كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عتاب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يقنط منه قد ترك نفسه من ثلاث الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث لا يذم أحداً، ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا. لا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق، ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ.
* وصف عمرو بن العاص:
عن ابن شُمَاسَةَ المهَرِيِّ قال حضرنا عمرو ابن العاص فذكر لنا حديثاً طويلاً فيه: "وما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيقُ أن أملأ عيني منهُ إجلالاً له، ولو سئلتُ أن أصفه ما أطقت،
وصف الإمام العلامة الكمال بن الهمام الحنفى
ت 861
* يقول: نشهد أن محمدا رسول الله أرسله إلى الخلق أجمعين خاتماللنبيين وناسخا لما قبله من الشرائع لأنه ادعى النبوة وأظهر المعجزة، أما دعواهالنبوة فقطعى لا يحتمل التشكيك وأما اظهاره للمعجزة فلأنه أتى بأمور خارقة للعادةمقرونا بدعوى النبوة بمعنى جعلها بيانا لصدقه فيما يدعيه عن الله تعالى.
ووجه دلالة المعجزة أنها لما كانت مما يعجز عنه الخلق لم تكن إلافعلا لله سبحانه، فإذا جعلها النبى بينه على صدقه فيما ينقله عن الله–وهو معنى التحدى–فأوجده الله، كان ذلك تصديقا له من اللهتعالى.
- والذى أظهرهالله تعالى لنبيه ثلاثة أمور:
1 - أعظمها القرآن.
2 - حاله فى نفسه التى استمر عليها علما أنه لم يصحب معلما أدبه ولاحكيما هذبه.
3 - ما ظهر على يديه من خوارق العادات.
- وقد كان صلىالله عليه وسلم: من رآه طالبا للحق لم يحتج عند مشاهدة وجهه الكريم دليلا آخر علىصدقه لظهور شهادة طلعته المباركة بصدق لهجته وصفاء سريرته كما قال من قدمعليه:
فما هو إلا أن رأيت وجهه علمت أنه ليس بوجه كذب.
قال الكمال رحمه الله: إذا لحظت لحاظك منه وجها ونازلت الهوى بعضالنزال.
شهدت الصدق والإخلاص طرا ومجموع الفضائل فى مثال
وشمائله الكريمة تستدعى مجلدات مع العلم أنه نشأ بين قوم لا يعلمونعلما ولا أدبا يرون الفخر ويتهالكون عليه ويرون الإعجاب ويتغالون فيه، معبوداتهمخظوظ النفس لم يؤثر عنه أنه خرج عنهم إلى حبر من أهل الكتاب تردد إليه، ولا حكيمعول عليه، بل استمر بين أظهر قريش إلى أن ظهر بمظهر علم واسع وحكمة بالغة مع بقائهعلى أميته لا يقرأ ولا يكتب، وأخبر عن مغيبات ماضية وأمم خالية لا يطلع عليها إلامن مارس الكتب وباشر التعلم، وأخبر عن أمور مستقبليه، وإذ ثبتت نبوته صلى اللهعليه وسلم ثبتت نبوة سائر الأنبياء لثبوت ما أخبر به صلى الله عليهوسلم.
وصف الإمام الكبير العز بن عبد السلام فى قول الله تعالى:
" ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض " " تلك الرسل فضلنا بعضهم علىبعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات "
" وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضلالله عليك عظيما "
يقول: وقد فضل الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم من وجوه:
1 - أنه ساد الكل حيث قال: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر "
2 - أنه بيده لواء الحمد يوم القيامة.
3 - آدم فمن دونه تحت لوائه يوم القيامة.
4 - أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهذا خاص به.
5 - أنه أول شافع وأول مشفع.
6 - إدخار دعوته.
7 - أن الله أقسم بحياته فى القرآن.
8 - أن الله وقره فى ندائه فناداه بأحب الأسماء إليه.
9 - معجزة كل نبى انتهت وانقضت ومعجزته باقية.
10 - أعطى الوسيلة.
11 - أعطى الكوثر.
12 - كتابه مشتمل على كل الكتب السابقة.
13 - عصمة أمته أن تجتمع على ضلالة.
¥