تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمنذ نحو نصف قرن، زعم إسرائيل زانجويل أحد كبار زعماء اليهود: أن "فلسطين وطن بلا سكان، فيجب أن يعطي لشعب بلا وطن" (أي اليهود). وقال: إن واجب اليهود في المستقبل أن يضيقوا الخناق على عرب فلسطين حتى يضطروهم إلى الخروج منها. وعلى أثر فرض الانتداب البريطاني على فلسطين، أعلن زعماء الصهيونية من يهود العالم مثل سوكولوف، ووايزمن، وجابوتنسكي وإيدر، وكيش، وروتنبرغ وغيرهم – أنهم يريدون أن تصبح فلسطين بأجمعها لليهود و"أن تكون فلسطين يهودية كما أن إنجلترا إنجليزية". وقد كان البريطانيون على تفاهم تام مع اليهود على هذا، وقد أرسلوا في ظروف متعددة إلى فلسطين رسلاً من أنصارهم عرضوا على عرب فلسطين الرحيل عن وطنهم مقابل مبالغ من الأموال يدفعها إليهم اليهود!. وفي عام 1934 اتصل رسل من البريطانيين بي شخصياً وبآخرين من الوطنيين الفلسطينيين وعرضوا أن ينقل عرب فلسطين إلى شرق الأردن على أن يعطوا ضعف مساحة الأراضي التي كانوا يملكونها، وأن يقدم اليهود جميع الأموال المطلوبة لتنفيذ ذلك الاقتراح، وكان طبيعياً أن يرفض العرب هذا العرض السخيف. وما انفك زعماء اليهود يعملون متعاونين مع البريطانيين على إيجاد الظروف الملائمة لإجلاء عرب فلسطين عن بلادهم وتسليمها لليهود، وفي مذكرات الدكتور حايم وايزمن المطبوعة منذ ثلاث سنوات ما يفيد أنه اتفق مع الحكومة البريطانية على تسليم فلسطين لليهود خالية من سكانها العرب!

قرار مؤتمر العمال البريطاني يجعل فلسطين دولة يهودية:

وفي شهر مارس 1943م خطب الزعيم اليهودي بن غوريون في تل أبيب قائلاً: "إن الصهيونية قد انتهت من وضع خطتها النهائية وهي أن تصبح فلسطين دولة يهودية، وإن اليهود لا يستغنون عن أي قسم من فلسطين، حتى قمم الجبال وأعماق البحار". وفي ديسمبر 1944 عقدت اللجنة التنفيذية العامة لحزب العمال البريطاني مؤتمراً كان من أعظم المؤتمرات وأخطرها في تاريخ هذا الحزب، وبعد بحث قضية فلسطين اتخذ المؤتمر قراراً بالإجماع "بتحويل فلسطين إلى دولة يهودية، وإخراج سكانها العرب منها إلى الأقطار المجاورة، وقد اشترك ممثلو الحزب في الحكومة الائتلافية القائمة بالحكم حينذاك (مثل إتلي وبيقن ودالتون وموريسوان وبيقان وجونز) في مؤتمر الحزب ووافقوا على قراره بشأن فلسطين كما اشترك في المؤتمر هارولد لاسكي أحد كبار رجال العمال، وهو يهودي، وكان له أثر كبير في توجيه المؤتمر. ولم تعترض الحكومة البريطانية على ذلك القرار، وهو ما يؤكد اتفاق جميع الأحزاب البريطانية على ذلك المبدأ الأثيم. ورحبت الصحافتان البريطانية والأمريكية بقرار المؤتمر واعتبرتاه خير حل لقضية فلسطين!.

مطامع اليهود في البلاد العربية:

هذا ولم تعد المطامع اليهودية الخطيرة في البلاد العربية المجاورة لفلسطين خافية، فإن زعماء اليهود المسؤولين جاهروا ويجاهرون بأن فلسطين لا تكفيهم، وأنها ليست إلا "مركز وثوب" لتحقيق أهداف الصهيونية كلها، وهي الاستيلاء على بقية فلسطين والأردن وسورية ولبنان والعراق، وسيناء والدلتا من الأراضي المصرية، ومناطق خيبر وبني قريظة وبني النضير وغيرها من الأراضي الحجازية المجاورة للمدينة المنورة بما فيها قسم كبير من المدينة المنورة نفسها! بحجة أنها كانت مواطنهم في القرون الماضية، وقدموا طلباً باستعمارها إلى الملك عبد العزيز آل سعود مقابل عشرين مليون جنيه ذهباً، بواسطة الرئيس روزفلت عندما قابله في فندق الفيوم القائم على بحيرة قارون بمصر عام 1945 وبوسائط أخرى أيضاً، ولكن الملك عبد العزيز – رحمه الله – رفض ذلك بكل شدة وإباء ولا يحاول اليهود إخفاء مطامعهم بل يتحدون الأمة العربية كلها بوقاحة واستخفاف، فهم ينقشون على واجهة مجلس نوابهم العبارة الآتية: "من النيل إلى الفرات". ولا يتسع المجال الآن لتفصيل المطامع اليهودية الخطيرة في الأراضي المصرية ولا سيما في سيناء التي يعتبرونها مقدسة كفلسطين، وفي الدلتا والبحر الأحمر، وسائر البلاد العربية فإن ذلك يحتاج إلى رسالة خاصة. ذكرت لكم مطامع اليهود في صدد الإجابة على سؤالكم للتدليل على أن قضية الصهيونية ليست قضية عادية، بل هي قضية من الخطورة بمكان عظيم جداً، ولا ينحصر شرها بفلسطين بل يعم سائر البلاد العربية، ولا يقتصر ضررها على ناحية الاحتلال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير