تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لطيف " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " مجلد لطيف.

ذكر نبذة من مفرداته وغرائبه:

اختار ارتفاع الحدث بالمياه المتعصرة، كماء الورد ونحوه، واختار جواز المسح على النعلين، والقدمين، وكل ما يحتاج في نزعه من الرجل إلى معالجة باليد أو بالرجل الأخر فإنه يجوز عنده المسح عليه مع القدمين.

واختار أن المسح على الخفين لا يتوقف مع الحاجة، كالمسافر علي البريد ونحوه، وفعل ذلك في ذهابه إلى الديار المصرية على خيل البريد و يتوقف مع إمكان النزع وتيسره.

واختار جواز المسح على اللفائف ونحوها.

واختار جواز التيمم لخشية فوات الوقت في حقه غير المعذور، كمن أخر الصلاة عمداً حتى تضايق وقتها. وكذا من خشي فوات الجمعة و العيدين وهو محدث. فأما من استيقظ أو ذكر في أخر وقت الصلاة: فإنه يتطهر بالماء ويصلي، لأن الوقت متسع في حقه

واختار أن المرأة إذا لم يمكنها الاغتسال في البيت، أو شق عليها النزول إلى الحمام وتكرره: أنها تيمم وتصلي.

واختار أن لا حد لأقل الحيض ولا لأكثره، ولا لأقل الطهر بين الحيضتين، ولا لسن الإياس من الحيض وأن ذلك راجع إلى ما تعرفه كل امرأة من نفسها.

واحتار أن تارك الصلاة عمداً: لا يجب عليه القضاء و لا يشرع له. بل يكثر من النوافل. وأن القصر يجوز في قصير السفر وطويله، وأن سجود التلاوة لا يشترط له طهارة

ذكر وفاته

مكث الشيخ في القلعة من شعبان سنة ست وعشرين إلى ذي القعدة سنة ثمان وعشرين، ثم مرض بضعه وعشرين يوماً، ولم يعلم أكثر الناس بمرضه ولم يفجأهم إلا موته.

وكانت وفاته في سحر ليلة الاثنين عشري ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.

وذكره مؤذن القلعة على منارة الجامع، وتكلم به الحرس على الأبراج، فتسامع الناس بذلك، وبعضهم أعلم به في منامه، وأصبح الناس، واجتمعوا حول القلعة حتى أهل الغوطة والمرج، ولم يطبخ أهل الأسواق شيئاً، ولا فتحوا كثيراً من الدكاكين التي من شأنها أن تفتح أول النهار. وفتح باب القلعة.

وكان نائب السلطنة غائباً عن البلد، فجاء الصاحب إلى نائب القلعة، فعزاه به وجلس عنده، واجتمع عند الشيخ في القلعة خلف كثير من أصحابه، يبكون ويثنون، وأخبرهم أخوه زين الدين عبد الرحمن: أنه ختم هو والشيخ منذ دخلا القلعة ثمانين ختمه، و شرعا في الحادية والثمانين، فانتهيا إلى قوله تعالى. إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. . ()

فشرع حينئذ الشيخان الصالحان: عبد الله بن المحب الصالحي، والزرعي الضرير - وكان الشيخ يحب قراءتهما - فابتدأ من سورة الرحمن حتى ختما القرآن. وخرج الرجال ودخل النساء من أقارب الشيخ، فشاهدوه ثم خرجوا، واقتصروا على من يغسله، و يساعد على تغسليه، وكانوا جماعة من أكابر الصالحين وأهل العلم، كالمزي وغيره، لم يفرغ من غسله حتى امتلأت القلعة بالرجال وما حولها إلى الجامع، فصلى عليه بدركات القلعة: الزاهد القدوة محمد بن تمام. وضج الناس حينئذ بالبكاء و الثناء، و بالدعاء و الترحم.

وأخرج الشيخ إلى جامع دمشق في الساعة الرابعة أو نحوها. وكان قد امتلأ الجامع و صحنه، و الكلاسة، و باب البريد، وباب الساعات إلى الميادين و الفوارة. وكان الجمع أعظم من جمع الجمعة، ووضع الشيخ في موضع الجنائز، مما يلي المقصورة، و الجند يحفظون الجنازة من الزحام، وجلس الناس على غير صفوف، بل مرصوصين، لا يتمكن أحد من الجلوس و السجود إلا بكلفة. وكثر الناس كثرة لا توصف.

فلما أذن المؤذن الظهر أقيمت الصلاة على السدة، بخلاف العادة، وصلوا الظهر، ثم صلوا على الشيخ. وكان الإمام نائب الحطابة علاء الدين ابن الخراط لغيبة القزويني بالديار المصرية، ثم ساروا به، والناس في بكاء و دعاء و ثناء و تهليل وتأسف، و النساء فوق الأسطحة من هناك إلى المقبرة يدعين و يبكين أيضاً. وكان يوما مشهوداً، لم يعهد بدمشق مثله، ولم يتخلف من أهل البلد وحواضره إلا القليل من الضعفاء والمخدرات ()، وصرخ صارخ: هكذا تكون جنائز أئمة أهل السنة، فبكى الناس بكاء كثيراً عند ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير