تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما إن شئنا الحديث عن علاقة النبي الأمين بالقرآن وقراءته له، فلن نستطيع استيعاب الموضوع استيعابا شاملا، ولا إيفاءه حقه من الاستقراء، ولكن حسبي من العقد أوسطه، ومن النصوص أشهرها وأوضحها. لأنه بكل بساطة، هو رسالته ومعجزته، عليه نزل وبه عاش، ومن أجل بيانه وتطبيقه والتعبد به بُعث.

ويكفي أن نذكر حديث عائشة فيه لنعرف علاقته (صلى الله عليه وسلم) بالقرآن، حيث روي عنها رضي الله عنها أنها قالت: " كان خلقه القرآن ". [6] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn6)

فكان (صلى الله عليه وسلم) يقرأه ويصلي به، ويحب أن يسمعه من غيره، فمن حيث الصلاة به، يروي حذيفة-رضي الله عنه: " أنه صلى مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلةفكان يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مربتعوذ تعوذ ". [7] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn7)

- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال [8] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn8): " قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة فقرأبآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنكأنت العزيز الحكيم ". المائدة: 118.

-ومن حيث سماعه من غيره، يروي عمرو بن مرة قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم):" اقرأ علي، قلت آقرأ وعليك أنزل؟ قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: أمسك. فإذا عيناه تذرفان ". [9] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn9)

- وهو مروي برواية ابن مسعود قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): " اقرأ علي القرآن. قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري " [10] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn10).

3- وصايا السلف الصالح بالقراءة: عندما نتحدث عن السلف الصالح، ليس القصد وليس بالوسع استقراء وصاياهم ولا أعمالهم، وإنما العبرة بتقديم بعض ما يندرج ضمن فهمهم لوصايا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحسن اتباعهم لهديه (صلى الله عليه وسلم).

فقد عاش السلف مع القرآن كما عاش به النبي محمد العدنان، عاشوا مع تلاوته وقراءته وتدبر معانيه وفهمه والعمل بما فيه. كيف لا يكون ذلك والله تعالى يقول:" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب". (سورة ص/ 29). قال الحسن البصري: "والله! ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهمليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل". [11] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn11)

وتدبره يعني عدم هجره، قال ابن القيم:" هجر القرآن أنواع. [ .. ] الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أرادالمتكلم به منه ". [12] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn12)

ومما حفلت به كتب التراث من وصاياهم:

-ما روي عن ابن مسعود أنه قال:" اقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب لا يكون هم أحدكم آخر السورة ". [13] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn13)

- وروي عن أبي أمامة أنه كان يقول:" اقرؤوا القرآن ولا يغرنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذب قلبا وعى القرآن ". [14] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn14).

- وقال ابن مسعود: " اقرؤوا القرآن قبل أن يرفع، فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع". قيل:" هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الناس؟ ". قال:" يسري عليه ليلا فيرفع ما في صدورهم فيصبحون لا يحفظون شيئا ولا يجدون في المصاحف شيئا ثم يفيضون في الشعر ". [15] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn15)

- وروى مالك عن نافع عن ابن عمر قال: " تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنةفلما ختمها نحر جزورا ً". [16] ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=115396#_ftn16) وطول المدة ليس عجزاً من عمر ولا انشغالاً عن القرآن؛ فما بقي إلا أنه التدبر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير