تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حياك الله أيها الفاضل نسيم بسالم

وشهر مبارك

وأقول ما سطرته في مشاركتك كلام جميل لولا أنه يحمل دعوى عريضة تفتقر إلى الدليل وإلى الموضوعية

وهذا الدعوى هي أن الأمة على مدار القرون الأربعة عشر كانت غافلة عن هذا الذي أسميته أنت " بالتفسير الفرقاني" ومن ثم وقعتْ فيما وقعتْ فيه من الضلال والزيغ والقول على الله بلا علم.

وغريب أن تصدر منك هذه الدعوى وأنت متخصص في الفقه وأصوله

!!!

ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[22 Nov 2010, 02:22 م]ـ

حيَّاك الله وبيَّاك أخي الفاضل الغامدي ..

ليس في كلامي أخي العزيز تَعريض بجُهودِ الأوائِل ولا استنقاص مِن حقِّهم وبخس لأشيائِهم؛ بل ما أُؤكِّد عَليه أنَّ في المَوروث التَّفسيري (على أهمِّيته وغِناه) كثيرا ممَّا يَتعارَضُ مع الحقائِق الكُبرى للقُرآن الكَريم، ويتنافَى وقوانينُه الكُلِّيَّة التي لم تتقرَّر في نص واحِد أو نصَّين؛ بل في أدلَّة مُتظافرة يأخُذ بعضُها بِعناق بَعض تُورِث اليَقين، وتَضع الإنسان على أرض مِن (المُحكمات البيِّنات) صَلبَة؛ يستَطيع بِها أن يُدرِك حقيقة الآيات المُتشابِهة؛ ومِن باب أولى يستَطيع بِها أن يُميِّزَ بين الصّحيح المُستقيم مِن الآراء والأَقوال وبينَ خاطئها الجانِف عَن الصِّراط السَّوي!

ولَكن الذي يتَعامل مع كِتاب الله تعالى (أخي الغامِدي) مِن مُنطلَق الرِّوايات التَّاريخيَّة المَنسُوبَة للرَّسُول صلى الله عليه وسلَّم (على ظنِّيتها ونسبيِّتها)، أو مِن مُنطَلق أقوال المُفسّرين وَحدَها مِن غيرِ أن يكُون لَه ذَلك الرِّباط المَعرفي المُتماسِك الذي يُتحصَّل عليه نتيجّة التَّدبُّر واستِقراء الآيات؛ فأنَّى لَه أن يُميِّزَ بين الغث والسمين؟! وبينَ الصَّحيح والعَليل؟!

(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء: 82].

كِتابُ الله تعالى - وَحده- أستاذي الغامدي هُو المُهيمن وهُو المُطلق؛ وما عَداه كُلُّه نسبي ظنّي يَحتاج في استِمداد مِشروعيَّته ومصداقيته العلميَّة إلى أحسَن الحديث؛ كتاب الخالِق العَظيم.

إذن: لا أدعُو من خلال مَقالي هذا إلى نبذِ التُّراث التفسيري ظِهريا؛ والانطِلاقِ من الصِّفر؛ أو أنّي أدَّعي أن لا فائِدة مِمَّا كَتبه المشائخ الكِرام؛ ولَكن أدُقُّ ناقُوس الخَطر لمَن يُقدِّس أقوال العُلماء والمُفسِّرين على حساب الحقِّ المُبين؛ بحُجَّة أن الأوائل قَد قتلوا القُرآن بَحثا؛ فلم يبقَ لنا إلا الاتِّباع والانصياع!

كلا! بل العِبرة هي استقراء الآيات المُحكمات بمنهجيَّة علميَّة رصينة قِوامُها لسان عربي مُبين ومبادئ عقليَّة سَليمة؛ وليُعرض كلُّ شيء بعد ذَلك على هذا الميزان القرآني الدَّقيق!

(اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ) [الشورى: 17].

وفقني الله وإيَّاك أخي الكَريم وسائر الإخوة إلى اتِّباع القُرآن حقَّ اتِّباعه وإلى تدبُّره حقَّ التَّدبر؛ فهُو النور والشفاء والهُدى والصِّراط المُستقيم.

(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].

(قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15 - 16)

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Nov 2010, 04:05 م]ـ

أخي نسيم

كل عام وأنت بخير

أرجو أن تعيد النظر في مقالك فهو من وجهة نظري غير مبني على قواعد صحيحة ولا يثبت أمام النقد العلمي الجاد

أسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق والسداد

ـ[نسيم بسالم]ــــــــ[22 Nov 2010, 09:56 م]ـ

وددت منك أخي الفاضل أن تُبيِّن لي مَكامِن النَّقد في مقالي هذا، وأن تناقشني بالحجَّة والدَّليل حتَّى نستفيد من بَعضنا البعض، ويستفيد مَعنا الإخوة الأكارم بالتَّبع، وجزيتَ خيرا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير