تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال ابن خزيمة في صحيحه: فرض الزكاة كان قبل الهجرة. واحتج بما أخرجه من حديث أم سلمة في قصة هجرتهم إلى الحبشة وفيها أن جعفر بن أبي طالب قال للنجاشي في جملة ما أخبره به عن النبي صلى الله عليه و سلم ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام. قال العلماء: ولا يلزم من ذلك أن يكون المراد بالصلاة الصلوات الخمس ولا بالصيام صيام رمضان ولا بالزكاة هذه الزكاة المخصوصة ذات النصاب والحول. فقد صح أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصومون عاشوراء قبل فرضية الصيام وكانوا أيضاً يصلون ويتصدقون بما جادت به أنفسهم لإخوانهم الفقراء في مكة.

ويقول ابن حجر في الفتح أيضاً: ومما يدل على أن فرض الزكاة كان قبل التاسعة حديث أنس في قصة ضمام بن ثعلبة وقوله أنشدك الله. آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ وكان قدوم ضمام سنة خمس. ومما يدل على أن فرض الزكاة وقع بعد الهجرة اتفاق العلماء على أن صيام رمضان إنما فرض بعد الهجرة لأن الآية الدالة على فرضيته مدنية بلا خلاف وثبت عند أحمد وابن خزيمة أيضا والنسائي وابن ماجة والحاكم من حديث قيس بن سعد بن عبادة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة ثم نزلت فريضة الزكاة فلم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله. إسناده صحيح رجاله رجال.

وقال القاري: المعتمد أن الزكاة فرضت بمكة إجمالاً، وبينت بالمدينة تفصيلاً، جمعا بين الآيات التي تدل على فرضيتها بمكة وغيرها من الآيات والأدلة.

قال الشيخ محمد الخضري في تاريخ الأمم الإسلامية: إن مما فرض بمكة فريضة الزكاة، فإنّا قلما نجد من الأوامر المكية ذكر الصلاة إلا وبجانبه إيتاء الزكاة وطلبت زكاة ما يخرج من الأرض في سورة الأنعام {وآتوا حقه يوم حصاده} [الأنعام:141] إلا أن هذه الحقوق الواجبة لم تفصل بمكة، فقد كان ذلك موكولا لما في النفوس من الجود الذي هو من عادة وأخلاق العرب وبحسب حاجة الناس. ([7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn7))

وقال محمد رشيد رضا: فرضت الزكاة المطلقة بمكة في أول الإسلام، وترك أمر مقدارها ودفعها إلى شعور المؤمنين وأريحتهم. ثم فرض مقدارها من كل أنواع الأموال في السنة الثانية من الهجرة على المشهور.

نستخلص مما سبق أن الزكاة فرضت في أصح أقوال أهل العلم بمكة، ولكن تقدير الأنصبة والأموال الزكوية وأهل الزكاة كان بالمدينة. وعلى ذلك تتضح المسألة ونوفق بين آيات الزكاة التي ذكرت في العهد المكي والآيات التي ذكرت في العهد المدني.

قال الذهبي في تاريخ الإسلام: وكانت تصرف للفقراء، كما قال تعالى في سورة البقرة {إن تبدواالصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}: [271] وقد نزلت في السنة الثانية، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: تؤخذ من أغنياءهم فترد على فقراءهم، ثم نزلت هذه المصارف السبع أو الثمان في سنةتسع، فتوهم بعض العلماء أن فرض الزكاة كانت في هذه السنة ([8] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn8)).

والحمد لله ر ب العالمين.

[1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref1) مختصر تاريخ دمشق ج2 ص310 / ابن منظور الأفريقي المصري

[2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref2) رواة أحمد بن حنبل في مسنده ج 6/ ص 120 حديث رقم: 24936

[3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref3) البخاري في صحيحه ج 2/ ص 521 حديث رقم: 1369

[4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref4) ( المعجم المفهرس لألفاظالقرآن الكريم/ محمد فؤاد عبد الباقي.

[5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref5) تفسير القرطبي الجزء الأخير تفسير سورة الماعون

-5فتح الباري/ [6] ابن حجر في الفتح (3/) 266

[7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftnref7) تاريخ الأمم الإسلامية/ محمد الخضري

[8] تاريخالإسلام / الذهبي

ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:35 ص]ـ

جهدكم مشكور

وجزاك الله خيرا اخ تيسير

وجعله الله في ميزان حسناتك

وتقبل الله منكم الصيام والدعاء والقيام

ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[19 Aug 2010, 07:05 م]ـ

استاذ تيسير ارجو الاجابة على السؤال التالي

هل كانت في الفترة المكية نصابا للزكاة

او هل كانت الزكاة في الفترة المكية هي عين الزكاة المفروضة علينا كمسلمين هذه الايام

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Aug 2010, 03:02 م]ـ

استاذ تيسير ارجو الاجابة على السؤال التالي

هل كانت في الفترة المكية نصابا للزكاة

او هل كانت الزكاة في الفترة المكية هي عين الزكاة المفروضة علينا كمسلمين هذه الايام

أخي الفاضل

لم تعتبر الزكاة فريضة في الفترة المكية، ولم يستعمل هذا الاصطلاح بداية، الا انه جرى التأكيد على المؤمنين الاوائل وحثهم على المساعدة من خلال التصدق المطلق، وهذا ملاحظ من خلال القرآن المكي فقد تنوعت التعبيرات القرآنية في تلك الفترة، حول الصدقة والتصدق كما ذكرنا. وكذلك الإهتمام باليتيم ورعايته والاهتمام أيضاً بذي القربى والفقراء، وتذكروا معي سورة القلم، وهي السورة الثانية في ترتيب النزول، وفيها قصة اصحاب الحديقة الذين اتفقوا على التآمر على المساكين وعدم اعطائهم حصتهم المعتادة عند الحصاد، فكان عقابهم ان احرق اللّه حديقتهم. وأيضاً في سورة المدثر، وهي الرابعة في ترتيب النزول، توضح ان عدم اطعام المسكين سبب للعذاب في الآخرة اقرأوا قوله تعالى: قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين).

وأيضاً سورة الماعون، والتي أسلفنا ذكرها ورقمها في ترتيب النزول السابعة عشرة يقول سبحانه: أرءيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين)

ومع ذلك فإنه يمكننا أن نقول: ان الزكاة كانت واجبة في الفترة المكية، كما يقول د. مروان قباني لكنها لم تبلغ درجة الفرض باعتبار ان المسلمين كانوا في الفترة المكية يشكلون اقلية مضطهدة، لا سلطة لديهم تمكنهم من تنظيم الفريضة جباية وانفاقاً، فالظروف المحيطة بهم لم تكن لتسمح بذلك، وكان لا بد ان يتغير حكم الزكاة بتغير وضع الدعوة الاسلامية وتغير حال المسلمين. وأرجو أن أكون قد اجبتك أخي الفاضل على تسائلك وبارك الله باهتمامك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير