تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صورتهم الحقيقيّة) 2 (محمد ماهر حمادة (د): دراسة وثقيه للتاريخ الإسلامي ومصادره – مؤسسة الرسالة بيروت ط أولى 1408هـ ص20.).

ثانياً: الدولة الزبيرية (63هـ إلى 73هـ)

للأسف الشّديد أغفل المؤرّخون القدامى حقبة تاريخيّة هامّة وهي فترة حكم الدّولة الزّبيريّة؛ فتدوين الخلافة الزّبيريّة يذكر ضمن الدّولة الأمويّة مع الحركات الخارجة عن الدّولة مثل الخوارج!! رغم أن عبد الله بن الزّبير رضي الله عنه كان الخليفة الشّرعيّ المعترف به في مصر والحجاز واليمن والعراقين وخراسان وأجزاء من الشّام، وقد بُويع له بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية؛ يقول الحافظ السيوطي مؤيّداً لرأي الحافظ الذّهبي: (ولم يبق خارجاً عنه إلا الشّام ومصر فإنّه بُويع بهما معاوية بن يزيد فلم تطل مدّته، فلّما مات أطاع أهلهما ابن الزّبير وبايعوه، ثمّ خرج مروان بن الحكم فغلب على الشّام ثمّ مصر، واستمرّ إلى أن مات سنة خمس وستّين، وقد عهد إلى ابنه عبد الملك، والأصحّ ما قاله الذّهبي أن مروان لا يُعَدّ في أمراء المؤمنين، بل هو خارج على ابن الزّبير، ولا عهده إلى ابنه بصحيح، وإنّما صحّت خلافة عبد الملك من حين قُتِلَ ابن الزّبير، وأمّا ابن الزّبير فإنه استمرّ بمكّة خليفة إلى أن تغلّب عبد الملك لقتاله الحجّاج ( .. ) وخذَلَ ابنَ الزّبير أصحابّه، وتسلّلوا إلى الحجّاج فظفر به وقتله وصلبه وذلك ( .. ) سنة ثلاث وسبعين) 3 (السيوطي: تاريخ الخلفاء - دار الكتب العلمية - بيروت – ط أولى 1408هـ ص169.).

ورغم هذا الجلاء لشرعيّة خلافة ابن الزّبير رضي الله عنه إلا أنّ كتب التاريخ قسّمت التّاريخ الإسلاميّ إلى: الخلافة الأمويّة من 41هـ إلى 132هـ، والخلافة العبّاسيّة 132هـ إلى 656هـ.

وهكذا أغفل الدّارسون للتّاريخ الدّولة الزّبيريّة فلا تجدها إلاّ ضمن الفرق التّي خرجت على الأمويّين رغم أن الحقيقة التّاريخيّة تجافي ذلك .. وبناء على ما سبق كان الأولى أن يكون التّقسيم كالتّالي:

الخلافة الأموية الأولى من 41 هـ إلى 63 هـ.

ثمّ الخلافة الزّبيريّة من 63 هـ إلى 73 هـ.

ثمّ الخلافة الأمويّة الثّانية 73 هـ إلى 132 هـ.

ثمّ الخلافة العبّاسيّة (الأولى والثانية) 132 هـ إلى 656 هـ.

هكذا نكون قد أنصفنا هذه الخلافة المنسيّة بين سطور التّاريخ .. إذ كان لزاماً علينا أن نعيد لهذه الخلافة الزّبيريّة اعتبارها وتكون في الصدارة التّاريخيّة بدلا من هذا النّسيان.

دولة بني بُويه: (320 هـ إلى 477 هـ):

هذه الدّولة الخبيثة تحتاج إلى إعادة تقويم لما جرّته من ويلات على تاريخ المسلمين، وقد تولّت هذه الدّولة كبر حملة تشويه الصّدر الأوّل من الإسلام .. فلأول مرّة تظهر الكتابات الشُّعوبيّة التّي تطعن على جنس العرب بل وتُشكّك في الإسلام، وتُعظّم الفرس .. أمّا عن نشأة هذه الدّولة المنحرفة: "وظهر بنو بُويه في عالم التّاريخ الإسلاميّ في أوائل القرن الرّابع الهجريّ من خلال ذلك الغموض الذي اكتنف تاريخهم قبل ذلك ( .. ) وإن نسب هذه الأسرة مسألة يحوطها الشكّ، الملوك والأمراء الذّين تظهر عظمتهم مرة واحدة" 4 (حسن إبراهيم (د): تاريخ الإسلامي السياسي والديني والثقافي والاجتماعي – دار الجيل بيروت – ص43) .. لذلك لا غرو أن نجد تاريخ الإسلام مشوّهاً إلى بداية عهد بني بُوية 320 هـ .. وسبب ذلك أنّ هذه الدّولة البُويهيّة كانت مكروهة لدى عامة المسلمين وخاصّتهم .. وكان النّاس يحتجّون عليهم بسيرة السّلف الصالح، وضاق بنو بُوية ذرعاُ من هذا الاحتجاج .. فظهر شعراء وكتّاب شعوبيّون حاقدون على جنس العرب, بل وعلى أهل الإسلام وذلك بإيعاز من السلّطة الحاكمة لأنّ الخليفة العبّاسيّ لم يكن له إلا الاسم فقط؛ فقد ذكر ابن خلدون في تاريخه حالة الضّنك والخراب الذي عمّ المسلمين في عهد بني بُويه .. فليراجع (تاريخ بن خلدون الجزء الرّابع) .. "إنّ آل بُويه قد اشتروا ضمائر أهل الطّمع، والانتفاع الشّخصيّ، من ضعفاء النّفوس، فراحوا يكيلون لهم المديح جزافاً حتى جاوزوا المقدار. هذا أبو هلال الصّابي, يضع كتاب وهو سجين, وقد مرّ به بعض أصحابه فسأله فقال: ((أباطيل أُنمّقها, وأكاذيب أُلفّقها في تاريخ آل بُويه" 5 (وليد الأعظمي: السيف اليماني في نحر الأصفهاني – دار الوفاء – مصر ص65) حتى علماء النّحو تقرّبوا إليهم مثل أبو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير