تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Jul 2010, 10:21 م]ـ

جزاك الله خيراً دكتور عصام على هذه المشاركة المتدبرة في آيات سورة النور.

غرس العفة في سورة النور تظهر جلية في غير ما موضع وأهمها بل وأولها بحسب فهمي يبدأ من تحديد وشرح آداب الاستئذان وحفظ حرمة البيوت المسلمة الطاهرة

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) النور)

فإذا تربى الطفل في البيت على الستر وعدم رؤية ما يخدش حياءه ويحرك غرائزه يصبح هذا السلوك القويم ديدنه في شبابه وعمره كله، فالعين إذا تعودت على رؤية الطيب والابتعاد عن رؤية الخبيث لن ترضى أن ترى حبيثاً بعد ذلك بل وتنفر منه حيثما رأته.

ثم غض البصر كما قال تعالى في نفس السورة (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)) وغضّ البصر يدفع كل خبيث عن الناظر والمنظور إليه فتسلم القلوب من كل شر وهوى وخبث.

سورة النور هي بحق سورة العفة والعفاف وما تحويه من آداب اجتماعية فردية واجتماعية وأسرية واجب تعلمه وتعليمه مع الفاتحة والمعوذات لما لها من دور في تهذيب النفس البشرية حتى تكون عفيفة طيبة خالية من الخبائث.

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:17 ص]ـ

بارك الله فيكم حضرة الدكتور عصام على المرور الكريم، وقد كتبت ما كتبت اتكالا على نظم الآية وما يقتضيه جو السورة العام، وقد كان في الذهن أنه مذكور في كتب التفسير. ثم إن ما ذكرته من مرجعية الضمير على الشيطان، هو مشهور قول المفسرين، وممن أرجع الضمير على اسم الشرط "من" الإمام أبو حيان، وتبعه جماعة. فإنه قال في تفسيره عند هذا الموضع ما نصه: "والضمير في (فإنه) عائد على (من) الشرطية أي: فإن متبع خطوات الشيطان، (يامر بالفحشاء) وهو ما أفرط قبحه (والمنكر) وهو ما تنكره العقول السليمة، أي يصير رأسا في الضلال بحيث يكون آمرا يطيعه أصحابه اهـ

ومما يترجح به هذا المعنى، أن أسلوب الكلام، أسلوب الشرط، وقوله (فإنه) الفاء رابطة بين الشرط وهو "الاتباع" وجوابه وهو "الأمر به". وظاهر السياق أن الضمير راجع إلى فاعل الاتباع، وهو في المعنى راجع إلى الشيطان. لأن متبع الشيطان إذا كان آمرا باتباعه، فأمره من امر الشيطان، وهو منه بسبب. فآل الأمر إلى الوفاق.

والله أعلم.

ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:57 ص]ـ

الأخت الفاضلة الكريمة سمر الأرناؤوط: إضافة جميلة، والسّورة سورتكم يا معشر النساء.

الشيخ المفيد عدنان: أتفق تماماً معك على ما ذكرت، وأشرفُ بأن تعلمت منك في نفس اليوم الذي فيه تعرفت عليك.

ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 02:25 ص]ـ

تتميماً للفائدة:

- في إعراب القرآن لابن سيده (7/ 34): والضمير في (فإنه) عائد على (مَن) الشرطية.

- وفي الدر المصون في علم الكتاب المكنون (1/ 4348): قوله: {فَإِنَّهُ يَأْمُرُ}: في هذه الهاءِ ثلاثةُ أوجهٍ:

أحدُها: أنها ضميرُ الشَّأن. وبه بدأ أبو البقاء. والثاني: أنها ضميرُ الشيطان. وهذان الوجهان إنما يجوزان على رَأْيِ من لا يشترط عود الضمير على اسم الشرط من جملة الجزاء. والثالث: أنه عائدٌ على "مَنْ" الشرطيَةِ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير