تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-إنه النور الذي نحتاجه في قبورنا، كما قال صلى الله عليه وسلم:" إذا قبر أحدكم أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر والآخر: النكير فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فهو قائل ما كان يقول فإن كان مؤمنا قال: هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان له: إن كنا لنعلم إنك لتقول ذلك ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا وينور له فيه فيقال له: نم، فينام كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ". رواه الترمذي وابن حبان وحسنه الألباني.

-إنه النور الذي يسعى بين أيدينا نحو جنة ربنا، قال تعالى:" يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ". (الحديد:12).

-إنه النور، الذي سميت به سورة من سور القرآن، وسميت كذلك لما فيها من إشعاعات النور الرباني؛ بتشريع الأحكام والآداب والفضائل الإنسانية التي هي قبس من نور الله على عباده وفيض من فيوضات رحمته وجوده " الله نور السموات والأرض "من استئذان، وغض بصر، وحفظ الفرج، وحجاب، وتسهيل تزويج الشباب، ومنع البغاء وإشاعة الفواحش، ... قال ابن الجوزي قال شيخنا علي بن عبيد الله: النور هو الضياء المتشعشع الذي تنفذهأنوار الأبصار فتصل به إلى نظر المبصرات وهو يتزايد بتزايد أسبابه.

نحن نبحث عن هذا النور، نبحث عما يحققه لنا في الدنيا ويوم لقاء الله، إنه النور الذي يصيب قلب كل مؤمن، فالقلوب أربعة كما قال صلى الله عليه وسلم:" قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح، فأما القلب الأجرد: فقلب المؤمن سراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر، وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها الدم والقيح، فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه. رواه الإمام أحمد. وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد حسن.

-نور لا يُحصّل بالدرهم والدينار، وإنما هو هبة الله عز وجل فهو الذي يهب هذا النور لمن يشاء قال تعالى:" نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وقال تعالى:" وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ". (النور/40). ولكن هناك أسباب إذا بذلها العبد وهبه الله هذا النور، وتتمثل في:

أولا: أمور عقدية:

1 - التمسك بدين الاسلام: قال تعالى:" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبىالله إلا أن يتم نوره وفي سورة الصف:" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره".

2 - محبة الله وطاعته والعبودية له سبحانه: فإنه جل وعلا نور السماوات والأرض يهدي لنوره من يشاء من عباده قال تعالى:" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ". (النور/35). فمن أحبه الله أعطاه القبول في الارض وكذا في السماء، وذاك نور أنى يتحصل عليه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ لِجِبْرِيلَ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ .. ".الموطأ - (6/ 23) 1502.وقال تعالى:" أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير