ثم لنخلص الآن إلى الحديث عن بعض آثار وانعكاسات هذا السفر على فكر سيد قطب وعلى منهجه وتفسيره في شكل نقاط مختصرة تجد تفصيلها عند الحديث على منهجية سيد في تفسير الظلال:
? مصطلح الجاهلية الذي بدأ يومها يستقر في ذهنه وكتاباته ....
? الوقوف على كيد الأعداء ومكرهم وكرههم الشديد لكلّ ما يمتّ للإسلام بصلة .....
? الوقوف على حقيقة عقائد القوم وسلوكهم والتعرف عليها عن كثب وقرب ....
? تنبؤه في الظلال وغيره بخراب أمريكا والغرب من بعدها تماما كما تنبأ بسقوط الشيوعية وتلاشيها في كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام" .....
? الاستعلاء الإيماني .......
? تحليله لوضع الإنسانية وتشخيصه الداء في عالم القيّم .....
? الأخذ ببعض التراث الإنساني إن لم يكن ممّا يتعارض والعقيدة
? تأملاته في الكون والخلق والوجود والتي أكثر منها في تفسير الظلال
? معركة النفس التي جعل منها ركنا ركينا في منهجه الدعوي والتغييري .....
? انتمائه للإخوان بعد أن عرف قيمتهم وخطرهم في أمريكا وذلك قبل أن يقف على حقيقة دعوتهم ويتبنى ضرورة العمل الجماعي للإسلام ....
ثامنا: الإخوان المسلمون
انظم سيد للإخوان في فبراير 1953 ش بعد مفارقته للضباط الأحرار وهذا على خلاف ما يذكره كثير من المترجمين له فيزعم جلّهم أنّه انظم قبل ذلك بكثير ....
ولكن ما أثبتناه هو الصواب34 بدليل قوله عن نفسه عليه رحمة الله: " ... وفي الوقتِ نفسِه كانت علاقاتي بجماعة الإخوان تتوثق , باعتبارِها في نظري حقلاً صالحا للعمل للإسلام على نطاقٍ واسع, في المنطقةِ كلّها , بحركةِ إحياءٍ وبعثٍ شاملة. وهي الحركةُ التي ليس لها في نظري بديلٌ يكافئها, للوقوف في وجه المخطّطات الصهيونية والصليبية والاستعمارية, التي كنتُ قد عرفتُ عنها الكثير ــ وبخاصة في فترة وجودي في أمريكا ــ وكانت نتيجة هذه الظروف مجتمعة , انضمامي بالفعل سنة 1953م إلى جماعة الإخوان المسلمين " اهـ 35
وفي هذه المقولة اعتراف بمكانة الحركة وببعض أسباب انضمامه إليها وهي:
الوقوف في وجه المخططات الصهيونية والصليبية
اعتبارها حقلا للعمل الإسلامي
امتدادها الواسع فهي موجودة في غالب بلاد الإسلام
اعتمادها حركة الإصلاح والتغيير والبعث الشامل
ليس لها بديل ومكافئ يمكن أن يحلّ محلّها
ما استشعره ولاحظه من تكالب القوة الغربية الصليبية والصهيونية على هذه الجماعة ومساعدة الحمقى والمغفلين من بني جلدتنا لهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وممّا قاله في هذا المعنى يوم نكّل عبد الناصر بجماعة الإخوان:"إنّ السياسة المخطّطة من جانب الصهيونية والصليبية الاستعمارية لتدمير حركة الإخوان المسلمين في المنطقة, تحقيقا لمصالح ومخططات تلك الجهات قد تحققتْ بنجاح ... "
كان يعتبر جماعة الإخوان المسلمين رمزا للفضيلة والأخلاق الكريمة وضميرا يذكر الأمة حينا ويِؤنّبها حينا آخر وسدّا منيعا يقف أمام الرذيلة وسوء الأخلاق والشيوعية والإلحاد ... وفي هذا الصدد يقول بعد أن ضُرِبَتْ الجماعة ونُكِّلَ بأصحابها:"ثم تضخَّم هذا الشعور , وأنا أرى النتائج الواقعيةَ في حياة المجتمع المصري , من انتشارٍ هائلٍ للأفكار الإلحادية وللانحلال الأخلاقي , نتيجةً لتدمير حركة الإخوان المسلمين , ووَقْفِ نشاطها التربوي. وكأنما كان وجودُ هذه الجماعة سدّاً, وقد انهار, وانطلق بعدهُ التيار! " اهـ36 ويقول أيضا:"ويستطيع الإنسان أن يلحظ بسهولة, علاقة هذا الانحدار بتدمير حركة الإخوان المسلمين, ومنعِ نشاطها. كما يستطيع أن يربطَ بين هذا التدمير وبينَ الخططِ الصهيونية والصليبية والاستعارية بخصوص هذه الجماعة, وبخصوص المنطقةِ بجملتها ... "37
وقد تمّ هذا الانضمام بعدما خاب ظنه ورجاؤه في رجال الثورة وبعدما فشل في محاولة التقريب والإصلاح بينهم وبين الإخوان وما لا حظه يومها من توحّد نظرته ونظرة الإخوان
¥