تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" لم يبعث الله نبيا من أهل البادية قط ولا من النساء ولا من الجن " (13)


(1) يوسف من الآية109 (2) النحل:43 (3) الأنعام:9
(4) الأعراف:63 (5) الزخرف:31
(6) يونس من الآية2 (7) الفرقان:41 (8) تفسير بن كثير جزء 2/ 174
(9) تفسير القرطبي للآية ج9ص274 (10) يوسف من الآية109
(11) المائدة من الآية75 (12) الجواب الصحيح على من بدل دين المسيح ج 2ص 349
(13) تفسير الطبري ج 13 ص 80

2 - اللغة، أن يكون النبي من القوم المرسل إليهم.
ولذلك تجده سبحانه وتعالى يعبر عن النبي المرسل إلى قومه بأنه أخاهم، فيقول عن سيدنا هود عليه السلام على سبيل المثال ومثله سائر الأنبياء (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ) (1) ودائما يجعل سبحانه وتعالى نداء النبي لقومه بـ يا قومي كقوله تعالى (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ) (2)، بما يعنى وجوب أن يكون النبي من القوم المرسل إليهم , كما يقتضي التحدث بلغتهم فذلك قوله تعالى
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) (3) أي ليبين لهم ما أنزل إليهم حتى لا يكون هناك عائقا يحول بينه وبينهم. قال سفيان الثوري كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه،
وبالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال فيه سبحانه وتعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) (4) وقال (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) (5) ولغة الإسلام هي العربية وهى أعظم اللغات والألسنة التي نطق بها البشر حتى قيل أنها أول اللغات , وقيل أنها اللغة التى تكلم بها آدم عليه السلام وأنها لغة أهل الجنة , فعن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي (6)، وقال مقاتل " لسان أهل السماء عربي " وليست عظمتها لأنها لغة القرآن فحسب ولكن لغناها وشمولها وكثر تصاريفها وحلاوة نطقها " لذا كان الشعراء فى الجاهلية هم العلماء وكانوا من أرقى الطبقات عقلا وقد سجلوا بالشعر عاداتهم وأخلاقهم وحروبهم وسلمهم وعقائدهم وفخرهم " (6)، ثم ازدادت اللغة العربية ثقلا وجمالا بعد نزول القرآن، وكان التحدي ببيان القرآن وفصاحته وبلاغته مالم يقوى عربي حتى تاريخه على الإتيان بمثل أية واحدة من آياته، ويفسر بن القيم معنى ذلك بقوله " فلما جعل الله القرآن عربيا ويسره بلسان نبيه صلى الله عليه وسلم كان ذلك فعلا من أفعال الله جعل القرآن به عربيا. يعني هذا بيان لمن أراد الله هداه وليس كما زعموا – يقصد الزنادقة والجهمية – معناه أنزل بلسان العرب (7)
لا يقدح في ذلك ورود بعض الكلمات الخارجة عن لغة العرب في القرآن الكريم مثل " المشكاة وهي الكوة وناشئة الليل أي قام من الليل، وكفلين أي ضعفين، وقسورة أي الأسد فذلك بلسان الحبشة، والغساق أي البارد بلسان الترك، والقسطاس أي الميزان بلغة الروم، والسجيل الحجارة والطين بلسان الفرس، والطور الجبل واليم البحر بالسريانية، والتنور وجه الأرض بالعجمية " إذ حقيقة هذه الكلمات والعبارات أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه" وقد استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الكلمات الغير عربية مثل الهرج في قوله صلى الله عليه وسلم " ثم إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج " (8) والهرج القتل بلسان الحبشة (9)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير