الأول: أن التدبر الذي يمكن أن يخاطب به الصغار ليس هو التدبر الذي يطالب به الكبار. فتدبر الصغار ينشأ من إبراز المعاني الإيمانية والسلوكية في السورة أو الآيات
أرأيت لو ركزت على بناء توحيد الله من سورة الإخلاص، كيف سيكون أثره عليهم.
صحيح أنهم قد لايدركوا التدبر بأنفسهم لكنهم بفطرتهم السليم وصفاء عقولهم يدركون عن طريق التربية والتعليم المعاني الإيمانية بل يتشربونها بكل يسر وسهولة لكونها توافق فطرهم السليمة.
ولعلي أن أضرب مثالاً عجيباً استوقفني كثيراً حصل في روضة قرآنية عندنا في القصيم بنيت على منهج التربية القرآنية من خلال جزء عم.
فهذه معلمة كانت تعلم الأطفال ذوي سن الخامسة سورة الفجر، فكانت تعرض لهم بما يناسب عقولهم قول الله تعالى (
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)} فشرحت لهم الآيات بأسلوب مبسط مركزة على غرس المعاني الإيمانية، تقول لهم: هذا حال الكافر يوم القيامة يقف بين يدي النار ليس معه عمل، لم يؤمن بالله، لم يصل، لم يطع والديه، لم لم لم ...
فذهب أحد الأطفال بعد المدرسة للبيت وجلس يردد الآيات لحفظها وقد استغرق في استعراض المشهد في عقله حسب شرح المعلمة حتى نسي نفسه وجلس يكرر قول الله تعالى {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} وقد اغرورقت عيناه بالدمع ففطنت له أمه فسألته مالك؟: فقال يأمي: ليته آمن، ليته صلى، ليته أطاع والديه حتى لايدخل النار.
أرأيت أخي كم سيصنع هذا الموقف في هذا الإبن لاشك أنه يغني عن سنة دراسية.
وهكذا يمكن لنا أن نبني في نفوس الأبناء هذا المنهج التدبري للقرآن وفق مستواهم وحاجتهم.
والوجه الثاني: أن الإشكال في الموضوع يرد من جهة كون الطفل نفسه هل يمكنه أن يتدبر؟ والجواب أن الأصل أن يكون التدبر من قبل المربي أبا أو معلما ببيانه للقرآن بما يناسب الطلاب وتربيتهم عليه بطرق مختلفة، ولكن يمكن أن يدرب الطفل على التدبر عن طريق المثال والقصة القرآنية والحادثة النازلة كقصة أبي لهب وزوجته وما نستفيده منها، وقصة الفيل .. وعرض مشاهد كونية وطرح التساؤلات عليها لإبراز عظمة الله وغرس الإيمان في قلوبهم، وأظن أن كل سورة من السور القصار يمكن أن نجد فيها معنى إيمانياً أو مشهداً أو قصة أو حادثة يطرح من خلالها التساؤلات على الأطفال. وهذا يرجع لقدرة المعلم ومهارته.
ومنها هنا تأتي ضرورة وجود منهج تربوي قرآني للأطفال يتضمن تربيتهم على التدبر بحسب طاقتهم وحاجتهم. والله أعلم.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[19 Aug 2010, 01:14 ص]ـ
والوجه الثاني: أن الإشكال في الموضوع يرد من جهة كون الطفل نفسه هل يمكنه أن يتدبر؟ والجواب أن الأصل أن يكون التدبر من قبل المربي أبا أو معلما ببيانه للقرآن بما يناسب الطلاب وتربيتهم عليه بطرق مختلفة، ولكن يمكن أن يدرب الطفل على التدبر عن طريق المثال والقصة القرآنية والحادثة النازلة كقصة أبي لهب وزوجته وما نستفيده منها، وقصة الفيل .. وعرض مشاهد كونية وطرح التساؤلات عليها لإبراز عظمة الله وغرس الإيمان في قلوبهم، وأظن أن كل سورة من السور القصار يمكن أن نجد فيها معنى إيمانياً أو مشهداً أو قصة أو حادثة يطرح من خلالها التساؤلات على الأطفال. وهذا يرجع لقدرة المعلم ومهارته.
ومنها هنا تأتي ضرورة وجود منهج تربوي قرآني للأطفال يتضمن تربيتهم على التدبر بحسب طاقتهم وحاجتهم. والله أعلم.
بارك الله فيك د. محمد الربيعة وجزاك خيرا .. نعم هذا الذي نريده للأطفال .. هذا يشجعني لأنزل موضوعي ..
ـ[ريان سعود جمال]ــــــــ[19 Aug 2010, 08:01 ص]ـ
سألتني طفلة عمرها خمس سنين ما معنى الظالمين؟ لأن الله يقول في القرآن إن الله لا يحب الظالمين ..
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[23 Aug 2010, 03:42 ص]ـ
شكر الله لك أخي العزيز مشاركتك وحسن جوابك.
وما طرحته حسن، لكن لي وقفة مع أسئلة التقرير الأولى في جوابك:
- ماحكمة جعل المفصل في آخر القرآن، وكونه يركز على بناء الإيمان بالله واليوم الآخر.
¥