مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
ما أصاب أحدًا شيءٌ من مكروه يَحُلُّ به إلا بإذن الله وقضائه وقدره. ومَن يؤمن بالله يهد قلبه للتسليم بأمره والرضا بقضائه، ويهده لأحسن الأقوال والأفعال والأحوال.
قال تعالى:
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ - 156
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ – 157 البقرة
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ - الشورى
******
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12)
وأطيعوا الله -أيها الناس- وانقادوا إليه فيما أمر به ونهى عنه, وأطيعوا الرسول صلى الله عليه وسلم, فيما بلَّغكم به عن ربه, فإن أعرضتم عن طاعة الله ورسوله, فليس على رسولنا ضرر في إعراضكم, وإنما عليه أن يبلغكم ما أرسل به بلاغًا واضح البيان.
********
ومن أهم مايميز المؤمن الحق التوكل على الله تعالى
حيث يدرك أن الأمر كله لله ,
إن التوكل الحق كما فهمه المؤمنون الأوائل هو الجهاد في تحصيل الرزق والجهاد في تحصيل العلم والجهاد في نشر رسالة الله ,
فإن بذل الجهد في أمر ما هو غاية المؤمن ,
أما قضائه فهو موكول إلى الله تعالى.
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (13)
الله وحده لا معبود بحق سواه, وعلى الله فليعتمد المؤمنون بوحدانيته في كل أمورهم.
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
مالك الملك
ومالك الملك: الذي يجري الأمور في ملكه على ما يشاء .. ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه
قال تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- 26 ال عمران
مالك الملك هو الذي حكم فعدل , وهو الملك والمليك لكل شئ ظاهرا وباطنا
بالإيجاد من العدم أولا , وبالإبقاء ثانيا , وبالتدبير والتصريف ثالثا.
فهو الحاكم الوحيد , والسلطان كله له , والملك كله بيده , يحكم ما يريد
سبحان مالك الملك
******
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
ـ[محمد جابري]ــــــــ[13 Dec 2010, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآنالعظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة فصلت
إن المتابع لهذه السلسلة يرى أن القرآن العظيم بمنهجه الفريد قد ملأ القلوب بحقيقة الألوهية بحيث تكون كل تحركات المؤمن وفق منهج الله الرحمن الرحيم , الذي برحمته أنزل القرآن على قلب خير البرية نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
وإنني غير متصور كيف تكون الحياة بدون القرآن الكريم ..
إن الحياة قبل القرآن كانت ظلاما , عبدة أوثان , جاهلية الظلم والتسلط ..
عقائد محرفة, وإلى غير ذلك من الكفر والشرك والألحاد ..
والدارس للتاريخ يدرك تلك الحقيقة جيدا ..
وقد يقول قائل إن هذه الأصناف من البشر مازال بيننا.
والرد على ذلك, أنه بنزول القرآن العظيم أشرق نور الحقيقة ..
فعلى القلوب العاقلة أن تسير مع نور الله المنزل الا وهو القرآن كتاب الله.
أما من عمي قلبه عن الحق واتبع شياطين الأنس والجن فلا يلومن إلا نفسه.
وتعالوا نستمع لكلام الله تعالى:
حم (1) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4)
هذا القرآن الكريم تنزيل من الرحمن الرحيم, نزَّله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
كتاب بُيِّنت آياته تمام البيان، وَوُضِّحت معانيه وأحكامه, قرآنًا عربيًا ميسَّرًا فهمه لقوم يعلمون.
¥