تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد العزيز عيد]ــــــــ[18 - 01 - 08, 09:38 م]ـ

ثانيا:- معايير الأنبياء

الثانية هي المعايير المتعلقة بالمصطفين من الرسل:

وهى الصفات المشترط توافرها فى الرسل بصفة عامة بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصفات المشترط توافرها في الرسول الخاتم بصفة خاصة , وهذه الصفات أو الشروط وإن كانت قدرية أيضا إلا أن بعضها نتيجة كسب من النبي المرسل واجتهاد منه فتنسب إليه، وأقصد بذلك على وجه التحديد المعيار الخلقي، باعتبار أن أخلاق النبي كواحد من البشر نابعة من مشيئته المحضة في الفعل وإرادته وقدرته، وعلى هذا الأساس اقتضت مشيئة الله، وعلى ضوء علمه المسبق اختيار هذا النبي أو ذاك لحمل أمانة الدعوة والتبليغ.

وهذه المعايير هي:-

المعيار النوعي

اللغة

الحرية والحسب والنسب

المعيار الأخلاقي.

المعيار العقلي.

المعيار الشكلي.

السن.

يزيد عليها ما يخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده بوصفة الرسول الخاتم وهي

الاسم والصفة.

الأمية.

المنعة.

ألا يعقب ولدا.

ـ[عبد العزيز عيد]ــــــــ[18 - 01 - 08, 09:41 م]ـ

1 - المعيار النوعي:

ويقصد به أن يكون النبي المقتضى ارساله رجلا لا امرأة، وقد حدد الله سبحانه وتعالى ذلك على وجه قاطع في عديد من الآيات، من ذلك قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) (1)

وقوله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (2)،

وقال تعالى مؤكدا على أنه لا ينبغي للنبي أو الرسول إلا أن يكون رجلا (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) (3) وقال تعالى (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (4) بل وكان المشركون من العرب يفهمون ذلك، فعلى الرغم من تعجبهم بارسال واحد من البشر وليس من الملائكة، إلا أنهم لم يتعجبوا من إرساله رجلا، فقال تعالى (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (5)، ولم يكن قوله تعالى (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) (6) اشارة إلى تعجبهم من إرساله رجلا، ولكن اشارة إلى تعجبهم من اختيار محمد بن عبد الله بالذات دون غيره من الرجال رسولا، وفي ذلك يقول بن كثير في تفسيره لاية الزخرف سالفة الذكر " وذلك أنهم قبحهم الله كانوا يزدرون بالرسول صلوات الله وسلامه عليه بغيا وحسدا وعنادا واستكبارا كقوله تعالى مخبرا عنه (وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً) (7) هذا مع اعترافهم بفضله وشرفه ونسبه وطهارة بيته ومرباه ومنشئه صلى الله عليه وسلم (8)

وقال القرطبي " قال العلماء من شرط الرسول أن يكون رجلا آدميا مدنيا وإنما قالوا آدميا تحرزا من قوله يعوذون برجال من الجن والله أعلم (9) كما قال بن كثير في تفسير قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) (10) " أخبر تعالى أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء وهذا قول جمهور العلماء كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة أن الله تعالى لم يوح إلى امرأة من بنات آدم وحي تشريع "، ثم بقول في ذات الموضع " والذي عليه أهل السنة والجماعة والذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم أنه ليس في النساء نبية، وإنما فيهن صديقات كما قال تعالى مخبرا عن أشرفهن مريم البتول (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) (11) فوصفها في أشرف مقاماتها بالصديقة، فلو كانت نبية لذكر ذلك في مقام التشريف والإعظام فهي صديقة بنص القرآن " (يؤكد ذلك بن تيميه في الجواب الصحيح حيث قال " وقد حكى الإجماع على انه لم يكن في النساء نبية " (12) وروي عن الحسن قوله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير