تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[24 Aug 2010, 09:45 م]ـ

الحلقة السادسة: تجليات المثل القرآني ـ 1

حين يضرب القرآن الأمثال، فإنه يضربها بما هو موجود، مشاهد بالأبصار، أو حاضر في الأذهان، مطابق للواقع، و مما يثار عادة في هذا الباب،على سبيل التساؤل،أو الاعتراض غالبا قول الله تعالى: {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين}

استوقف هذا بعضهم فقال:إنما يقع الوعد و الوعيد، بما عرف مثله، و هذا لم يعرف، فكان الجواب،بأن الله عز وجل،إنما كلم العرب على قدر كلامهم، أي أنهم رسمت في نفوسهم،صورة رؤوس الشياطين،في هيئة بشعة مرعبة، تأكدت و ترسخت مع الزمن، حتى أصبحت كأنها محسوسة،ترى رأي العين، و الشاعر الجاهلي يقول:

أيقتلني و المشرفي مضاجعي. . . و مسنونة زرق كأنياب أغوال

و هم لم يرو الغول قط.

و قريب من هذا قول الله تعالى: {فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا و لم يعقب}

ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:49 ص]ـ

الحلقة السادسة: تجليات المثل القرآني ـ 2

قد يأتي المثل في القرآن أحيانا، على شكل قصة تسمى: القصة التمثيلية، يضرب الله تعالى بها المثل للناس قصد العبرة المستخلصة منها، كقصة صاحب الجنتين في سورة الكهف، و قصة أصحاب الجنة في سورة القلم، و هي قصص حقيقية واقعية، كان لها وجود فعلي في هذه الحياة الدنيا، و يمكن أن تتكرر في كل زمان و مكان.

و كتاب الله تعالى،حين يستعمل المثل، لكشف الحقائق المستترة، و المعاني الخفية، يصوغ ذلك صياغة حسية، قريبة الفهم مؤثرة في النفس، مطمئنة للقلب، و شتان ما بين أن يضرب المثل، في تنافي الشيئين، فيقال:هذا و ذاك هل يجتمعان؟ وبين الاكتفاء بالقول: هل يجتمع الماء و النار؟ و ذلك لأن التمثيل، يقطع كل شك و تكذيب، و يرفع الحجاب عن الشيء المخبر عنه، حتى يعاين و يختبر، كما أن المثل الجامع،يلخص الموقف الكبير في بضع كلمات، تنبثق معها في النفس معان كثيرة.

لهذه الاعتبارات و غيرها، كان للمثل القرآني، دور كبير في الدعوة إلى ما يصلح البشرية و يبصرها، بما يخلصها من المشاكل المختلفة التي تعترضها في حياتها، فهو يوقظ الإحساس لدى الإنسان بما يجري حوله، كما يلفت انتباهه إلى ما جرى من قبل، ليتسنى له أن يبني مستقبله،على أساس من العلم و الوعي المنبثق من اليقين.

ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[05 Sep 2010, 04:21 ص]ـ

خاتمة:

للاعتبارات المذكورة في الحلقات السابقة و غيرها مما لم يذكر، كان للمثل دور كبير في الدعوة إلى ما يصلح البشرية و يبصرها بما يخلصها من المشاكل المختلفة التي تغترضها في حياتها، فهو يوقظ الإحساس لدى الإنسان بما يجري حوله، كما يلفت انتباهه إلى ما جرى من فبل، ليتسنى له أن يبني مستقبله على أساس من من العلم و الوعي المنبثف من اليقين كما قلنا من قبل

و لما كانت الأمثال في القرآن أقيسة عقلية، يعلم منها حكم الممثل من الممثل به، اعتبرها بعض الأئمة رحمهم الله مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن، و القياس ـ كما هو معلوم ـ أصل من أصول الشريعة لا يستغني عنه فقيه

و الداعية الكفء بمثابة طبيب خبير بأمراض النفوس، و ما يصلحها من علاج، و كتاب الله عز وجل و سنة رسول اللهصل1 هما الصيدلية الزاخرة بكل العقاقير و الأدوية النافعة لكل داء، و منها المثل الذي هو لون أدبي رفيع، ما أحوج الدعاة إلى استعماله بحكمة و لطف، لأنه أجدى و أنفع في كثير من الأحيان من الموعظة المباشرة ...

و الجدير بالذكر في الختام أن الآداب و الفنون الملتزمة و منها الأمثال بطبيعة الحال من شأنها أن تسهم بدور كبير في غرس المباديء و القيم السامية في النفوس ...

و الله ولي التوفيق

ـ[أم أبيّ]ــــــــ[20 Nov 2010, 09:13 م]ـ

شكر الله لك واجزل لك المثوبة

ـ[أم أبيّ]ــــــــ[21 Dec 2010, 12:06 ص]ـ

الحلقة الرابعة: تفسير آية النورـ 2

قال جل ذكره: {نور على نور}

نور متضاعف زاد في إشراقه: صفاء الزيت، و زهرة القنديل، و ضبط المشكاة لأشعته، و ليس مجموع نورين اثنين فقط، بل المراد التكثير، كما يقال: فلان يضع درهما على درهم، و لا يراد به درهمان.

و من دقائق القرآن الكريم، مجيء النور مفردا للهدى، و الظلمات جمعا للضلال، و مثل ذلك مجيء ولي بالإفراد، مضافة للمومنين، و بالجمع مضافة إلى الكفار

قال تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}

بهذا تكتمل الصورة في الذهن، و يظهر التمثيل واضحا جليا، و التشبيه بالمصباح أوفق و أليق من التشبيه بالشمس ـ مثلا ـ، لأن فيه وصفا دقيقا و معبرا عن حالة القلب،و قد لفه ظلام الشك من كل ناحية، و استولى عليه الرعب و القلق من كل زاوية، حتى إذا أشرق عليه نور الإيمان، تبدد خوفه و زال قلقه و هدأ و اطمأن {الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فهو كالتائه ليلا في البيداء، يخبط خبط عشواء، حتى إذا أبصر بصيصا من نور، تبدل خوفه أمنا، و أحس بالفرحة تغمر قلبه، و تحقق النجاة، وبان له الطريق إلى بيته و أهله.

اخي الفاضل بارك الله بك على هذه التجليات ولو لديك المزيد ما يخص هذه السورة المباركة اكون لك شاكرة ولدي سؤال ذكرت موضوع الجمع والإفراد فما الحكمة من ذلك لو تكرمت

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير