تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكانت برزت في القرن الماضي نظرية اصطلح عليها بـ (الأصول الثنائية للغات السامية) وكان من القائلين بها الأب مرمرجي الدومنكي، حتى إنه ألف - في سبيل إثباتها، واستعراض بعض شواهدها – كتابه (المعجمية العربية على ضوء الثنائية والألسنية السامية) ويبدو أنه استقاها من ابن فارس في معجمه (مقاييس اللغة) ومهما وصفت بالمبالغات، فإن المقارنات السامية قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة ألفاظا مشتركة بين اللغات السامية، يغلب عليها أن تكون ثنائية تتكون من حرفين، بل إنه يوجد ألفاظ أحادية لا تزيد على حرف واحد، ولكن الغالب عليها – وليست العربية استثناء من ذلك – أن تكون ثلاثية، وإن كان العلماء القدامى يرون أن الثلاثي أقل أصول الاسم [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)، وأما تلك الألفاظ فتتمثل في:

1 - أعضاء جسم الإنسان: يد – عين – راس – كف – (أف: أنف) – دم – رجل – سن.

2 - أفراد الأسرة: أب – أم – أخ – خال – عم.

3 - ظواهر كونية: ماء – سماء - شمس- يم – ليل – بر.

4 - وظائف: رب – بعل – ملك – (إيل: إله).

5 - أسماء أيام الأسبوع.

6 - أسماء العدد.

7 - أسماء حيوانات: شاء – كلب – جمل – ثور – ذئب.

8 - أسماء أطعمة وأشربة: لبن – لحم.

9 - الضمائر بنوعيها المتصلة والمنفصلة.

وغيرها مما يصطلح عليها اللغويون بـ (الحقول الدلالية)، مما لا يمكن معه احتمال الصدفة، أو الاتفاق، وإنما يؤكد كل ما سبق ويقطع بالأصل الواحد، وإنما أصابها - في حال الاختلاف - تطور لغوي معين: صوتي كالإبدال، وتخفيف الهمز، أو صرفي كإدغام النون، أو نحوي، دلالي. فإن (حكيم – أنثى – حصان – أنف) في العربية يقابلها في العبرية مثلا (حاخام – إشا – سوس – أف) والسياسة التي نعرفها اليوم، هي متطورة من سياسة الخيل، والحصان في العبرية (سوس) وهكذا سائر اللغات السامية.

الاعتراض الرابع: الموطن الأول للساميين

أظنك تسلم معي أن قوم نوح كانوا سكان الجزيرة، وعلى هذا فطوفان نوح عليه السلام - كما يحكي القرآن

{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} الصافات77 - أغرق أحد شيئين:

1 - الأرض كلها، وهذا احتمال.

2 - الجزيرة فقط، وهو الاحتمال الأقوى، والجزيرة قديما يعني اليمن والخليج.

وإذا كنتم تظنون أن عهد نوح عليه السلام قريب، فإليكم هذه المعلومة:

وجدت - في اليمن - مومياوات يعود تاريخها - كما يقول المتخصصون - إلى ثلاثمئة ألف سنة، وهذا معناه أن أقدم سلالة بشرية على الإطلاق - إنما ظهرت في اليمن

فاليمن ليست فقط أصل العرب، بل هي أصل البشرية جمعاء

وإليكم هذه النكتة: فبعد أن نشر التقرير الخاص بالمومياوات اليمنية، جن جنون اليهود، وكان من حسن حظهم أنه نشر بالألمانية التي لا يعرفها من غير الألمان إلا قليل. ولو أنه نشر بالإنجليزية لكانت القاضية. ومع ذلك فقد تمكنوا من الضغط على البعثة الأثرية، حتى بادرت للاعتذار في عدد تال خاص من تلك المجلة، بعوى أنه خطأ مطبعي، وتم مصادرة العدد الذي نشرت فيه المعلومة؛ ولم يعد له وجود فانقرض حتى من المكتبات العامة والخاصة. والحقيقة أنه لم يكن خطأ مطبعيا فقد كتب بالحروف لا الأرقام .. وهذه المعلومة من السرية بحيث لا يستطيع أحد إثباتها، ومعهم كل الحق الجماعة لم يجدوا لهم تاريخا قبل ألفين إلى ثلاثة آلاف سنة، وأنت تقول لي ثلاثمئة ألف. خلونا على الثلاثين نعمة ورضا

ومن المؤكد أن قوم نوح من اليمن؛ بأدلة، منها: أسماء آلهتهم؛ فإن (نسر - ود) وردا اسما لصنم في مئات النقوش السامية اليمنية وغيرها. و (يعوق – يغوث) جاءا على وزن الفعل المضارع، وكل لغوي يعرف أن هذا الوزن خاص باليمنية القديمة، لا يوجد في غيرها. وإن وجد فبتأثير يمني، كما هي مدينة (تنوخ) في سوريا التي يرجع إليها أبوالعلاء المعري. وأما. واليمن كانت - على مدى التاريخ - منطقة طرد لا منطقة جذب. وذلك لأن الأمطار فيها شحيحة، وإن هطلت فموسمية، وليس فيها أنهار كمصر والشام والعراق. خاصة أنها كزمزم لا تنضب، فقد قال رسول الله صل1 "النيل والفرات ينبعان من الجنة" أما اليمن فقد كانت منطقة جفاف وقحط وجدب؛ ولذلك فقد اخترع اليمنيون السدود؛ فالسد اختراع يمني مسجل، أما في سائر بلاد العرب، فلم يكن لها حاجة، وبسبب هذا القحط والجدب، كانت الهجرات من اليمن إلى العراق ومصر وسوريا وفلسطين - وحتى إفريقيا السوداء - طلبا للكلأ والمرعى، فمن هنا الأصل اللغوي الواحد.

فاستقرت هناك حضارات يعود أصلها جميعا إلى اليمن، ولغاتها جميعا إنما هي لهجات من اللغة الأم التي كان يتكلمها قوم نوح، ولك أن تسميها ما شئت

فإن كان لك اعتراض على (السامية) فقد سبقك كثيرون: فالباحثون الذين يرفضون التسمية فقط لهم مصطلحات بديلة، منها: (الجزرية) نسبة إلى الجزيرة، و (العروبية) و (العاربة) لكن الأصل الواحد متفق عليه

ولم ينكره أحد، أما الخلاف في التسمية فوارد، ولذا قال علماؤنا قديما "لا مشاحة في الاصطلاح"

[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) الأساس في فقه اللغة العربية وأرومتها: 33

[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref2) المدخل إلى علم اللغة، د. رمضان عبدالتواب: 109

[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref3) في كتابه (معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية)

[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref4) أصوات اللغة العربية، دراسة مقارنة باللغات السامية د. رمضان عبدالتواب

[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref5) اللغات السامية لنولدكه: 11

[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref6) ينظر مثلا المقتضب للمبرد 3/ 320

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير