تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دخل في بَليٍّ لا تزال رغم مرور الوقت تَحْتفظ بأنسابها إلى تلك الفروع الموجودة مع بني حرب، وقد انضوى القسم السلمي الذي دخل في بَلِيٍّ تحت مسمّى الأحامدة، والأحامدة فرع كبير من بني حرب، أصلهم من بني سُليم قال البلادي في ذكرهم: (يقال إنهم من بني سليم بن منصور فيما يزعم بعضهم) [نسب حرب 79 ـ 80] وكان البلادي قد قال في طبعة سابقة من «نسب حرب» فيما ينقله عنه الجاسر: أن ذلك القول باتفاق رواة بني حرب.

قال الجاسر في ذكر الأحامدة: " في كتاب نسب حرب ص84 " (أصلهم من بني سُلَيْم، باتفاق رواة حرب). [معجم قبائل المملكة العربية السعودية ج1 , حاشية 11]

ولا أدري لِمَ غيّر البلادي النصّ، ولِمَ عدّ هذا الانتساب زعْماً لبعضهم؟ وعندي أن الأحامدة هم بنو أحمد بطن من بني عوف من سليم وهم بنو أحمد بن نمير بن حكيم بن حصن بن علاق بن عوف بن امرئ القيس بن بُهْثة بن سليم ومنهم: 1 ـ بنو محمد. 2 ـ البطين [تاريخ ابن خلدون 6/ 95 ـ 96 و94 و85] وأحمد هذا جد بني أحمد هو من رجال العهد الجالهي ولم يدرك الإسلام، ذلك أنه الابن الثامن من سلالة سليم، فيما كان بنو سليم في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم في العدد العاشر والحادي عشر، بل والخامس عشر، وما يزيد، كما سيأتي في حديثنا عن بني علي، وأول ذكر يرد لبني أحمد ورد على لسان يعقوب بن السكيت (ت 246هـ) قال ياقوت الحموي: (نعف مياسر): قال ابن السكيت عن بعضهم: النعف ههنا ما بين الدَّوْدَاء وبين المدينة وهو حَدُّ خَلائق الأحمديين (1) والخلائق آبار) [معجم البلدان: نعف مياسر] قلت: المنطقة الواقعة بين الدوداء والمدينة هي من ديار بني سليم، ومن ديار بني سليم إلى الغرب من الدوداء: الرويثة [تاريخ الطبري 5/ 278] قال البلادي: (الدوداء: شعبتان جنوب المدينة تصب على بلدة الفُريش من الشرق والثانية تظاهرها شرقاً فتصب في رئم، فتصب في النقيع قرب بئر الماشي كان يأخذها درب الغائر) [معجم معالم الحجاز: الدوداء 3/ 235] منطقة النقيع وما حولها من ديار بني سليم، وممن كان يقطنها بنو عوف من سليم كما سيأتي بيانه مما يؤكد صحة نسب الأحامدة إلى بني سليم،

ومن الأحامدة هؤلاء الأحامدة في بَلِيٍّ الذين ذكرهم وفصّل القول فيهم الجزيري (ت نحو 977هـ) فقال: (عربان بَليٍّ أصحاب الدرك طوائف كثيرة، فنذكر ما تيسّر منها: أما أصحاب درك الأزلم فمنهم بلي الأحامدة، والأحامدة بَدَنَاتٌ فمنهم: الخرشان والركبان والغدايرة منهم شاهين بن أحمدبن غدير وأولاد عمّه، والعُتَيْبات كفشيغة بن سالم وجبار بن إدريس بن غديف، والسلمات كعمران بن خليفة بن عمران وآل هلال، والقردانيات، ومن عربان بلي جميع من تقدّم من عربان الحمل عند ذكر بلي فلا نكرره هنا، ومنهم العرادات بالعين المهملة، والمواهيب، والوابصة، والبركات، والجواهرة، والسباعات، والحصنة، والكحلة، وبنو سعيد، المحصنة، وبنو مخلد، والمكاحلة والبامات، والسحمة، والمباذر) [الدرر الفرائد 1392] قال الأحيوي: وكَيْلا يَظُنَّ البعض أن بدنات العرادات والمواهيب والوابصة والبركات والجواهرة والسباعات والحصنة والكحلة وبنو سعيد المحصنة وبنو مخلد والمكاحلة والبامات والسمحة والمباذر وهي 14 بدنة ليست من الأحامدة لأن الجزيري فَصَلَ في نصه بينها والبطون الأحمدية السبع التي عدّها قبلها نقول: إنن النص الفاصل هو جملة معترضة والبطون أحمدية ويتضح ذلك من نص الجزيري ذاته، ذلك أنه بيّن في أول نصه إنه سيذكر أصحاب الدرك وابتدأ بالأحامدة أصحاب درك الأزلم، وعدد بطونهم، وجميع البدنان الـ 14 ليست من أصحاب الدرك مما يعني اتِّصال نصه، وأنه متعلّق بالأحامدة، والبدنة الوحيدة من الـ 14 بدنة التي لها درك هي بدنة الجواهرة ولهم درك مناخ الركب بـ (أكْرَى) [الدرر الفرائد 1388] قال الجزيري في ذكر (اكْرَى): (مناخ الركب فقط درك عمرو بن سبع بن غنام وأولاده من بلي الجواهرة، وهو غاية درك عربان بَلي) [الدرر الفرائد 1401] ودرك الجواهرة هؤلاء تسبقه أدراك بدنات أخرى من الأحامدة قال الجزيري: (من كبرة أول حد الوجه فمنه إلى المحَلِّ المعروف بفشيغة الوجه درك جلاس بن نصار بن جماز وولده حميد، وعمر بن أحمد بن نصير، وسالم وحسن أولاد علي بن نصير من بَليِّ الأحامدة) [الدرر الفرائد 1387]

ولهم أيضاً درك الرحبة والوجه [الدرر الفرائد 251 و798 و864 و1397] وقال في ذكر درك السلمات الأحامدة: (حد دركهم من فشيغة الوجه إلى مفرش النعام إلى اكرى) [الدرر 1387 و1400] واكرى هي حَدُّ بليٍّ مع جهينة. قال الجزيري: (اكرى حدّ أرض بلي من جهينة) [الدرر الفرائد 1400] والملفت للنظر أن كل درك بلي هو للأحامدة لمسافة تمتد نحو 195 كيلاً فمن حدرة (دَامة) آخر درك بني عقبة إلى (تَلْبة) للعتيبات من الأحامدة، ومن (تلبة) إلى (كبرة) للغدايرة من الأحامدة ومن (كبرة) أول حدّ الوجه إلى فشيغة الوجه لشيوخ الأحامدة ومن فشيغة الوجه إلى (اكرى) للسلمات من الأحامدة [الدرر الفرائد 1387 وانظر 1350 و1363 و1386] واكرى كما مرّ حد بلي مع جهينة [الدرر 1400 و1401] ولم نَجِد أحداً من بَليٍّ له درك إلا الجعافرة الذين يدخلون في درك العُتَيبات الأحامدة إلى (تلبة) ولهم درك بـ (الأزلم) وهيش وادي (اكْرَى) [الدرر الفرائد 1387 و1183 و1401] وبهذا نكون قد أوفينا الحديث عن الأحامدة وتبين لنا أن جميع البدنات المذكورة في نص الجزيري هي بدنات أحمدية وستتضح لنا صحّة ذلك فيما بعد خلال بحثنا هذا ويبقى أن نشير إلى بطن أحمدي لم يرد ذكره آنِفاً وهو الجمدة وهم من السباعات [الدرر الفرائد 1183].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير