تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى أن قلت: " إلى أمثال هذه الأحاديث الصحاح التي يخبر فيها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بما يخبر به. فإن الفرقة الناجية أهل السنة و الجماعة يؤمنون بذلك، كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه، من تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل هم الوسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم، فهم وسط في باب صفات الله بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل المشبهة "

ولما رأى هذا الحاكم العدل تمالؤهم وتعصبهم. ورأى قلة المعاون منهم و الغاصر، وخافهم قال: أنت قد صنفت اعتقاد الإمام أحمد. فنقول: هذا اعتقاد أحمد؟

يعنى والرجل يصنف على مذهبه فلا يعترض عليه. فإن هذا مذهب متبوع.

وغرضه بذلك: قطع مخاصمة الخصوم

فقلت: ما جمعت إلا عقدة السلف الصالح جميعهم، ليس للإمام أحمد اختصاص بهذا، و الإمام أحمد إنما هو مبلغ العلم الذي جاء به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ولو قال أحمد من تلقاء نفسه ما لم يجئ به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم نقبله. و هذه عقيدة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

وقلت مرات: قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث سنين. فإن جاء بحرف واحد عن القرون الثلاثة التي أثنى عليها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، حيث قال: " خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " يخالف ما ذكرته فأنا أرجع عن ذلك. وعلى أن آتى بنقول جميع الطوائف من القرون الثلاثة توافق ما ذكرته: من الخفية، و المالكية، و الشافعية، و الحنبلية، والأشعرية والصوفية، وأهل الحديث، وغيرهم.

وقلت أيضاً، في غير هذا المجلس: الإمام أحمد، 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، لما انتهى إليه من السنة و نصوص رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكثر مما انتهى إلى غيره، وابتلى بالمحنة و الرد على أهل البدع أكثر من غيره كان كلامه وعمله في هذا الباب أكثر من غيره. فصار إماماً في السنة أظهر من غيره. وإلا فالأمر كما قاله بعض شيوخ المغاربة العلماء الصلحاء، قال: المذهب لمالك و الشافعي، و الظهور لأحمد بن حنبل.

يعنى أن الذي كان عليه أحمد عليه جميع أئمة الإسلام، وإن كان لبعضهم من زيادة العلم و البيان، وإظهار الحق، و دفع الباطل ما ليس لبعض.

ولما جاء حديث أبي سعيد المتفق عليه في الصحيحين عن النبي ?: " يقول لله يوم القيامة: يا آدم فيقول: لبيك، و سعديك. فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تبعث بعثاً إلى النار …" الحديث.

سألهم الأمير: هل هذا الحديث صحيح؟

فقلت: نعم، هو في الصحيحين. ولم يخالفوا في ذلك. واحتاج المنازع إلى الإقرار به.

وطلب الأمير الكلام في مسألة الحرف و الصوت. لأن ذلك طلب منه ز

فقلت: هذا الذي يحكيه كثير من الناس عن الإمام أحمد وأصحابه: أن صوت القارئين ومداد المصاحف: قديم أزلي - كذب مفترى. لم يقل ذلك أحمد، ولا أحد من علماء المسلمين.

وأخرجت كراساً كان قد أحضر مع العقيدة، وفيه ما ذكره الشيخ أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن الإمام أحمد. و ما جمعه صاحبه أبو بكر المروزي من كلام أحمد، وكلام أئمة زمانه في: " أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق. فهو جهمي. ومن قال: غير مخلوق. فهو مبتدع "

قلت: فكيف بمن يقول لفظي قديم؟ فكيف بمن يقول: صوتي غير مخلوق؟ فكيف بمن يقول: صوتي قديم؟

وأحضرت جواب مسألة كنت سئلت قديماً عنها. فيمن حلف بالطلاق في مسألة الحرف و الصوت، ومسألة الظاهر في العرش، وقلت: هذا جوابى.

وكانت هذه المسألة قد أرسل بها طائفة من المعاندين المتجهمة، ممن كان بعضهم حاضراً في المجلس فلما وصل إليهم الجواب أسكتهم.

وكانوا قد ظنوا أبى إن أجبت بما في ظنهم أن أهل السنة تقوله، حصل مقصودهم من الشناعة، وإن أجبت بما يقولونه هم. حصل مقصودهم من الموافقة.

فلما أجيبوا بالفرقان الذي عليه أهل السنة، وليس هو ما يقولونه هم، ولا ما ينقلونه عن أهل السنة، إذ يقوله بعض الجهال؛ بهتوا لذلك.

وفيه: " إن القرآن كلام الله حروفه و معانيه، ليس القرآن اسماً لمجرد الحروف، ولا لمجرد المعاني ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير