تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ وكان يرى أن العامل إذا طالت مدة ولايته أكثر الأصحاب والأخدان، وإذا كان بمظنة العزل لا يغتر، وأيضاً فإن الحال إذا كانت هكذا ظهرت مخايل المعرفة بين الأقران، وكثر فيهم الأكفاء من المستحقين للولاية أو القضاء بتدربهم وتدرجهم في المعرفة و التعلم و استقراء الواقع، بخلاف ما إذا استبد الواحد.

ـ و عمر رضي الله عنه هو أول من وضع البريد في الإسلام، فلما جاء معاوية رضي الله عنه رتبه على طرق ومناهج مخصوصة، حيث رتب له الأميال، والمحطات، و ما الى ذلك .....

ـ و لم يكن السجن موجوداً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر، ووجد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم حالات سجن خاصة، و لما كثر الناس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و كثر حدثاء العهد من العجم بالاسلام، كثرت المخالفات الشرعية عمَّا كانت عليه من قبل، واشتد بعض الناس على بعض في المعاملة، وحدثت الحاجة إلى سجن دائم، و لرفع كفاءة السلك القضائي و الجانب الأمني في خلافته ابتاع عمر داراً بمكة كانت لصفوان بن أمية، فكانت أول مكان يخصص للسجن في التاريخ الإسلامي، ثم اتخذت أماكن أخرى خصصت للسجن في بلاد العراق والشام.

ـ و هو أول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما يطلق عليه في التاريخ الاسلامي "تمصير الأمصار".كما سيأتي.

بناء البصرة:

عندما فتح المسلمون مدينة (الأبلة)، في شهر شعبان من السنة الرابعة عشرةَ للهجرةِ، كان قوامُ الجيش الإسلامي الذي حرَّرها ستمائةِ رجلٍ. فلما استقروا فيها كتب عتبةُ بن غزوان إلى الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يستأذنه في بناء دُور للمقاتلين مؤكداً أنه لابدَّ للمسلمين من منزل إذا شتا الوقت شتوا فيه، وإذا رجعوا من قتالهم لجؤوا إليه فكتب إليه عمر (رضي الله عنه): إن أردت لَهم منزلاً قريباً من المراعي والماء فاكتب إليَّ بصفتهِ. فكتبَ اليه: إني قد وجدت أرضاً كثيرةَ القضَّةِِ "نوع من العشب" في طرف البرِّ إلى الريف، ودونها منافع، وفيها ماءٌ وقصبٌ. فلما وصلَ هذا الجوابُ إلى الخليفة أذنَ لعتبةَ بالبناءِ، فبنى مسجدَها ودارَ أمارتِها ودورَها.

حفر أبي موسى "حفر الباطن":

لما بُنيت البصرة في عهد عمر رضي الله عنه، وكثر الحجاج القادمون منها رأى

أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن يحفر أباراً على جادة البصرة إلى مكة، في المنزل "الخامس" من منازل طريق الحج من البصرة إلى مكة المكرمة، فوجد بها مياهاً عذبة، فكثر الناس حولها.

بناء الكوفة:

و في السنة الثامنة عشر للهجرة بعد أن بنى عمر رضي الله عنه البصرة رأى رضي الله عنه أن مجاري انهار العراق تحول عن الاتصال المباشر به، فعمد لبناء الكوفة لتكون رباطا متقدما لجيوش المسلمين ينطلقون منها لفتوحات الشرق ويلجؤون اليها اذا اصابهم هجوم مباغت. ويذكر الطبري في تاريخه (اخبار العام 18هجرية) في سبب بنائها ان سعد بن ابي وقاص بعد ان فتح العراق وتغلب على الفرس ثم نزل في عاصمتهم المدائن بعث ـ عند ذلك ـ وفداً الى الخليفة عمر بن الخطاب يخبره بذلك الفتح، فلما وصل الوفد الى عمر راى ألوانهم تغيرت وحالهم قد تبدل، فسألهم عن سبب ذلك فا جابوه: تخوم البلاد غيرتنا، فامرهم ان يرتادوا منزلا يُنزِلون فيه المسلمين، لان العرب لا يلائمهم طقس بلد الا اذا جاء ملائما لمزاج ابلهم وكتب الى سعد: "ابعث سليمان وحذيفة رائدين ليرتادا منزلا بحريا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر". فارتاد سليمان وحذيفة جانبي الفرات نزولا من الانبار فلم يجدا افضل من موقع الكوفة الآن لحصانته وارتفاعه، بحيث لا يرِدُه ماء الفيضان، ولقربه ـ أيضاً ـ من ماء الفرات، فامر سعد بن ابي وقاص بتاسيس مدينة الكوفة " التي تتنكَّر اليوم لبُناتِها" في يوم 23 كانون الكاني (يناير) من عام 638م.

بناء الفسطاط:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير