عندما ينتهي من التهام فرائسه وخاصة من الأسماك واللحوم , يتخلل أسنانه الضخمة بقايا اللحوم وأشواك الأسماك , وهو يتضايق منها ويتألم , فيجعل الله سبحانه وتعالى رزق بعض أنواع الطيور في فم ذلك التمساح , كيف؟
ذلك أن التمساح يجلس بعد الانتهاء من الطعام فاتحا فمه عن آخره , فيأتي ذلك النوع من الطيور فتدخل في فمه بإذن وتصريح مرور من التمساح شخصيا لتتغذى على بقايا الطعام الذي بداخل أسنانه , والغريب أن التمساح لا يفترس منها شيئا لأن الإتفاق المبرم بينهما فيه تبادل للمصالح , فالتمساح يحصل بموجبه على تنظيف مجاني لأسنانه مقابل غذاء مفتوح (غذاء حتى الإشباع) للطيور , فلو أنه افترس منها شيئا لفقدت الثقة فيه ولم تعد إليه أبدا.
ألم يدعك ذلك للتسبيح؟ بلى ... سبحان الله العظيم
4 - القنفذ: في العصور الوسطى تحدثوا عن رجل عُدَّ من أغنى أغنياء العالم في زمانه , فما السر في غناه؟ إنه حيوان القنفذ ... يا للعجب!!!!!!!!!!!!! وكيف ذاك؟
دأب هذا الرجل على التنبؤ بميعاد واتجاه الريح التي تهب على بلدته وتحدث الدمار والهلاك , ورصدت له حكومة هذه البلدة مبالغ شهرية كبيرة جدا مقابل هذا التنبؤ الذي كان لا يخطئ فيه أبدا , واحتاروا في سر هذا الرجل حتى وافته المنية , وبعد وفاته اكتشفوا أن هذا الرجل كان له بيت , وحول هذا البيت قطعة أرض رملية , وكان يربي قنفذا , فلاحظ أن هذا القنفذ يحفر له في الأرض جحرا له فتحة "باب" ليدخل ويخرج منها , فلاحظ الرجل أن القنفذ يغير هذه الفتحة من حين إلى آخر , وازدادت قوة ملاحظة الرجل لهذا الأمر وأنه مرتبط بميعاد هبوب الرياح والأعاصير واتجاهها , فوجد أن القنفذ عنده حاسة شديدة يتنبأ بها اتجاه وميعاد هبوب هذه الرياح والأعاصير , فكان يفتح فتحة الجحر في عكس اتجاه الريح , فبدأ الرجل يخبر البلدة باتجاه الريح حتى يأخذوا حذرهم , ويعدوا عدتهم لمواجهة أخطارها.
فمن الذي علَّم القنفذ ذلك العلم الجيوغرافي البيئي؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة؟ من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم
فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا.
5 - عالم النمل: عندما يريد النمل تجهيز بيت للسكن فإنه لا يجعل طريق الوصول إليه مستقيما بل يجعله متعرجا ولولبيا , فلماذا؟
وجدوا أن أعدى أعداء النمل هو الماء , إذا سقط ودخل جحره لتسبب في هلاكه , فالطريق اللولبي هذا يمنع وصول الماء داخل الجحور.
أيضا يخرج النمل في الصيف بأعداد كبيرة ليجمع الطعام الذي يكفيه موسمي الشتاء والخريف , فمن عجائب النمل في ذلك أنه يعتبر من أقوى الحشرات على الإطلاق حيث أنه الوحيد الذي يستطيع حمل عشرات أضعاف حجمه بلا تعب ولا كلل , فسبحان الله.
هذا المخلوق العجيب قبل أن يدخل الحبوب إلى جحره لابد وأن يكسرها إلى نصفين ... لماذا؟
وجدوا أن العلة في أن باطن الأرض مكان رطب صالح للإنبات , فلو أدخل الحبة كاملة و تركها داخل الجحر لحدث ما يخشاه وهو إنباتها فالبذور لو تركت مدة طويلة في جو رطوبته عالية لنبتت ..
ويضطر النمل إلى فلق هذه الحبوب وكل حبة نصفين وبذلك يمنع إنباتها , وتعجب أكثر إذا علمت أن النملة تقسم حبة الكزبرة إلى نصفين ثم تقسم كل منهما إلى نصفين آخرين أي أنها تقسم حبة الكزبرة إلى أربعة أرباع!!!!!!!!!
ولما درس الباحثون الحكمة من هذا العمل وجدوا أن حبة الكزبرة تستطيع أن تنبت إذا قسمت إلى نصفين لكنها لا تنبت إذا قسمت إلى أربعة أجزاء!! والنملة تعلم ذلك ...
نعم إنها خلق من خلق الله .. أودع الله فيه أسرار وعجائب سيظل الإنسان يدرس ويبحث لكي يكشف بعضها يوما بعد يوم ..
فمن الذي علَّم النمل ذلك العلم؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة؟ من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم
فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا.
6 - الإبل (الجمال): "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت" إذا نظرت أخي الحبيب في خلق الجمل لوجدت عجب العجاب
خلق الله خفي الجمل عريضتين حتى يستطيع المشي في رمال الصحراء دون أن تغرس قدميه في الرمال.
وحباه الله بخزان ماء متحرك في سنامه , لا يصدأ ولا ينخرم ولا يبلى , فالخالق العظيم هو من يتولى صيانة هذا الخزان بنفسه سبحانه "الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى".
ثم فللنظر إلى عظمة تسخير الجمل , هذا الحيوان القوى ذو البأس الشديد والضخامة والهيبة , فيأتي طفل لا يتعدى عمره السابعة , فيقف أمام الجمل فيأمره ويوجهه فيطيعه , وهو الذي لو وضع عليه إحدى خفيه لسواه بالأرض.
تجربة: لكي نعلم مدى تسخير الله لهذا الكائن وأنه لولا تسخير الله له ما استطاع إنسان على وجه الأرض ترويضه ولا الاستفادة منه في شيء , نجري تجربة بسيطة فنستدعي بطل العالم في المصارعة الحرة , وبطل العالم في كمال الأجسام "وطبعا بلباس كامل وليس كما يظهرون عرايا في التليفزيون" وبطل العالم في الكاراتيه وغيرهم من أقوى أقوياء العالم في صف واحد , ثم نحضر لهم فأرا أو صرصارا ونربطه , ونطلب منهم بقوتهم وجبروتهم أن يأمروه بأن يتحرك في إتجاه معين , أو أن يقف في مكانه , هل يا تُرى سيستجيب الفأر أو يذعن الصرصار؟ كلا والله. لماذا؟ لأنه غير مسخر لنا , فسبحان الخالق العظيم.
صبر الجمل: إن الجمل هو الحيوان الوحيد المسخر للإنسان وليس له مرارة لزيادة تحمل الجمل وزيادة صبره , ولذلك صبره ليس له حدود ... سبحان الله الخالق العظيم.
من الذي امدنا بهذه المعلومات وهذه الإكتشافات , إنه الغرب الكافر , فهو بالنسبة لهم اكتشاف وبالنسبه لنا تسبيح.
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
¥