إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له, فأخلصوا له العبادة والطاعة. ويقسم الله بما شاء مِن خلقه, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, فالحلف بغير الله شرك.
هو خالق السموات والأرض وما بينهما, ومدبِّر دوران الأرض حول محورها في اليوم والليلة
وحول الشمس كل عام حيث تتعدد المشارق للشمس ومغاربها.
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6)
وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)
لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9)
إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
لا تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى, وهي السموات ومَن فيها مِن الملائكة, فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى مِن شرعه وقدره, ويُرْجَمون بالشهب من كل جهة; طردًا لهم عن الاستماع, ولهم في الدار الآخرة عذاب دائم موجع.
إلا مَنِ اختطف من الشياطين الخطفة, وهي الكلمة يسمعها من السماء بسرعة, فيلقيها إلى الذي تحته, ويلقيها الآخر إلى الذي تحته, فربما أدركه الشهاب المضيء قبل أن يلقيها, وربما ألقاها بقَدَر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب, فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكهنة, فيكذبون معها مائة كذبة.
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11)
فاسأل -أيها الرسول- منكري البعث أَهُم أشد خلقًا أم من خلقنا من هذه المخلوقات القوية؟
والتي لها مثل هذه القدرات الهائلة.
إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج, يلتصق بعضه ببعض.
بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)
وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13)
وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)
وإذا ذكِّروا بما نسوه أو غَفَلوا عنه لا ينتفعون بهذا الذكر ولا يتدبَّرون.
وإذا رأوا معجزة دالَّة على نبوَّتك يسخرون منها
*******
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون (180)
وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181)
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)
تنزَّه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.
وتحية الله الدائمة وثناؤه وأمانه لجميع المرسلين.
والحمد لله رب العالمين في الأولى والآخرة, فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له
******
ونواصل التعرف على بعض من أسماء الله الحسنى
الخالق البارئ المصور
هذه صفات أفعال تبدأ بالتقدير ثم الإخراج من العدم ثم التصوير.
فكل العوالم مفتقر لذلك
قال تعالى في سورة الأعراف:
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ.
فالمشاهد لبديع الأجرام السماوية , والمخلوقات على الأرض,
من إنسان و حيوان ونبات يرى عظيم قدرة الخالق
يرى عظيم قدرة البارئ المبدع
يرى عظيم قدرة المصور لكل هذه المخلوقات
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[19 Oct 2010, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة الزمر
لعل المتابع لهذه السلسلة يلاحظ شيئا مهما
ألا وهو الإعجاز البياني واللغوي والنسقي لآيات القرآن العظيم
بحيث يمكن أن تلاحظ الفرق الهائل بين أي سياق وبين آيات القرآن الكريم
وهذا الإعجاز القرآني يلزم العالم بإتباعه حيث أنه منزل من عند الله تعالى ,
وأنه كلام الله سبحانه وتعالى.
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2)
تنزيل القرآن إنما هو من الله العزيز في قدرته, الحكيم في تدبيره وأحكامه.
إنا أنزلنا إليك القرآن يأمر بالحق والعدل, فاعبد الله وحده, وأخلص له جميع دينك.
أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)
¥