تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 07:58 م]ـ

أحسنت أخي الكريم

وهذه مسألة مهمة من قواعد علم الاشتقاق.

والجمهور على أن الاسم الأعجمي لا يدخله الاشتقاق، وأن الاشتغال بهذا تكلف، لأنه ليس من لغة العرب أصلا، بخلاف ما ذكر في المراقي.

ولهذا ذهب ابن دريد، وابن فارس، والزمخشري في آخرين.

ولعلي أنشط لنقل نصوصهم بعدُ إن شاء الله تعالى.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 10 - 06, 07:26 م]ـ

وكثيرا ما تجد أهل العلم يتطرقون بتوسع شديد لمسائل الاشتقاق في غير مظنتها، وهذه مُثُلٌ من ذلك:

= (ق و ل) في مقدمة الخصائص لابن جني

= (ح ر ف) في مقدمة سر الصناعة لابن جني

= (ع ر ب) ذكر الوزير المغربي في أوائل (أدب الخواص) فيها ثلاثة عشر قولا!

= (ع ج م) في مقدمة سر الصناعة أيضا.

....

ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 10 - 06, 09:33 م]ـ

جزاكم الله خيرا يا أبا مالك.

في تاريخ آداب العرب للرافعي (1/ 141):

قال البيضاوي في تفسيسر قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون): أنفق الشيء وأنفذه أخوان، ولو استقريت الألفاظ وجدت كل ما فاؤه نون وعينه فاء دالا على معنى الذهاب والخروج.

وقال في تفسير قوله تعالى (أولئك هم المفلحون): والمفلح (بالحاء والجيم): الفائز بالمطلوب، كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر، وهذا التركيب وما يشاركه في الفاء والعين نحو: فلق وفلذ وفلى، يدل على الشق والفتح. وللزمخشري عناية بذلك في مواضع من تفسيره أيضا.

ومن هذه الأمثلة أن تراكيب الهمزة مع الباء تدل على النفور والبعد والانفصال، كأبّ: للسير، وأبَتَ اليوم: اشتد حره فقطع الناس وفصلهم عن أعمالهم، وأبد الوحش نفر، وأبر النخل قطع شيئا منه، وأبز الظبي: وثب وانطلق، وأبق العبد: فر، وأبل: توحش وانفصل عن الناس، وأبه عن الشيء: بعد عنه وتنزه، وأبى الضيم: نفر منه وهكذا.

انتهى النقل عن الرافعي.

ثم ذكر أمثلة من تركيب الألف مع الزاي، والباء مع الدال، والباء مع الذال، والباء مع الراء، والباء مع الزاي.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 10 - 06, 09:39 م]ـ

وقال في 1/ 143:

ولو أن أحدا عكف على هذه اللغة فتتبع ألفاظها وتدبر وجوه اشتقاقها وتفقد مواقعها في كلام العرب ورتب صيغها وأوزانها على ما تقتضيه أغراضها بحيث يستقر كل مثال منها في نصابه ويرد إلى حيزه - لجاء من ذلك بعلم يكشف عن كثير من أسرار الوضع، ويهتك عن أستار الحكمة المستكنة في دقائق هذه اللغة العجيبة التي يزيد في العجب منها أنها لغة تلك العقول الفطرية، والفطرة وإن كانت دائما تختص بمسحة إلهية، إلا أنها تكون أصل الكمال في النفس لا دنس الكمال.

وهذه اللغة يوشك أن يكون أمرها معجزا على ما رأيت بحيث لا يغلو في رأينا من يقول إنها بسبيل من الأوضاع الإلهية ''في التوفيق والإلهام'' لأن أثر ذلك قد ظهر في القرآن.

انتهى.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 10 - 06, 12:38 ص]ـ

جزاك الله خيرا على التشجيع، وهذا يقودنا إلى ذكر أقسام الاشتقاق؛ لأن ما ذكره الرافعي قسم واحد من أقسامه، وهي:

= الاشتقاق الأصغر:

وهو الاشتقاق في المادة الواحدة، وهو المشهور عند الإطلاق، وفيه صنفت الكتب المصنفة؛ كالاشتقاق لابن دريد، ومقاييس اللغة لابن فارس وغيرها.

= الاشتقاق الكبير:

وهو الاشتقاق في المادة وتقليباتها، كما صنع ابن جني في مقدمة الخصائص إذ أرجع معاني (ق و ل) وجميع تقليباتها الستة إلى معنى واحد!

= الاشتقاق الأكبر:

وهو الاشتقاق في المواد المتقاربة الحروف، وهو المثال الذي ذكره الرافعي، وهذا يقل ذكره عند أهل العلم، وممن أسرف فيه وأكثرَ: العلامةُ (أنستاس الكرملي) في كتابه (نشوء اللغة العربية ونموها وارتقاؤها).

= الاشتقاق الكُبَّار:

وهذا من زيادات المعاصرين، ويطلقونه على نحت كلمة من كلمتين أو أكثر، والقدماء يجعلون النحت نوعا على حياله، كما في المزهر للسيوطي وغيره.

...

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - 10 - 06, 02:51 ص]ـ

وقد ذكر ابن الأنباري في [لمع الأدلة في أصول النحو] أن النحو مبني على القياس، ولا يتأتى أن يكون كله نقلا؛

ثم قال:

(( ... بخلاف اللغة، فإنها وضعت وضعا نقليا لا عقليا، فلا يجوز القياس فيها، بل يقتصر على ما ورد به النقل، ألا ترى أن (القارورة) سميت بذلك لاستقرار الشيء فيها، ولا يسمى كل مستقر فيه قارورة، وكذلك سميت (الدار) دارا لاستدارتها ولا يسمى كل مستدير دارا))

فهذا الكلام يضاف لما سبق تقريره من أن المراد بالاشتقاق معرفة الأصول والارتباط بين الكلمات، وليس المراد منه إنشاء كلمات جديدة أو معاني مخترعة لألفاظ معروفة.

ـ[همام بن همام]ــــــــ[11 - 11 - 06, 01:04 ص]ـ

قال البيضاوي في تفسيسر قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون): أنفق الشيء وأنفذه أخوان، ولو استقريت الألفاظ وجدت كل ما فاؤه نون وعينه فاء دالا على معنى الذهاب والخروج. بارك الله فيكم

تتبعت كل ما فاؤه نون وعينه فاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس فاتفق كلامه إلا موضعاً لم يظهر لي معنى الذهاب والخروج إلا بنوع تكلف، فهل من كريم يخبرني عن وجهها.

قال رحمه الله تعالى:

" (نفه) النون والفاء والهاء أصلٌ واحد يدلُّ على إعياءٍ وضعف. منه نَفِهت النَّفسُ: أعْيَتْ وكَلَّت. وهو نافِهٌ ونُفَّهٌ. قال:

* بنا حَرَاجِيجُ المَهَارِي النُّفَّهِ ([4]) *

وهو مُنَفَّهٌ ومَنْفُوهٌ: ضعيفٌ جَبان."

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير