تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمبادرة العربية، والمبادرة المصرية، وغيرها، وتسمَّى مبادرةً بهذا الاعتبار، فهي مسارعة إلى الدعوة إلى مفاوضة أو عرض أمر، ولو قيل: إنها الدعوة إلى مفاوضة - كما قال الهلالي - لما حق لأحد أن يمنع ذلك، ولكان من باب المجاز المرسل، وهو نوع من البيان الذي لا نهاية للتحليق في فضائه إلى يوم الفصل.

ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[27 - 02 - 09, 06:36 ص]ـ

اللَّحن في الوقف

يقول المجوِّدون: اللحن في القراءة قسمان:

أحدهما: لحن في اللفظ يخلّ ببناء الكلمة أو حركتها، وهو لحن جليّ، والثاني: لحن خفيّ، وهو إخلال بما دون ذلك مما هو متعارف عليه من أحكام القراءة والتجويد .. ويجعلون الخطأ في الوقوف من باب اللحن الخفي، وهو كذلك في معظم المواضع التي يقف فيها القارئ في غير موقف، ولكن فريقاً من المواضع فيها من الخطأ في الوقف ما لو وقف فيه القارئ لعدّ لحناً جلياً بل فاحشاً .. ألم تروا إلى ذلك القارئ -وهو لا شك من الجهلة- حين وقف على لفظ (فأكله) من قوله سبحانه: (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) أو لم تروا إلى ذلك الآخر وهو قارئ شهير من قراء المحافل، الذي وقف على كلمة تجري من قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) والجنات لا تجري، بل الأنهار هي التي تجري، وكذلك كل وقف لم يتم معنى لفظه في ذاته، إلا أن منه ما هو قبيح ومنه ما هو أقبح، وكل ذلك على مراتب، فمنه ما يفيد معنى باطلاً، ومنه ما لا يفيد معنى أصلاً، ومن القبيح ما يفيد معنى تاماً صحيحاً في ذاته لكنه غير مراد، ومن ذلك الوقف على (لا ريب) من قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) فالوقف عليه -مع سلامة معناه في ذاته- يفيد معنى، لكن نظائره في القرآن تدل على أنه غير مراد وأن كلمة (لا ريب) ملازمة لكلمة فيه حيث جاءت كقوله تعالى: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) ولم تصب لجان المصاحف -فيما أرى- حين جعلت هذا الموضع من سورة البقرة من مواضع الوقف المعانق الذي يجوز فيه ربط اللفظ بما قبله أو بما بعده مع الوقف عليه أو على ما قبله، ولو أمكنني حذفه لحذفته من المصاحف وجعلت علامة الوقف الجائز على كلمة (فيه)، وقد عدّه ابن الجزري من الوقوف القبيحة، فإن قيل: إن المعنى حين الوقف على (لا ريب) صحيح، قلنا: هو صحيح اتفاقاً، لا قصداً، بل هو فاسد الاعتبار عند أولي الأبصار.

ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[27 - 02 - 09, 06:37 ص]ـ

المحترم .. !!

سؤال طريف من سائل ظريف يقول فيه: هل كلمة ((المحترم)) المستعملة في زماننا لفظة عربية دلالة ونطقا؟

وللإجابة على هذا السؤال أقول: الألفاظ التي ننطق بها اليوم في اللسان العربي إما أن تكون من الألفاظ التي نطقت بها العرب كما هي بدلالتها الحقيقية أو المجازية، وإما أن تكون اللفظة أيضا مسموعة عن العرب ولكن التجوز أو الترجمة نقلها إلى معنى آخر أو مسمّى لا تعرفه العرب؛ لأنه لم يوجد لديها، وإما أن تكون اللفظة موجودة من حيث الأصل والاشتقاق لا من حيث الصيغة، وإما أن تكون دخيلة على اللسان العربي ونطق بها على ما هي عليه، وإما أن تكون لفظة أعجميَّة ثم عرِّبت، فهذه أنواع خمسة لا أجد لها سادسا، فانظر إلى لفظ المحترم من أي الأنواع الخمسة هو، ستجده من النوع الذي لم تنطق به العرب بلفظه ولكن مادته موجودة واشتقاقه سائغ، فمادة الحاء والراء والميم مادّة ثرّة لها معان وصيغ كثيرة، غير أن العرب لم تقل: احترم ولا محترم بصيغة اسم الفاعل ولا اسم المفعول وكذلك لم ينقل المصدر منه واستعملت نظيره، كاجترح، واكتسب، ومكتسب، ومحتقر، ومحتظر، وحمل النظير على النظير مما يعمل به بلا نكير، وقد بحثت عن هذه اللفظة فوجدت صاحب ((صبح الأعشى)) قد ذكرها في ألقاب العامّة المحدثة، ومثل ذلك الموقر، المكرم، وصاحب الحضرة، وجناب فلان، والحجة، والحاكم لدى المحدثين، والعارف في عبارات أهل التصوف، بقي أن يقال: فما معنى احترمه؟ قيل: معناه: جعل له حرمَة وقدْرا .. وفي المصنفات الفقهية لهذه الكلمة حظ وافر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير