حين جاءت الرسل عادًا وثمود, يتبع بعضهم بعضًا متوالين, يأمرونهم بعبادة الله وحده لا شريك له, قالوا لرسلهم: لو شاء ربنا أن نوحده ولا نعبد من دونه شيئًا غيره, لأنزل إلينا ملائكة من السماء رسلا بما تدعوننا إليه, ولم يرسلكم وأنتم بشر مثلنا, فإنا بما أرسلكم الله به إلينا من الإيمان بالله وحده جاحدون.
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16)
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)
وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)
وأما ثمود قوم صالح فقد بينَّا لهم سبيل الحق وطريق الرشد, فاختاروا العمى على الهدى, فأهلكتهم صاعقة العذاب المهين؛ بسبب ما كانوا يقترفون من الآثام بكفرهم بالله وتكذيبهم رسله.
ونجَّينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذ عادًا وثمود, وكان هؤلاء الناجون يخافون الله ويتقونه.
******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرضلأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
المعز المذل
والعزة تفيد الغلبة والقوة والتأييد .. قال تعالى: فعززنا بثالث -14يس
قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ– 26 العمران
وهذان الاسمان من صفات الأفعال التي تتعلق بمشيئته وقدرته
سبحانه وتعالى
*****
السميع البصير
صفتان من صفات الكمال الإلهي حيث لا شبيه له و لا تمثيل ,
السميع الذي لا يشغله نداء عن نداء ..
تستوي في كمال سمعه الأصوات , ولا تختلف عليه اللغات
فهو سميع للكل الموجودات البصير بها
ويرى كل الوجود جملة وتفصيلا ليس كمثله شئ
قال تعالى لموسى وهارون:
قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى – 46 طه
"قال لا تخافا إنني معكما" بعوني "أسمع" ما يقول "وأرى" ما يفعل
سبحانه وتعالى
الحكم
الحكم بمعنى الفصل بين المنازعات ,
قال تعالى: أفغير الله أبتغي حكما -114الأنعام
وقال تعالى: واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين – 109 يونس
وأحكم الأمر: أتقنه , قال تعالى: ثم يحكم الله آياته – 52 الحج
والحاكم هو الذي لا راد لقضائه , ولا معقب لحكمه هو الله
قال تعالى: إن الحكم إلا لله - 57 الأنعام
فهو وحده المجازي كل نفس بما عملت
سبحانه وتعالى
العدل
العدل المنزه عن الظلم , قال تعالى: وما ربك بظلام للعبيد – 46 فصلت
وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ – 90 النحل
فالعدل المطلق هو الله.
*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
الأستاذ عباس صابر حسن؛
لا يضيع الله أجر من أحسن عملا، وإحسان العمل إتقان بتفان، وهو الجهد المؤسس على ضوابط منهجية علمية، الشيء الذي غاب عن الموضوع برمته.
فأين تعريف الشرك؟ وأين أيضا تعريف التوحيد؟ وهما محوري الموضوع.
ثانيا أراك تتحدث بكلام ينقل بغير علم عن الأسماء الحسنى
وأقول إنه من الإلحاد في أسماء الله أن ننسب إليه أسماء لم يسم بها نفسه. فاستخلاص الأسماء من أفعال الجليل عمل أعتبره إلحادا في أسماء الله.
فالله العظيم يعلمنا أسماء نسبها أنبياء مثلا سيدنا زكرياء في قوله (((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ))) [الأنبياء: 89] لاحظ استعمال سيدنا زكرياء اسم خير الوارثين؛ فلما جاء البيان الرباني (((وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ))) [الحجر: 23].
وقد نهينا أن نضرب لله الأمثال.
ولئن أجاز ابن عربي استخلاص الاسم من الفعل وفق الضوابط اللغوية، فإن الأمر من زاوية الشرع لا يجوز بدليل قوله تعالى: (((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))) [التوبة: 67]
لاحظ قوله تعالى (((فَنَسِيَهُمْ))) ثم اقرأ قوله تعالى (((وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً))) [مريم: 64]
ومعلوم من جانب آخر بأن الأمساء المذكورة في حديث الترمذي هي باتفاق المحدثين مدرجة لا علاقة لها بالحديث النبوي.
هدانا الله سواء السبيل.
¥