تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقوله تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) /الليل

وقوله سبحانه: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) /الضحى

بل إن المتأمل في سورة الماعون سيلاحظ أنها تكاد تتمحور على موضوع واحد وهو موضوع الصدقة فقد قال غير واحد من المفسرين أن الماعون هو زكاة الأموال. وقد اختار ذلك القرطبي في أول اختياراته لمعنى ماعون فقال: أنه زكاة أموالهم. كذا روى الضحاك عن ابن عباس. وروى عن علي رضي الله عنه مثل ذلك، وقاله مالك. والمراد به المنافق يمنعها. وقد روى أبو بكر بن عبد العزيز عن مالك قال: بلغني أن قوله الله تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ: الزكاة التي فرض الله عليهم. قال زيد بن أسلم: لو خفيت لهم الصلاة كما خفيت لهم الزكاة ما صلوا ([5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn5)).

اقرأ معي أخي الحبيب سورة الماعون وتأمل أخي في الله المحور الرئيسي الذي تنظمه وتحاكيه السورة:

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)

والمتأمل أيضاً في سورة الهمزة يرى ما يراه في سورة الماعون فكأنها نزلت لتثبيت خلق الإنفاق وذم جامع المال والوعيد والتهديد لمن جمعه ولم يعط حقه ناراً خالداً تالداً فيها أبدا. أنظر وتأمل معي:

وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9)

هل يوجد فرق في المعنى بين الزكاة والصدقة:

لا فرق في المعنى بين كلمة صدقة وكلمة زكاة. فالزكاة كمصطلح شرعي تسمى في لغة القرآن والسنة " صدقة "،

قال الماوردي في الأحكام السلطانية: الصدقة زكاة والزكاة صدقة، يفترق الاسم ويتفق المسمى قال تعالى: (خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) (التوبة: 103).

والسؤال الذي يسأل نفسه الآن: كيف نوفق بين القول بأن الزكاة فرضت في المدينة على اختلاف في وقتها وبين ورود لفظ الزكاة في السور والآيات المكية؟.

اختلف أهل العلم اختلافاً بيناً في أول وقت فرض الزكاة فذهب البعض إلى أنه وقع بعد الهجرة فقيل كان في السنة الثانية قبل فرض رمضان.

قال الحافظ ابن حجر وقد أشار النووي في باب السير من الروضة وأورد ابن الأثير في التاريخ بأنها فرضت في السنة التاسعة إلا أنه ورد أيضاً فيحديث مخاطبة أبي سفيان مع هرقل وكانت في أول السنة السابعة وقال فيها: يأمرنا بالزكاة. ([6] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn6)) . لكن يمكن تأويل كل ذلك كما سيأتي في آخر الكلام.وقوى بعضهم ما ذهب إليه ابن الأثير بما وقع في قصة ثعلبة بن حاطب المطولة ففيها لما أنزلت آية الصدقة بعث النبي صلى الله عليه و سلم عاملا فقال ما هذه إلا جزية أو أخت الجزية والجزية إنما وجبت في التاسعة فتكون الزكاة في التاسعة لكنه حديث ضعيف لايحتج به بل هو موضوع وقد قرأت كتاباً حول هذا الحديث يدحض صحته لأنه مخالف لصريح القرآن والسنة من أن الزكاة حق لله تعالى ولا يجوز لأي كان أن يمتنع عن إدائها. وأذكر أن اسم الكتاب هو: القول الثاقب في الذّب عن الصحابي ثعلبة بن حاطب. ولا اذكر مؤلفه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير