يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذِكْرًا كثيرًا, واشغلوا أوقاتكم بذكر الله تعالى عند الصباح والمساء, وأدبار الصلوات المفروضات, وعند العوارض والأسباب, فإن ذلك عبادة مشروعة, تدعو إلى محبة الله, وكف اللسان عن الآثام, وتعين على كل خير.
يقول الله تعالى في الحديث القدسي:
أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7405
خلاصة الدرجة: [صحيح]
إن واقع أمر المؤمن كله عبادة و ذكر لله تعالى ,
فكل مايقوم به الإنسان من أعمال هي عباده وذكر يثاب عليها , إن قصد بها مرضات الله , فالطبيب في عيادته عابدا لله وذاكرا له , والعامل في مصنعه عابدا لله وذاكرا له , والزارع في أرضه عابدا لله وذاكرا له , والمهندس في مكتبه أو موقعه عابدا لله وذاكرا له , والمحامي مدافعا عن المظلوم عابدا لله وذاكرا له , والتاجر في متجره عابدا لله وذاكرا له , والجندي في الميدان عابدا لله وذاكرا له , وتأتي الفرائض التي فرضها الله علينا لتدعم الصله بين العبد وربه مباشرة , فالمؤمن يقف بين يدي الله تعالى خمس مرات يوميا يجدد العهد بالالتزام بما أمر الله والنهي عن المحرمات , " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " , وهكذا بقية الفرائض
والصلة موصولة دائما بين المؤمن وخالقه بالصلاة وهي أداء الفرائض , والصلة موصلة دائما من الله تعالى بعباده المؤمنين , تتنزل عليهم رحماته ورضوانه وبركاته
هو الذي (يصلي عليكم) يرحمكم ويثني عليكم وتدعو لكم ملائكته؛ ليخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإسلام, وكان بالمؤمنين رحيمًا في الدنيا والآخرة, لا يعذبهم ما داموا مطيعين مخلصين له
تحية هؤلاء المؤمنين من الله في الجنة يوم يلقونه سلام, وأمان لهم من عذاب الله, وقد أعدَّ لهم ثوابًا حسنًا, وهو الجنة.
*****
وكما أن الصلة موصولة دائما من الله تعالى بعباده
فهي كذلك مع نبيه وحبيبه محمد صلوات ربي وسلامه عليه
والملائكة يصلون بالدعاء والثناء على حبيب الله
وقد تفضل الله تعالى علينا بأن أمرنا بالدخول إلى هذه الصلة
العطرة بيننا وبين نبينا وحبيبنا
"اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد, و بارك على محمد وعلى آل محمد ,كما صليت وباركت على إبراهيم و آل إبراهيم, في العالمين إنك حميد مجيد.
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)
إن الله تعالى يثني على النبي صلى الله عليه وسلم عند الملائكة المقربين, وملائكته يثنون على النبي ويدعون له, يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, صلُّوا على رسول لله, وسلِّموا تسليمًا, تحية وتعظيمًا له. وصفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثبتت في السنة على أنواع, منها: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد".
*****
وهذا تهديد ووعيد من الله تعالى لكل معتد أثيم
يحاول أن يتطاول على سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو على أحد من المؤمنين الصالحين.
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً (57)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (58)
إن الذين يؤذون الله بالشرك أو غيره من المعاصي, ويؤذون رسول الله بالأقوال أو الأفعال, أبعدهم الله وطردهم مِن كل خير في الدنيا والآخرة, وأعدَّ لهم في الآخرة عذابًا يذلهم ويهينهم.
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بقول أو فعل من غير ذنب عملوه, فقد ارتكبوا أفحش الكذب والزور, وأتوا ذنبًا ظاهر القبح يستحقون به العذاب في الآخرة.
****
وقبل أن نختم هذا اللقاء نتعرف على بعض أسماء الله الحسنى
ونبدأ بعون من الله وتوفيقه بلفظ الجلالة
" الله "
هذا الاسم " الله " هو أكبر أسمائه تعالى وأجمعها,
وقيل هو الاسم الأعظم الذي إذا دوعي به أجاب .. وإذا سئل به أعطى ,
ولذلك لم يسم به غيره .. مصداقا لقوله تعالى: هل تعلم له سميا -65مريم
فهو اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية , المنعوت بنعوت الربوبية
المنفرد بالوجود الحقيقي , فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته
وإنما يستمد وجوده من الله الخالق البارئ المصور
" سبحان الله "
*********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
¥