وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[29 Sep 2010, 06:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة العنكبوت
إن دعوة التوحيد هي رسالة الله تعالى لجميع البشر.
فالكل مدعو للإيمان بالله الها واحدا لا شريك له.
والإيمان باليوم الأخر والملائكة وكتب الله و رسله وبالقدر خيره وشره.
وبهذا الإيمان يولد الإنسان من جديد , حيث تمحي السيئاتويبدأ صفحة جديدة بالأعمال الصالحة.
يسعد بها في الدنيا والأخرة.
وقد يواجه المؤمن بعض الصعاب ممن حوله.
ولكن عليه بالثبات على التوحيد ولا يطع من يدعونه للشرك ولو كانوا والديه , فإن الله تعالى سيجعل له فرجا
ويلحق بطلب الإشراك بالله, سائر المعاصي, فلا طاعة لمخلوق كائنًا من كان في معصية الله سبحانه, كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن كنت بارا بوالديك حتى لو كانوا مشركين؟ .. ثم سلكت سبيل المؤمنين
بالإيمان والعمل الصالح .. فقد أكد الله تعالى .. ليدخلنك في الصالحين
في الدنيا والأخرة.
ونستمع خاشعين لآيات الله تعالى
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)
وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9)
******
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)
ومن الناس من يقول: آمنا بالله, فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم, كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذيَّة فيرتدَّ عن إيمانه, ولئن جاء نصر من الله تعالى لأهل الإيمان به ليقولَنَّ هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إنَّا كنا معكم , أوليس الله بأعلم بما في صدور جميع خلقه؟
*****
إن عقيدة التوحيد تؤثر في حياة الإنسان
تأثيرا يشمل الحياة كلها وهي الحصن الذي يحمي الإنسان
بينما يكون الخسران لمن تحصن بالشرك ,
1 - فالمؤمن واسع الأفق لأنه يؤمن بالله خالق السموات والأرض
رب العالمين , فهو لا يستغرب شيئا بعد هذا الإيمان.
2 - والمؤمن عزيز النفس فهو يعلم أنه لا ضار ولا نافع إلا هو سبحانه,
بينما المشرك والملحد والكافر يطأطئ رأسه لمخلوق مثله.
3 - والمؤمن مع عزة نفسه متواضع لأنه يعلم أن الكبرياء لله تعالى وحده ,
بينما ترى المشرك متكبر بغير الحق.
4 - والمؤمن حريص على تزكية نفسه بالصالحات لأنه يعلم أن الإيمان
ليس بالتمني ولكن بالعمل الصالح , فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
بينما الكافر والمشرك يمني نفسه بالأماني الكاذبة.
5 - والمؤمن لا يتسرب الى قلبه اليأس فهو يعلم أن الله له ملك السموات والأرض , فهو يبذل الجهد متوكلا على الله الواحد الذي بيده خزائن السموات والأرض.
بينما المشرك والملحد سرعان مايتسرب اليأس إلي قلبه
فتتحطم نفسيته وقد يقدم على الإنتحار.
6 - والمؤمن ثابت العزم قوي الإرادة ليقينه بأنه يعتمد على مالك الملك.
وليس للمشرك هذا اليقين.
7 - والمؤمن لا يلوس نفسه بالطمع والدناءة وقبيح الأعمال ,
لأنه يعلم أن الأمر كله لله يرزق من يشاء بغير حساب.
بينما المشرك والكافر لا يعبئ من أي شئ يحصل على المال.
8 - والمؤمن يسير حياته وفق شريعة الله التي تحدد له الحلال والحرام
فهو أمن في الدنيا والأخرة بإذن الله تعالى.
بينما المشرك منفلت لشهواته ورغباته لا يخاف إلا من الشرطي.
وبهذه المقارنة السريعة نلاحظ قيمة التوحيد في حياة الإنسان
وأن المشرك يتحصن بخيوط العنكبوت
¥