تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[منصور الرحيمي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 06:16 م]ـ

الحمد لله ... وبعدُ:

فإنَّ ميراث الأمة الذي تحدّر إلينا مع الأجيال المتطاولة والعصور السحيقة لا ينبغي لنا أنْ نمزّقه بهذا الشكل المريع!

إنَّ لكل علم طرائقَ وقواعدَ، والحاكمُ على العالِم التزامُه الخلقيُّ، فلندع عنّا التوثُّبَ والتجهيلَ والأغاليطَ، وليأخذ كلُّ منّا للأمر عدَّته: بالنّظر الدقيق والتنقير الشديد والمنهج العلميّ الصحيح واسألوا اللهَ أنْ يجنّبنّا الهوى.

ما ذكرته في هذه الأسطر جميعه أوهام واستنتاجات لم نجد والله دليلاً واحداً عليها, وسبق وأن أوضحنا ونقلنا أقوال وردود نسابة قبيلة عنزة على هذه الفرية

لا أدري: مَن هم هؤلاء (النسابة)؟! وما شأنُهم في التاريخ؟! وإنْ كان المقصودُ بهم: الذين كتبوا عن عنزة في عصرنا هذا فهم بين عامِّيٍّ لم يُحِط بمؤلّفات المتقدّمين أو كاتبين توثّبوا على البحث والتأليف توثُّباً يدفعهم هوى جامح وانعدامٌ للأمانة العلمية!

على أنَّ الجوابَ على هذه النقطة مِن وجهين:

1 ـ أنَّ مِن (نسابة!) عنزة مَن أقرَّ بوجود عنزة في الحجاز في عصر الهمداني، وليُنظر في ذلك كتاب (موجز تاريخ أسرة الطيار وقبائل ولد علي) لعبد الله ابن عبار في طبعته الأولى سنة 1418 هـ ص 48، ثم كتابه الآخر (أصدق الدلائل في أنساب بني وائل) في طبعته السابعة سنة 1428 هـ ص 115 و 178.

أقول هذا مجاراةً لأخي الجهني، لا لقيمةٍ علميةٍ في نَصَّيْ ابن عبَّارٍ! وتلك العصور لا تُدركها روايةُ الرواة المعاصرين، وإنَّما يُعوَّل في تحقيقِها على البحث والتنقير في مؤلَّفاتِ الأوائل.

2 ـ الذي قاله الهَمْداني: إنَّ حرباً أخرجَتْ عنزة (إلى الأعراض من خيبر) ... وأنكَرَ المنكِرون هذا وعَدّوه من كذب الهَمْداني!

والأمرُ الغريبُ حَقّاً أنَّ الهَمْداني كذب هذه الكذبة (!!) ثم سارت أحداثُ التاريخ من بعده (مصادفةً) لتُصَحِّحَ كذبته فتجِيءُ عنزة ـ بعد وفاتِه بقرونٍ ـ من أطراف العراق إلى خيبر!!!

ما وَجْهُ الأمرِ هنا: هل هي مصادفةٌ؟! أم كانت عنزة في خيبر في زمن الهَمْداني؟! فإنْ كانت الأُولى فقد انقطع الجدالُ! وإنْ كانت الأخرى فالأمرُ بحاجةٍ إلى تقليبِ نظرٍ واستقراء المصادر من دون تعجّلٍ بإنكارٍ أو تكذيبٍ.

فوالله لو غربلت جميع كتب التواريخ والبلدان والأنساب والأحاديث والآداب لما وجدت من ذكر قبيلة عنزة بالحجاز قاطبة فضلاً عن وادي الصفراء وينبع!!

جاء في (المسالك والممالك) للاصطخري ونَقَله ابن حوقل في (صورة الأرض): أنّ بكر بن وائل بين المدينة ومكة في قبائل من مضر من الحسينيين والجعفريين ...

هل لقبائل ربيعة وجودٌ في الحجاز من قبل الإسلام إلى القرن الرابع؟! مِن أين جاءت بكر بن وائل؟! أليس هذا دليلاً على (خلخلة) كبيرة في توزيع القبائل في القرنين الثالث والرابع ـ كما هي هجرة قبائل من سُلَيْم إلى البحرين لمناصرة القرامطة ـ؟!

أما قولك أن الهمداني قضى ردحاً من حياته بالحجاز فأنا أطلب إثبات أنه سكن المدينة؟. فالهمداني لم تطأ أقدامه المدينة ولم يعرف ما بها وإلا لما أضطر إلى تلفيق اسماً وهمياً وهو المحابي؟؟

يُنظر في هذا ترجمة الهَمْداني التي كتبها حمد الجاسر في مقدمة (صفة جزيرة العرب)؛ ففيها أخبارٌ ونقولٌ تُثْبِتُ أنَّ الهَمْداني قد أقام في مكة سنين من عمره.

والله أعلم

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 04 - 08, 09:05 م]ـ

(فروع بني سليم في قبيلة حرب)

مقال نشر في مجلة العرب سنة 1417هـ , عدد الربيعان (أغسطس - سبتمبر) ج 9 - 10 س 31

صاحب المقال: راشد بن حمدان الاحيوي

(1) الأحامدة:

دخلت بطون من بني سُليم بمرور الوقت في قبيلة حرب الفتيّة، وأصبحت جزءاً منها وأهمُّ هذه البطون بنو عوف وهم من أكبر فروع بني حرب، وأجلِّها قدراً، وهم بنو عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، وسيأتي الحديث عنهم لاحِقاً وسنجد كما سيأتي تَمَازُجاً عجيباً جدًّا بين بني عوف هؤلاء وبين الأحامدة الذين ينتسبون إلى بني سُلَيم ويبدو أن قسماً من عوف قد انضووا تَحْتَ اسم الأحامدة وهم من فروع بني عوف، ويبدو أن قسماً من بني سُليم قد انساحوا شمالاً فدخلوا في قبيلة بَلِيٍّ في الوقت الذي كان فيه قسم آخر من بني سُليم قد دخل في بني حرب، ولم تتضح لنا أسباب ذلك إلا أننا نجد أن بعض فروع القسم الذي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير