ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:59 ص]ـ
مسألة قتال الفئة الباغية معلوم فيها حديث عمار رضي الله عنه وليس هو موطن الكلام هنا، إنما الكلام على قول ابن عمر رضي الله عنه، فما أعرفه أنه رضي الله عنه وعن أبيه قال قوله هذا في فتنة أيام الحجاج وليس في صفين، وقوله لا علاقة له بصفين نفيا ولا إثباتا، فهل هذا هو الصحيح بارك الله فيك أم أني أخطأت؟ وأحسب أن يكون في كلامك إن نقلته القول الصحيح في المسألة محفوفا بالفوائد كعادتك سلمك الله.
لأخينا الفاضل صلاح الدين كلام حول معنى قول ابن عمر رضي الله عنه يستحسن الرجوع إليه
موقف عبد الله بن عمر من البيعة لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم
الذهبي في سير الأعلام (3/ 231):
حبيب بن أبي ثابت: عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال:
ما آسى على شئ إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية.
هكذا رواه الثوري عنه، وقد تقدم نحوه مفسرا.
وأما عبد العزيز بن سياه، فرواه عنه ثقتان، عن حبيب بن أبي ثابت، أن ابن عمر قال:
ما آسى على شئ فاتني إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية. فهذا منقطع.
وقال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه: قال ابن عمر حين احتضر: ما أجد في نفسي شيئا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب.
وروى أبو أحمد الزبيري، حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن أبي العنبس، عن أبي بكر بن أبي الجهم، عن ابن عمر، فذكر نحوه.
* الإستيعاب لابن عبد البر (3/ 83 ـ ت1630):
ترجمة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
وكان رضي الله عنه من أهل الورع والعلم، وكان كثير الإتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. شديد التحري والإحتياط والتوقي في فتواه، وكل ما يأخذ به نفسه وكان لا يتخلف عن السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان بعد موته مولعاً بالحج قبل الفتنة وفي الفتنة إلى أن مات، ..... وكان رضي الله عنه لورعه قد أُشْكِلَت عليه حروب عليّ رضي الله عنه، وَقَعَدَ عنه، وندم على ذلك حين حضرته الوفاة .....
وذكر عمر بن شبة، قال: حدثنا عمر بن قسيط حدثنا أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران عن ابن عمر أنه دخل عليه رجل فسأله عن تلك المشاهد فقال:
كففت يدي، فلم أقدم، والمقاتل على الحق أفضل.
وحدّثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن الورد حدثنا يوسف بن يزيد حدثنا أسد بن موسى حدثنا أسباط بن محمد عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب ابن أبي ثابت قال: قال ابن عمر: ما أجدني آسي على شيء فاتني من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي.
وذكر أبو زيد عمر بن شبة قال: حدثنا أبو القاسم الفضل بن دكين وأبو أحمد الزبيري قالا: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه عن ابن عمر أنه قال حين حضرته الوفاة:
ما أجِد في نفسي من أمْرِ الدّنيا شيئاً، إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب.
وقال: حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الجبار بن العباس عن أبي العنبس عن أبي بكر بن أبي الجهم قال: سمعت ابن عمر يقول:
ما آسىَ على شيء إلا ترْكي قتالَ الفئة الباغية مع عليّ.
قلت (صلاح الدين):
نَدِمَ ابن عمر رضي الله وأَسِفَ لتخلفه عن القتال مع عليّ، ولو كان تخلف عن البيعة ـ كما زعم بعضهم ـ لكان الندم والأسف أولى وأظهر.
* الذهبي في سير الأعلام (3/ 224):
ليث بن أبي سليم: عن نافعٍ، قال: لَمَّا قُتِلَ عثمان، جاء عليٌّ إلى ابن عمر، فقال: إنك محبوب إلى الناس، فَسِرْ إلى الشام، فقال: بقرابتي وصحبتي والرحم التي بيننا. قال: فلم يعاوده.
* ابن عُيَيْنة: عن عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: بعث إليَّ عليٌّ، فقال: يا أبا عبدالرحمن! إنك رجل مطاع في أهل الشام، فَسِرْ فقد أمَّرتُك عليهم. فقلتُ: أُذَكِّرك الله، وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتي إياه، إلا ما أعفيتني، فأبى عليّ. فاستعنت عليه بحفصة، فأبى. فخرجتُ ليلا إلى مكة، فقيل له: إنه قد خرج إلى الشام. فبعث في أثري، فجعل الرجلُ يأتي المربد، فيخطم بعيره بعمامته ليدركني. قال: فأرسلت حفصةُ: إنه لم يخرج إلى الشام، إنما خرج إلى مكة. فسكن.
¥