5 - غض البصر: قال تعالى:" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن". قال ابن القيم رحمه الله عن غض البصر:" أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى الله نور السموات والارض عقيب قوله قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ": روضة المحبين: (101).
6 - الدعاء: عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك ". رواه أبو داود. وحسنه الألباني، انظر حديث رقم: 352 في صحيح الجامع.
-وعن ابن عباس قال:" بت ليلة عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل فأتى حاجته ثم غسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتي القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين الوضوءين ولم يكثر وقد أبلغ ثم قام فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أنتبه له فتوضأت فقام فصلى فقمت عن يساره فأخذ بيدي فأدارني عن يمينه فتتامت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فأتاه بلال فآذنه بالصلاة فقام فصلى ولم يتوضأ وكان في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وعظم لي نورا ". رواه مسلم.
7 - الشيب: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تنتفوا الشيب فإنه ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة". رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورفع بها درجة". شعب الإيمان وحسنه الألباني.
رابعا: شعب سلوكية:
1 - بر الوالدين: قال تعالى:" إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ".يوسف/4. وقال تعالى:" وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً". فالأم والأب على الحقيقة هم شمسك و قمرك هم نورك الذي تبصر به في ظلمات الحياة، كم بدد الله بدعائهما لك كثيراً من الظلمات فاحرص على برهما، وإياك والتقصير في ذلك، فمن قصّر في حقهما وحرم نورهما فهو في بحار الظلمات حُرم من أعظم الأنوار.
2 - الأخوة في الله: عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس اسمعوا و اعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، أنعتهم لنا جلهم لنا يعني صفهم لنا شكلهم لنا، فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ". رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد.
3 - تعليم الأبناء و تحفيظهم كتاب الله: عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ القرآن و تعلمه و عمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، و يكسى والداه حلتين لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان بما كسينا؟. فيقال: بأخذ ولدكما القرآن ". رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم وقال الألباني حسن لغيره.
4 - العدل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ". رواه مسلم.
5 - الدعوة إلى الله: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:" نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع ". رواه أحمد والترمذي وقال صلى الله عليه وسلم: " نضر الله امرؤاً سمع منا شيئا فبلّغه كما سمعه، فربّ مبلَّغ أوعى من سامع". قال الخطابي: معناه الدعاء له بالنضارة وهي النعيم والبهجة ...
6 - الجهاد في سبيل الله: قال تعالى:" وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) الحديد/ 19، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة ". البزار وصححه الألباني.
أيها القارئ الكريم، إنها الجنة دار النور فهل من مشمر لها؟. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبدا في حبرة ونضرة في دور عالية سليمة بهتة قالوا: نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها، قال: قولوا: إن شاء الله تعالى فقال القوم: إن شاء الله ". رواه ابن ماجه و ابن حبان.
وكتبه د/ أحمد العمراني أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي
الجديدة المغرب.
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1)- الجامع للقرطبي:1/ 26. فتح القدير:1/ 20، والجواهر الحسان وهو تفسير للثعالبي:1/ 11.
المصدر: http://