وأنْفَقوا: نَفَقت سُوقُهم. والنَّفَقة لأنَّها تمضي لوجهها. ونفَق الشيءُ: فني يقال قد نَفِقَتْ نفقةُ القوم. وأنْفَق الرّجُل: افتَقَر، أي ذهب ما عِندَه. قال ابنُ الأعرابي: ومنه قوله تعالى: {إذاً لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنْفَاقِ} [الإسراء 100].وفرسٌ نَفِقُ الجرْيِ، أي سريعُ انقطاع الجري.
والأصل الآخر النَّفَق: سَرَبٌ في الأرض له مَخْلَصٌ إلى مكان. والنَّافقاء: موضِعٌ يرقِّقه اليَربوعُ من جُحْرِه فإذا أُتِيَ من قِبَل القاصعاء ضَرَب النَّافقاءَ برأسه فانتفَقَ، أي خرج. ومنه اشتقاق النِّفاق، لأن صاحبَه يكتُم خلافَ ما يُظهِر، فكأن الإيمان يَخرُج منه، أو يخرج هو من الإيمانِ في خفاء. ويمكن أنَّ الأصلَ في الباب واحد، وهو الخُرُوجُ. والنَّفَق: المَسلك النَّافذ الذي يُمكن الخروجُ منه.
أمَّا نَيْفَق السَّراويل فقد قال أبو بكر ([1]): هو فارسيٌّ معرَّب."
وجزاكم الله خيراً على هذا الإيضاح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 07:23 م]ـ
أخي الكريم الحائلي
الأمثلة مذكورة في الكلام بارك الله فيك
وأما النحت فمن أمثلته عند العرب: بسمل - حوقل - حيعل - عبشمي - عبدري ... إلخ
وهو في الحقيقة يختلف عن الاشتقاق، ولكن المعاصرين أدخلوه فيه من باب التعميم.
¥