قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ -102
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ -103
فإذا تحققت كل هذه الكمالات الإيمانية
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ -104
وخذ مثالا على عكس هذه الصورة
قالى تعالى قبلها في نفس سورة ال عمران
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ -98
ولما بلغوا مبلغا كبيرا في هذا الكفر , قال تعالى:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ -99
هل أدركنا مدى أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
*****
وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ -18
لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك احتقارا منك لهم واستكبارا عليهم ولكن ألن جانبك وابسط وجهك إليهم كما جاء في الحديث " ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ
إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ -19
وهكذا ندرك أن عقيدة التوحيد في القرآن العظيم مرتبطة إرتباطا وثيقا بالسلوك والأخلاق
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا، وقال: (إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا).
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3759
خلاصة الدرجة: [صحيح]
*****
وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[07 Oct 2010, 11:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة الأحزاب
الإستعداد للقاء الله تعالى بكثرة الذكر والتسبيح
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ
تحت هذا العنوان نبدأ لقاء اليوم
رأينا في القاءات السابقة آيات الله المبهرة في الأنفس والأفاق تملئ كيان المؤمن
بحيث يرى قدرة الله تعالى في كل شئ
يرى قدرة الله في بصره الذي يبصر به ويرى قدرة الله في سمعه الذي يسمع به
يرى قدرة الله في كل أجهزة جسده التي تعمل ليل نهار دون توقف إلى أجل مسمى
يرى قدرة الله في الهواء يتنفسه وكيف وفره الله له من غير ثمن ولو إنقطع عنا الهواء لدقائق لهلكنا .. , يرى قدرة الله في الأطعمة التي أمدنا بها من غير حول منا ولا قوة
نرى قدرة الله في الأرض كيف مهدها لنا لتكون صالحة للعيش عليها
نرى قدرة الله في مياه البحار ومياه الأنهار وكيف جعل بينهما برزخا بحيث لا تطغي مياه البحار المالحة على مياه الأنهار العذبة التي نشربها ونسقي بها الزرع
نرى قدرة الله تعالى في السماء الواسعة وبها النجوم والكواكب والأقمار
وكيف جعل لكل منه مسارا ومجالا لا تحيد عنه
إن نعم الله تعالى لا تحصى ولا يعلم مداها إلا هو سبحانه
ولذلك جاء التوجيه لنا بالذكر والتسبيح
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42)
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43)
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)
¥