تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لله درّك دكتور عبد الرحمن كل يوم تأتي لنا بكتاب قيم وللأسف ليست كل هذه الكتب متوفرة لدينا لذا أرجو أن تلطف بنا وتصور لنا هذه الكتب فنقرأها ونستفيد بدلاً من التحسر على عدم اقتنائها وقرآءتها.

ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 06:15 م]ـ

السُّور الأول:

أن بيضة العفة لن يحميها من لُعاب الوالغين فيها بفروجهم أو بألسنتهم إلا حزم خازم وتنكيل بالغ في الدنيا قبل الأخرى.

"النور" لم تبدأ بفضل العفاف وذكر محاسنه والتنفير من ضده، بل ولم تخوف الزاني بعقاب الآخرة،

بل "النور" حين استهلت قالت:

ـ (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا .. )، وإن كان محصناً فيُرجم حتى يُثلغ رأسه بصحيح السّنة.

ـ (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) وتأمل (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .. ) فهنا شرطٌ عدمه عدمٌ للمشروط،

فمجردُ وجود "الشفقة" في تنفيذ الحد زال معه الإيمان الكامل.

ـ ولا بد من التشهير (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)

ـ ولم تكتف "النور" بهذا بل ضربت (عُزلة اجتماعية) و (حجراً صحيا) حتى تضيق دائرة الفُحش،

وحتى يتردد من ثارت فورته ألفَ مرة وهو يتدبر كيف سيعيش بعدها في المجتمع إن كشف الله ستره

(الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).

فالعفيف لن يتزوج زانية، والعفيفة لن ترضى بزان، بقي أن يكونا زوجيين زانيين؛

كِخْ كِخْ فلن يقبل حتى الزاني أمَّ ولده فاجره، والزانية أيضاً أيضاً كذلك،

فلابد بسلطان المجتمع (أيضاً) أن يكونا عفيفين، إما أصالةً أو بتوبة،

وهنا يتدخل التشريع ليفرض على المجتمع أن يقبل به أو بها بعد التوبة.

إن سُوْرَ "النور" الأول لحماية المجتمع من شيوع زنى الفرج - عياذاً بالله - هو "المجتمع الطارد" لهذه الرذائل،

فهو مجتمع محصن، يجلدهم بلا رأفة، يشهر بهم، يحجر عليهم.

وقد بُدء بهذا السوْر لأنه أقواها ردعاً وأبقاها أثراً، لكنه "سوْرٌ جماعي" قبل أن تبنيه لابد أن تبني المجتمع الذي يتبناه.

فإن قيل: فأين التخويف بعذاب الآخرة؟

فالجواب: قد جاء كثيرا في ثنايا السورة، لكن الفاحشة إذا فارت في القلب طغت على نور العقل؛ فقلما يردعها تذكر الآخرة إلا عند عبادٍ لله مخلصين، بينما بأس الدنيا من الجلد والفضيحة وخوف نبذ المجتمع ينزع الله به مالا ينزع بالقرآن.

وإن قيل: وأين التحصين بالتربية وغرس محبة الطهر والعفة؟

فبيانه أن هذا وغيرَه سيأتي، ولكن هكذا شاء العليم الحكيم أن يرتب آيات هذه السورة العظيمة.

هذا هو السوْر الأول لتحصين الفرج،

وأما تحصين اللسان عن الفاحشة كما جاء في "النور" فشيء آخر،،

ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:45 م]ـ

وأنا كذلك أبا عبدالله أقولها: (لله درّك دكتور عبد الرحمن كل يوم تأتي لنا بكتاب قيم وللأسف ليست كل هذه الكتب متوفرة لدينا لذا أرجو أن تلطف بنا وتصور لنا هذه الكتب فنقرأها ونستفيد بدلاً من التحسر على عدم اقتنائها وقرآءتها)

ـ[عصام العويد]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:46 م]ـ

تعاملت "النور" مع الوالغين في الأعراض بألسنتهم

بحجج عقلية ونداءٍ ايماني وصرامة شديدة في الوصف والجزاء والشرط،

حتى إنه يتخايل لك حيناً أن تهديدها للألسنة الوالغة أشدُّ مما هددت به الفروج الزانية،

(فالفرج) جريمته مع بشاعتها هي واحدة، فإذا تناقلتها (الألسنة) صارت ثقافة شائعة فانتُهكت آلافُ الفروج المحرمة.

ومن البدهي أن ليس للإشاعات نمط واحد لا تتجاوزه، بل يدخل فيها شائعات البريد الإلكتروني ومنتديات الإنترنت ومواقع اليوتيوب والفيسبوك والتشات والدردشة ورسائل الجوال والماسنجر عن فلانة وفلان، ونلحظ أن بعضهم إذا اختلف مع رجل أو امرأة في عقيدة أو فكر أو منهج ونحوها استباح من مخالفه كل عرض، وظن أن هذه المخالفة تسوغ له بهتانه، بل حيناً يحتسب الأجر عند الله ـ بزعمه ـ لأن مخالفه عدو لله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير