وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[12 Dec 2010, 09:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(5)
وبعض آيات من سورة التغابن
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
يقوم مبدأ التوحيد على تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به
وهذا هو معنى التسبيح
ونفهم ذلك من آيات كثيرة منها
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُون – 100 الأنعامَ
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ – 14 يونس
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا– 43 الإسراء
الكون يسبح لله تعالى , فهو سبحانه المالك له وحده على الحقيقة , وما يمتلكه الناس في الدنيا ما هو إلا عطاء وتفضل من الله تعالى إلى حين أجل الإنسان , فإذا حان أجل الإنسان ترك ما يمتلكه لغيره وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فلو أدركنا هذه الحقيقة يجب أن نتوجه بالحمد لواهب النعم سبحانه وتعالى.
ومن بديع قدرته سبحانه وتعالى أن خلقنا في أحسن تقويم وكرمنا وفضلنا على كثير ممن خلق , وسخر لنا ما في السموات والأرض.
ومن أعظم النعم على الإنسان نعمة العقل والإختيار ,
وكل مانراه من حولنا من إنجازات علمية دقيقة وصناعية متطورة ,صنعها الإنسان , إنما هي نتيجة ما أودعه الله تعالى في العقل البشري من قدرات
فكان من المنطق أن يكون الإنسان من أول المسبحين لله تعالى , الطائعين لأوامره .. حتى يتلاقى تسبيحه مع تسبيح الكون من حولنا.
فمن الناس من أدرك هذه الحقيقة وتعلق قلبه بخالق الكون, وهم المؤمنون جعلنا الله منهم , فسبح لله , والتسبيح بالسان والقلب والعمل الصالح.
ومن الناس من غفل عن خالقه وكفر به وظن أن الدنيا هي كل شئ فهو بذلك لم يظلم إلا نفسه إذ حرمها نعيم التسبيح في الدنيا ونعيم الجنة في الأخرة ,
ونستمع إلى كلام الله تعالى
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)
خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)
ينزِّه الله عما لا يليق به كل ما في السموات وما في
الأرض, له سبحانه التصرف المطلق في كل شيء, وله الثناء الحسن الجميل, وهو على كل شيء قدير.
الله هو الذي أوجدكم من العدم, فبعضكم جاحد لألوهيته, وبعضكم مصدِّق به عامل بشرعه, وهو سبحانه بصير بأعمالكم لا يخفى عليه شيء منها, وسيجازيكم بها.
خلق الله السموات والأرض بالحكمة البالغة, وخلقكم في أحسن صورة, إليه المرجع يوم القيامة, فيجازي كلا بعمله.
يعلم سبحانه وتعالى كل ما في السموات والأرض, ويعلم ما تخفونه -أيها الناس- فيما بينكم وما تظهرونه. والله عليم بما تضمره الصدور وما تخفيه النفوس.
******
مبدأ التوحيد يقوم على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.
فقد روى مسلم في صحيحه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , حين سئله جبريل عن الإيمان؟
قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)
فآمنوا بالله ورسوله واهتدوا بالقرآن الذي أنزله على رسوله, والله بما تفعلون خبير لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وأقوالكم, وهو مجازيكم عليها يوم القيامة.
*******
¥