تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- ينبغى تطبيق هذه العلوم مباشرة على القرآن ثم الرجوع إلى الكتب التى عنيت بذلك.

النوع الرابع والخمسون

فى كنايته وتعريضه

- عند ذكره لأسباب الكناية مثل بقوله تعالى (هو الذى خلقكم من نفس واحدة) وذكر أن فيها تنبيه على عظم القدرة، لكن هذه الفائدة التى ذكرها لا تؤثر لو قال فى الآية (هو الذى خلقكم من أدم) فهما متساويان.

- عند ذكره للسبب الثانى قال (فكنى بالنعجة عن المرأة كعادة العرب)، هذا تعبير ليس بدقيق لأن التسمية عند العرب للمرأة على حسب الحال فهم يتلذذون بذكر اسم الحبيبة مثلا وليس كما أطلق السيوطى أنه من عادتهم.

- وكذلك عند تمثيله للسبب الثالث فنقول أن كل هذا مما يراعى فيه استعمال اللفظ الأحسن على السمع، ولو اقتضى الحال ذكر اللفظ الأبشع لكان هو المقدم، فالحال محكم فينبغى عدم الإطلاق، ففى توجيهه لقوله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) قال أن ذلك كناية عن المعانقة باللباس، لكن المعنى أوسع مما ذكره السيوطى ففي الآية معنى المخالطة والستر وهذا من بلاغة القرآن.

- تنبيه: مما سبق ينبغى التنبه إلى أنه لا يلزم من التعبير بالكناية أنها أفضل من التصريح كما ذكر السيوطى مثلا عند قوله تعالى (والتى أحصنت فرجها) بأن المراد به فرج قميصها، وهذا توهم غريب من السيوطى –رحمه الله- لأن التعبير بالفرج هنا فيه مدح لمريم-عليها السلام- بوصفها بالطهارة فالتصريح أقوى، والصحيح أنه نفخ فى درعها حتى وصلت النفخة إلى فرجها.

- وعند السبب الرابع مثل له بقوله تعالى (بل يداه مبسوطتان) وقال هذا كناية عن سعة جوده وكرمه.ا. هـ

وهذا خطأ أوقعه فيه خلل واقع من مقدمات عقلية، فالذى قاله هو لازم الصفة، والسلف يثبتون الصفة ولازم الصفة، لأن الذى مشي عليه السيوطى وغيره فى هذا الباب مشكل من كون وجود ألغاز فى القرآن وهذا خطأ فالقرآن ليس محلاً للألغاز كما قال ابن عطية، فلا يمكن أن يصف الله –تعالى- نفسه بكل هذه الصفات فيقول (الرحمن على العرش استوى – بل يداه مبسوطتان- والسماوات مطويات بيمينه .... الخ) ويكون الظاهر غير مراد فى كل هذا، وهذا الذى ذكره السيوطى نقلا عن الزمخشرى لم يفهمه أحد من السلف غيره، لكن ينبغى التنبه إلى أن هؤلاء العلماء كان قصدهم التنزيه فوقعوا فى مثل هذا.

- عند نقله لكلام الطيبى فى نهاية الباب قال (وإما لاستدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم، ومنه (لئن أشركت ليحبطن عملك) خوطب النبى وأريد غيره لاستحالة الشرك عليه شرعا) ا. هـ

وهذا الكلام الذى ذكره ليس بصواب وقد قال به أبوحيان كذلك مع سعة اطلاعه فى اللغة، ومشكلتهم فى ذلك الخطأ فى مفهوم العصمة، وإلا فكيف نفعل فى آيات الإسراء عندقوله تعالى (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا*إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات) وهى كلها خطابات موجهة للنبى-صلى الله عليه وسلم- فالصحيح توجهها للنبى كما ذكرنا وإذا كان هذا قد وجه لمن يستحيل منه وقوع الشرك فمن باب أولى توجهه لمن يمكن وقوع الشرك منه وهذا أقوى وأبلغ، ومذهب السيوطى وغيره هذا فى حشمة ورعاية لمقام النبى-صلى الله عليه وسلم- وليس فيه رعاية لكلام الله-تعالى- الذى هو أعلم بمايقول وينزل.

ـ[رقية باقيس]ــــــــ[04 Dec 2010, 09:24 ص]ـ

بارك الله فيك أخي عبدالرحمن وأجزل الله لك المثوبة.

ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:18 م]ـ

النوع الخامس والخمسون

فى الحصر والاختصاص

- هذا المبحث من المباحث المتممة للمباحث البلاغية السابقة، وهو مبحث مهم اهتم به علماء البلاغة وكل من اعتنى ببلاغة القرآن كالزمخشرى والبيضاوى ومن سار على نهجهما كأبى السعودفى (إرشاد العقل السليم)، والبيضاوى، والنسفى، والشربينى فى (السراج المنير)، ومن أنفس كتب المتأخرين كتاب الطاهر ابن عاشور.

- تأتى أهمية هذا المبحث بعد الفهم الأَوَّلى الإجمالى لمعنى الآية، وليس معنى ذلك أنه لا يؤثر فى بلاغة المعنى بل المقصود أنه لا يؤثر فى المعنى الجملى الأولى للآية، فكلامنا فى هذا المبحث فى المعانى الثانوية فمثلاً عند تفسير قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) نقول: أى نعبدك ونستعين بك، أما لو أردنا تفسيرها بأسلوب الحصر فنقول: لانعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك.

- فهذا الباب إذاً ليس له علاقةُ مباشرةُ بالتفسير بل هو من علوم القرآن المرتبطة بعربية القرآن.

ـ[عبدالرزاق الأحمدي]ــــــــ[08 Dec 2010, 03:11 ص]ـ

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.

هناك اختصار للإتقان لأحد الإخوة: صلاح الدين أرقه دان. مختصر الإتقان في علوم القران

http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1512

لعلكم تطلعون عليه و تعلقون عليه.

نسأل الله التوفيق و السداد.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير