تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[28 - 11 - 08, 06:30 ص]ـ

مُؤشِّرُ الأسهمِ .. يَهْوَى .. !!

هكذا سمعته، بفتح الواو، من قناة إخبارية مدوّية في آفاق الأثير، ولو سمعها أبو علقمة النحويُّ لتوجّع من ذلك ما بين وابلته إلى دَأْيةِ عنقه، وكان أشدّ عليه من انحدار المؤشر وخسارة المال، فإن النحويين يألمون من اللحن كما تألمون، وأرباب المال يقولون: ليت المؤشرَ يهوَى، فإن يهوَى معناه: يحبّ، يقال: هوِيَ يهوَى الأمر: أي: أحبّه وتعلق به، بكسر الواو في الماضي وفتحها في المضارع، كأن الحب يرقى بصاحبه من سُفل إلى علو، والكسرة من أسفل والفتحة من فوق، كما نقول: رَقِيَ يَرقَى على وزن فرِح يفرَح، وفي قراءة شاذّة: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوَى إِلَيْهِمْ) بفتح الواو، أي: ترتفع، ومصدره الهوَى الذي هو قائد الشَهوة وآفة العقل، وفيه يقول ابن دريد في مقصورته:

وآفةُ العقلِ الهوَى فمن علا

على هوَاه عقلُه فقد نجا

وأما (هَوَى يهوِى) فمعناه: سقط، وفعله الماضي بفتح الواو ومضارعه بكسرها؛ لأنه سقوط من علو إلى سفل، والفتح من فوق والكسر من أسفل، كما نقول: رمَى يرمِي، والرّمي منتهاه إلى سقوط، وفي الذكر الحكيم: (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) أي: تسقط، والمصدر: الهُويُّ، وفي شعر الأفوه الأودي (ت 570 م):

فرَدَّ عليهم والجيادُ كأنّها

قطًا سَاربٌ يَهوِي هُوِيَّ المحجَّلِ

فيا أيها الإخباريّون: لا تجمعوا علينا بين خسارتين، خسارة في المال وخسارة في المقال، ولو حرَصنا على صون المقال حِرْصنا على المال لهان علينا ما نلقى، ولكان لنا ذلك عن كل خسارة في الدنيا عوضا.

ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[29 - 11 - 08, 09:44 م]ـ

ماشاء الله، تباركَ الله

ليتكَ تواصل نشر هذه المقلات العِذاب إن كان بها بقيَّة.

ـ[أمين حماد]ــــــــ[29 - 11 - 08, 11:40 م]ـ

ليتك زدتنا من هذه الفوائدة القيمة وماكنت أحب أن تكون بينها فواصل مثل الطلب وغيره

ومادام شيخنا الشيخ عبد العزيز حفظه الله تطرَّقَ لمصدر هَوَى يَهْويِ كرمى يرمي

بقي لها مصدران بالمناسبة وهما: هَوِيًّا بالفتح واقتصر عليها الأزهري

ويروى:هُوِيَّ الدلو اسلمها الرشاء. بالفتح أي هَوِيَّ،

وذكر ابن القطية:هواءً

أمَّا هَوَى يَهْويِ إذا ارتفع فهي اللتي مصدرها بالضم فحسب

كقول الشاعر: يهوي مخارمها هُوي الأجدل

وقول الآخر: والدلو في إصعادها عجلى الهُوي

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[30 - 11 - 08, 09:37 ص]ـ

مقالات تنم عن مقدرة لغوية لكاتبها ..

ما مصدر هذه المقالات؟

ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[01 - 12 - 08, 06:33 ص]ـ

كيفَ يُصغَّرُ الشَّيخُ؟!

منذ أكثر من عقدين من الأعوام كتب بعض الكاتبين مقالا يردُّ فيه على العلامة ابن عقيل الظاهريّ في تصغيره لفظة شيخ على شويخ، وقال الكاتب: تصغير (شيخ) على شويخ خطأ؛ لأن القياس في الاسم المنقلبة ألفه عن ياء أو واو أن يردّ ثانيه إلى أصله .. وأصل شيخ من شاخ يشيخ فقياس تصغيره شُييخ لا شُويخ، كما يصغّرُ (باب) على بويب؛ لأن ثانيه واو .. وأول من يذكر عنه تخطئة ذلك من مصنفي المعاجم الجوهري، قال في الصحّاح: (وتصغير الشيخ شُيَيْخ، وشِيَيْخ أيضا بالكسر، ولا تقل: شُوَيخ)) وكلامه مبني على القاعدة المعروفة، وشذ منها كلمة (عِيد) يصغر على عييد، والقياس عُويد، غير أنه لم يسمع، وهو مذهب أهل البصرة، وأما أهل الكوفة فيجيزون إبدال الياء في (شيخ) واوًا عند التصغير، وكذلك كل ألف منقلبة عن ياء، فيقولون: شُويخ، و نُويْب؛ لأنه سمع تصغير (بيضة) على بويضة، ويقولون أيضا في (بيت): بُوَيت، وفي (عين): عوينة، وهكذا؛ وهم يجوزون ذلك لأن الياء في التصغير متحركة بالفتح، ولا تقوى الضمة على قلبها، ونصّ سيبويه في كتابه على أن هذا القلب غلط، وحكى السيرافي أنها لغة، وقد وافق الكوفيين ابنُ مالك في التسهيل، كما أجازه مجمع اللغة القاهريّ، فلا لوم إذن على الظاهريِّ، وإنما يطالب بدليل التصحيح، أو دليل الترجيح، ومن لطيف ما نظم في الشيخ وجمعه:

إذا رمتَ جمعَ الشَّيخ وهو مجرَّدٌ

يصير رمادا عند ما ضمه الجمعُ

شيوخٌ وأشياخٌ وشيخانُ شيخةٌ

مشايخُ مَشْيوخاءُ مَشْيخةٌ سبعُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير