تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لم يكن الشيخ محباً للعلم، والاستزادة منه، ليملأ به عقله وذهنه فحسب، ومن ثم يتغنى بأمجاد العلم ويتعالى به على الناس، بل كان العلم هو وسيلته إلى الدعوة إلى الله عز وجل، وإصلاح المجتمع، وتربية العلماء الراسخين، الذين يقودون حركة الإصلاح والنهوض بمجتمعهم، لذلك رأيناه يسلك طريق الدعوة والتعليم، وهو بعد ما يزال صغيراً طالب علم، فملأ وقته مابين طلب للعلم ومابين التعليم والوعظ والإرشاد، وأصبح له طلاب يقصدونه، ليقرؤا عليه بعض الكتب في مختلف العلوم بعد أن عاينوا تمكنه وحسن أسلوبه وشرحه.

ولما قامت النهضة العلمية الدعوية في دمشق، على يد العالم الداعية الشيخ علي الدقر ( http://sadazaid.com/zaid/modules.*******.article&sid=74) رحمه الله تعالى كان الشيخ حسن أحد أركانها، وقدم لها كل إمكاناته وكان مديراً لإحدى المدارس التي أنشأها بالتعاون مع الجمعية الغراء جمعية ا ( http://sadazaid.com/zaid/modules.*******.le&sid=74) لشيخ علي الدقر ( http://sadazaid.com/zaid/modules.*******.ticle&sid=74)، وهي مدرسة (وقاية الأبناء) وشهدت المدرسة في عهد إدارته نجاحاً باهراً، وتخرج منها طلاب علم غدوا فيما بعد من أكابر علماء الشام، وفي هذه الأثناء لم ينقطع الشيخ حسن عن التعليم والدعوة في جامع منجك مقرِّ دعوته الرئيسي، حيث كان الطلاب يتوافدون عليه صباحاً ومساءً، ويتنقلون من علم إلى علم وفق منهج جادٍ صارمٍ، لتبنى شخصياتهم العلمية بناءً قوياً راسخاً، وكانت فكرة إنشاء معهد شرعي له نظامه المتكامل، وصفوف متدرجة، فكرة قد شغلت ذهن الشيخ وصمم على تنفيذها مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه، وتم له ما أراد حين قام (معهد التوجيه الإسلامي) بإشراف الشيخ حسن وبمعونة طلابه المتقدمين، الذين تعب على تدريسهم وتعليمهم، ليكونوا من خيرة الأساتذة بل والعلماء ولقد تخرج من هذا المعهد، العدد الكبير من طلاب العلم، من سوريا ولبنان والأردن وتركيا وبعض البلاد الإفريقية، والذين أصبح الكثير منهم علماء البلاد ومراجع الناس في العلم والفتوى.

ولم يعتن الشيخ كثيراً بالتأليف، لأنه كان منصرفاً إلى تربية الرجال المؤمنين الصادقين وتخريج العلماء المتمكنين، وطلابه اليوم والحمد لله هم في مقدمة علماء سوريا، أمثال أخيه العالم الفقيه واللغوي الأديب، والخطيب الحكيم، الشيخ صادق حبنكة حفظه الله وبارك في حياته، والشيخ حسين خطاب رحمه الله تعالى شيخ قراء الشام العالم العامل، والداعية المؤثر، وخلفه الشيخ محمد كريم راجح شيخ قراء الشام حالياً الخطيب المفوه، والأديب الشاعر والفقيه الحاذق، والشيخ الدكتور مصطفى الخن الفقيه الأصولي، الأديب والمدرس في كليات الشريعة في دمشق وفي المملكة العربية السعودية، والشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي العالم المفكر الفقيه الأصولي والداعية المشهور، ونجل الشيخ الأكبر الشيخ عبد الرحمن حبنكة رحمه الله تعالى العالم المطلع، والمصنف المكثر الأستاذ في كلية الشريعة في جامعة أم القرى في مكة المكرمة.

4ًـ أسلوبه في التعليم:

كان الشيخ حريصاً على أن يُخرِّج علماء، يتقنون ما تعلموه ليستطيعوا بذله للناس بكل ثقة وأمانة فكان مع الطلاب المبتدئين، كثير الشرح والبيان لمسائل العلم الذي يتلقونه، يعطيهم مفاتيح العلوم ويحثهم على الرجوع إلى الكتب لفهم عباراتها، وحفظ مسائلها، وأما الطلاب المتقدمون، فكان يدربهم على استخراج المسائل من مظانها، وتحليل القضايا إلى عناصرها، تحليلاً عقلياً منطقياً ويمرنهم على المناظرة والمحاورة، لتكون لكل منهم شخصيته العلمية المستقلة، التي تعتمد على قدراتها وتثق بإمكاناتها.

5ًـ مشاركاته العلمية:

كانت للشيخ مكانته العلمية والدينية المتميزة، ولذلك لما تأسست جمعية لعلماء سوريا باسم (رابطة العلماء) كان الشيخ أحد أعضائها البارزين، فكان الشيخ أبو الخير الميداني رئيساً لها والشيخ حسن حبنكة أميناً عاماً لها، وقد قامت هذه الرابطة بدور توجيهي بالغ الأثر في الحياة العامة للبلاد.

وشارك الشيخ أيضاً في رابطة العالم الإسلامي، واختير عضواً فيها عن سوريا خلفاً للشيخ مكي الكتاني رحمه الله تعالى، وكان يحضر اجتماعاتها السنوية في مكة المكرمة مشاركاً بعلمه ورأيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير