• هل يمكن أن نخضع شخصيات الأنبياء إلى الدراسة حتى نفهم إن كانوا مدعين أو مرضى نفسيين؟ كاذبين أم صادقين؟
• كيف نميز بين (النبي الحق) وبين (مدعي النبوة)؟
• الدراسة النفسية كمدخل لإثبات النبوة وخصائصها: ويجاب فيها على 5 فرضيات (5) (انظر الرسم 2، في المرفقات):
• أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) مخادعا كذابا
• أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) واهما مخدوعا
• أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) مصابا بمرض عصبي أو نفسي
• أن يكون النبي (صلى الله عليه وسلم) ساحرا أو مجرد عبقري
• أن نقر بأن الوحي ظاهرة مستقلة عن ذات النبي، ولا يتصنعها ولا يتكلفها، وهي حالة ليست اختيارية
• المقارنة الأسلوبية بين البلاغة النبوية والبلاغة القرآنية (ويشترك نسبيا مع المسلك الخامس في البحث: البحث في الظاهرة القرآنية)
ويعتمد البحث في هذا المسلك على أدوات من الاختصاصات التالية: علم التاريخ، السيرة النبوية، علم النفس، علم السلوك ...
المسلك الخامس: البحث في الظاهرة القرآنية:
في هذا المنهج البحثي، يسعى الباحث للإجابة عن الأسئلة التالية:
• من أين جاء به محمد بن عبد الله؟ أمن عند نفسه ومن وحي ضميره؟ أم من عند معلم؟ ومن هو ذلك المعلم؟
• نقرأ في القرآن ذاته أنه ليس من عمل صاحبه، وإنما هو قول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وأنه تلقنه كما يتلقن التلميذ عن أستاذه نصا من النصوص، وأنه لم يكن له من عمل سوى: الوعي والحفظ، الحكاية والتبليغ، البيان والتفسير، التطبيق والتنفيذ.
• القرآن معجزة لغوية نابعة من مصدر غير بشري. فإن كان في ذلك شك، فما مأتاه؟ (6):
• هل حدث أي واحد نفسه بأنه يستطيع أن يأتي بكلام في طبقة البلاغة القرآنية؟
• أم هو قد عرف قصور نفسه عن تلك الرتبة، ولكنه يرى أن من الناس من يقدر على ذلك؟
• أم علم أن الناس جميعا قد سكتوا عن معارضة القرآن، ولكن لم يعلم أن سكتهم عنه كان عجزا، ولا أن عجزهم جاء من ناحية القرآن ذاته؟
• أم علم أنهم قد عجزوا عن ذلك، وأنه هو الذي أعجزهم، ولكنه لم يعلم أن أسلوبه كان من أسباب إعجازه؟
• أم هو يوقن بأن القرآن الكريم كان وما زال معجزة بيانية لسائر الناس، ولكنه لا يوقن بأنه كان معجزا كذلك لمن جاء به؟
• أم هو يوقن بهذا كله، ولكنه لا يدري: ما أسراره وما أسبابه؟
جواب هذه التساؤلات يستدعي التعمق في دراسة الأساليب اللغوية والبلاغية، وتنمية ملكة النقد البياني، للحكم على مراتب الكلام وطبقاته، ثم النظر في القرآن الكريم. ويمثل هذا الإطار أحد أهداف علوم القرآن، وخصوصا مبحث الإعجاز اللغوي القرآن، الذي أسفرت فيه البحوث عن عدد من نظريات الإعجاز، أهمها: نظرية النظم القرآني (عبد القاهر الجرجاني)، نظرية النظم الموسيقي في القرآن أو الفاصلة القرآنية (مصطفى صادق الرافعي)، نظرية التصوير الفني في القرآن (سيد قطب)، نظرية الإعجاز البياني (عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ)، مظاهر جلال الربوبية في الخطاب القرآني (محمد سعيد رمضان البوطي)، نظرية الوحدة البنائية للقرآن (محمد عبد الله دراز، طه جابر العلواني) ...
ومن المفيد هنا التأكيد على أن الإعجاز القرآني ليس إعجازا بلاغيا فقط، بل هو إعجاز معرفي بالمفهوم العام للمعرفة الإنسانية. إذ مما لا شك فيه أن القرآن المكي هو الذي بهر عقول العرب وحملهم على التسليم والإقرار لكون القرآن من عند الله، لما يسمعون من نظمه وبيانه، وليس الإعجاز التشريعي أو غيره مما نزل في الفترة المدينة. غير أن القرآن الكريم لم ينزل ليتحدى العرب فقط، وإنما جاء ليتحدى الإنس والجن قاطبة أن يأتوا بمثله، وهذا يعني أن التحدي ليس واحدا ولا على نفس القدر والشكل لكل الأقوام وكل الأجيال التي يخاطبها القرآن. وعليه، فليس من الصواب اعتبار التحدي من جهة البلاغة العربية فقط، لأنها ليست اللغة المشتركة بين الإنس والجن قاطبة. وفي هذا يحدد مالك بن نبي ثلاث صفات أساسية لمفهوم الإعجاز:
"أولا: أن الإعجاز، بوصفه (حجة)، لا بد أن يكون في مستوى إدراك الجميع، وإلا فاتت فائدته، إذ لا قيمة منطقية لحجة تكون فوق إدراك الخصم، فهو ينكرها عن حسن نية أحيانا.
ثانيا: ومن حيث كونه وسيلة لتبليغ دين: أن يكون فوق طاقة الجميع.
¥